قال تقرير نشره موقع أوول آفركان دوت كوم أمس إن القائم بالأعمال الأمريكى بالخرطوم جوزيف استانفورد قد جدد رغبة بلاده في التغلب على التحديات التي تواجه العلاقات الثنائية بين البلدين عبر الحوار، ووفقًا للموقع فإن إستانفورد قد مارس نشاطًا دؤوبًا منذ وصوله للخرطوم حيث التقى الثلاثاء بمساعد رئيس الجمهورية نافع علي نافع بمكتبه في القصر الجمهوري لمناقشة سبل تحسين العلاقة السيئة بين البلدين تحدث الدبلوماسي الأمريكي للصحفيين في الخرطوم عقب اللقاء قائلاً: لقد اتخذت هذه الفرصة لأؤكد رغبة حكومة الولاياتالمتحدة في التغلب على التحديات التي تواجه العلاقات الثنائية بين البلدين من خلال الحوار غير أن القائم بالأعمال رفض الخوض في تفاصيل القضايا التي ناقشها مع نافع الذي عُرف بانتقاده للسياسة الأمريكية تجاه السودان ورفضه أن تلعب واشنطن دورًا إيجابيًا في حل الأزمة السودانية بعد أن أدرجت اسم السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب عام 1993 وفرضت عليه عقوبات اقتصادية إبان إدارة الرئيس كلنتون في العام 1997 بحجة انتهاك حقوق الإنسان وتقديم الدعم للإرهاب، وفي أغسطس دعا مبعوث الرئيس أوباما الخاص للسودان بريستون ليمان لاستئناف المحادثات من أجل تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين مشيرًا إلى أن واشنطن ليست لها مصلحة في إقامة علاقات ضعيفة مع السودان بعد أن أدى فشل الولاياتالمتحدة في رفع العقوبات عن السودان عقب توقيع اتفاق السلام الشامل في العام «2005» إلى تدهور العلاقات بين البلدين الأمر الذي حرم واشنطن من المساهمة الفاعلة في إنفاذ الاتفاقية ودعم لوبيات مناهضة للاتفاق داخل المؤتمر الوطني أعاقت استكمال تطبيق الاتفاقية حيث رأت الجماعات المؤيدة للحركة الشعبية في واشنطن أن خلق بيئة عدائية مع الخرطوم من شأنه أن يضمن انفصال الجنوب عقب انتهاء الفترة الانتقالية في العام «2011» غير أن الإدارة الأمريكة اكتشفت أن نفوذها على السودان تلاشى شيئًا فشيئًا وأنها عاجزة عن تعزيز مبادئ السلام والديمقراطية به فضلاً عن لعب أدوار فاعلة لحل أزمة دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ففي خلال اتفاق الدوحة وحينما شارف اتفاق السلام على مراحله النهائية اقترح ليمان ومستشاره لشؤون دارفور دان سميث استمرار المحادثات مع العدل والمساواة غير أن المسؤولين السودانيين خلال اجتماعين عُقدا في الدوحة في مايو 2011 رفضوا أي اقتراحات أمريكية حتى وإن كانت إيجابية واستمر مسلسل الفشل الدبلوماسي على الخرطوم ليشمل فشلها في حل الأزمة الإنسانية في ولاية جنوب كردفان بالرغم من اللغة القاسية التي استخدمتها ضد الخرطوم، هذا فضلاً عن عجزها عن تنفيذ تهديداتها بتقديم مساعدات إنسانية مباشرة عبر جنوب السودان للمناطق المتضررة الأمر الذي سينظر إليه كدعم مباشر للمتمردين. ويبدو أن واشنطن قد اكتشفت أنه آن الأوان لتغيير سياستها مع الخرطوم بعد أن صرح ليمان في كلمة ألقاها أمام المجلس الأطلسي في واشنطن قائلاً هناك حاجة للتحرك السريع من أجل تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين بدءًا من رفع العقوبات كما كان مقررًا قبل الاستفتاء وكان ليمان قد اعترف بأن الخرطوم ليست وحدها المسؤولة عن التأخير في حل قضايا السودان وجنوب السودان حيث أوضح في خطابه أن على الإدارة الأمريكية المضي قدمًا في تحسين العلاقات الثنائية من خلال عملية بناء الثقة ودعم النظام لتحقيق العدالة والتنمية في دارفور وإنهاء الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق بدلاً من سياسة الضغط المستمر التي ثبت فشلها. نقلا عن صحيفة الانتباهه16/8/2012