أفاد العلماء بأن الوجبة الغذائية غير الصحية يمكن أن تسبب مرض الألزهايمر عبر حفزها شكلا من مقاومة الإنسولين المسمى "السكري من النمط 3". وأشار العلماء إلى أن المستويات العالية من هرمون الإنسولين، الذي تسببه الوجبة الغذائية السيئة، قد تضر بالمخ بنفس الطريقة التي تتأثر بها العضلات وخلايا الكبد والخلايا الشحمية من السكري من النمط 2. وقال الباحثون إن تعرض المخ لكمية مفرطة من الإنسولين يمكن أن تجعله يتوقف عن الاستجابة للهرمون مما يعيق القدرة على التفكير وابتكار ذكريات جديدة وحدوث تلف دائم في نهاية المطاف. ويشار إلى أن الوجبة الغذائية الغنية بالدهن والسكر طالما كانت مرتبطة بخطر أكبر بالألزهايمر، ومع ذلك فقد أظهرت الدراسات الصحية على قطاعات كبيرة من الناس أن وجبة منطقة البحر المتوسط الصحية قد تقدم حماية إضافية. وفيما يتعلق بالسكري من النمط 2 فإن الإفراط في أكل الأطعمة الدهنية والسكرية يرفع مستويات الإنسولين إلى درجة عالية بحيث أن عضلاتنا والخلايا الشحمية وخلايا الكبد لا تتأثر أبدا بالهرمون. وهذا يعني أن كمية الغلوكوز والشحم في الدم تُترك لتزداد بدون سيطرة مما يجبر البنكرياس على إنتاج المزيد من الإنسولين في محاولة للمقاومة. وفي النهاية يصبح مرهقا وينخفض الإنتاج إلى مستويات متدنية جدا. وقد كشفت تجربة محدودة على مرضى أجرتها جامعة واشنطن أن الذين أُعطوا بخاخا أنفيا يحتوي على الإنسولين كانوا أفضل حالا في تذكر التفاصيل والقصص وكان لديهم فترات انتباه أطول وكانوا أكثر استقلالية. وهناك تجربة أخرى على 240 متطوعا لإظهار إشارات مبكرة للخرف ستقدم المزيد من الأدلة على ما إذا كان البخاخ يستطيع أن يحمي الذاكرة وقدرة التعلم ومراقبة تغيرات المخ في المرضى. وتشير دراسة على الفئران من جامعة براون الأميركية أن عملية مشابهة يمكن أن تؤثر في المخ الذي يعتمد على الإنسولين في تنظيم الإشارات العصبية المتعلقة بالذاكرة والتعلم واستخراج الطاقة من الغلوكوز. وقد اكتشف الباحثون أن منع الإنسولين عن أدمغة الفئران جعلتها مرتبكة وعاجزة عن إيجاد طريقها خارج المتاهة التي كانت فيها لأنها لم تتمكن من تذكر مكان وجودها. وبفحص أدمغتها تبين نفس نمط التدهور الملاحظ في مرضى الألزهايمر، ومنه المستويات المتزايدة لما يعرف باللويحات النشوانية التي هي سمة مميزة للحالة. وإذا صحت النظرية فهذا يعني أن الإكثار من الأطعمة الصحية وممارسة المزيد من التمارين الرياضية يمكن أن يقلل خطر الألزهايمر، ومن المحتمل عكس اتجاه أو إبطاء فقدان الذاكرة في المرضى المصابين بهذه الحالة.