شهدت الخرطوم في اليومين الأخيرين زيارتي عمل مهمتين للرئيس التشادي إدريس دبي والرئيس الأمريكي الأسبق كارتر. ورغم الاختلاف في أجندة زيارة كل منهما إلا أنهما تفيضان خيراً وبركة على السودان في ظرفه الحالي. الرئيس دبي وهذه زيارته الأولى للبلاد بعد خمس سنوات جاءت في زمانها ومكانها والبلاد تتطلع إلى سلام دائم في إقليم دارفور. ذلك أن دولة تشاد الشقيقة ذات التداخل العرقي والقبلي والثقافي والإسلامي مع جارتها جمهورية السودان كانت ذات أثر سلبي كبير على الاستقرار في دارفور لوجود بعض حركات التمرد الدارفورية بها.. والشيء نفسه يقال عن السودان من حيث التأثير على الاستقرار في تشاد. وليس ثمة شكاً في أن التقارب والتطبيع في العلاقات الذي يجري أثناء وبعد هذه الزيارة الرئاسية التشادية ذات الخصوصية سيكون له أثره ودفعه الإيجابي لعملية السلام التي تجري الآن في العاصمة القطرية الدوحة كما سبق أن قلنا وأشرنا إليه. فتشاد والسودان معاً قررا منع تسلل القوات المتمردة على الجانبين إليهما. وذلك بإقامة سد عسكري أمني مشترك يحرس الحدود ويقفل الطريق على قوى التمرد في البلدين. وفي هذا إشارة قوية إلى أن السلام في دارفور وفي تشاد أصبح ضرورة. ولابد أن هذا أمر تدركه حركات التمرد. التي تتفاوض في قطر وتلك التي أصبحت في حيرة من أمرها...! وهذا التطور الإيجابي على صعيد العلاقات بين السودان وتشاد في ما يتصل بالسلام في دارفور تحديداً ستكون له انعكاساته الإيجابية على ملف الجنائية الدولية في لاهاي والذي تحرك مؤخراً بدوافع سالبة على السلام والتحول الديمقراطي في البلاد. أما زيارة السيد كارتر وبرفقته قادة مركز كارتر ومشروعه التنموي العالمي (قلوبال 2000م) والتي عنوانها الأبرز الآن هو الرقابة على الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي يجري الإعداد لها جاءت هي الأخرى في زمانها ومكانها. لأن الانتخابات التي دخلت مرحلة الترشح على كل المستويات قد صارت حدثاً آخر يرفع من قدر البلاد وقدر النظام الحاكم الذي رهن بقاءه أو رحيله برغبة الشعب السوداني. وفي هذا تحد كبير لكل من يلهج لسانه الآن بالشمولية و(الكنكشة)..!). فكل الذي هناك الآن هو سباق انتخابي مراقب ومشهود.. والحشاش يملأ شبكته كما يقول ويرد هذه الأيام الدكتور عبد الله علي إبراهيم...! نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 10/2/2010م