تصاعدت وتيرة الاحتجاجات والتظاهرات التي عمت العديد من البلدان والدول العربية ضد الفلم المسيء لنبي الإسلام ومحاولة تشويه صورة الديانة الإسلامية ومنهجها وعقيدتها من خلال رسم صورة مغايرة للسيرة النبوية – حيث لم يكن السودان ببعيد عن تفاصيل الثورة العربية والإسلامية لنصرة لنبيهم الكريم. فقد أخذت الاحتجاجات والتظاهرات طابعاً آخر في العاصمة الخرطوم. إذ سقط علي إثرها اثنان من ألقتلي وخمسون جريحاً حسب إفادة السلطات السودانية بالإضافة إلى إشعال النيران في مباني السفارة الألمانية بوسط الخرطوموالأمريكية بضاحية سوبا وهو ما أثار حالة من القلق على البعثات الدبلوماسية لتلك الدول. فمن خلال تصريحات إعلامية دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كينتون إلى قيام الدول العربية في مصر واليمن والسودان بدورها في حماية البعثات الدبلوماسية للولايات المتحدةالأمريكية. معتبرة ما عرض في الفيلم لشخصية نبي الإسلام مثيراً للإشمئزاز ولكن تبقي حرية التعبير مكفولة في دولة مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي وقت سابق بعثت وزارة الخارجية الأمريكية ببرقية حملها مساعد وزيرة الخارجية بواشنطن للشؤون الأفريقية للسيد علي كرتي حملت طلباً رسمياً من قبل الحكومة الأمريكية للحكومة السودانية بالسماح بدخول قوات تتبع للجيش الأمريكي التي عرفت باسم (المارينز) بغرض تأمين البعثة في الخرطوم وذلك نتيجة لما تعرضت له مؤخراً من اعتداءات علي يد متظاهرين سودانيين وهو ما رفضته الحكومة السودانية. حيث أكد الناطق الرسمي لوزارة الخارجية السودانية العبيد أحمد مروح إن السودان أبلغ مبعوث الحكومة الأمريكية رفض السودان في استقبال قوات المارينز على أراضيه ومشدداً على أن السلطات السودانية قادرة على حماية جميع البعثات الدبلوماسية في الخرطوم في الوقت الذي قطع فيه عضو القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني دكتور ربيع عبد العاطي الطريق أمام تهديدات السفارة الأمريكية بسحب الطاقم الدبلوماسي بالخرطوم قائلاً إن النشاط الأمريكي في الخرطوم لا يتجاوز المبني الذين هم فيه. وصفه بأنه (مبني بلا معني) وقال إن في وجودهم في الدول المجاورة لن يجدوا الأمان والاستقرار....... وفي السياق ذاته اعتبر الأمين الإعلامي للمؤتمر البروفيسور بدر الدين أحمد إبراهيم إن الخطوة في حد ذاتها ليست بالموضوعية إذا إن إقدام الإدارة الأمريكية بسحب 20 من طاقهما بالخرطوم والإبقاء على البقية ما هو إلا مؤشر على استقرار الحالة الأمنية بالبلاد. وأكد إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تسعي إلى رسم صورة مغايرة لواقع السودان توحي بأنه ما زال يعيش حالة من عدم الاستقرار الأمني. بينما يري محللون سياسيون بأن رفض الخرطوم لقبول تواجد قوات المارينز الأمريكية على أراضيها شيء طبيعي، وذلك يرجع إلى طبيعة العلاقة ما بين الخرطوم وواشنطن التي تشوبها حالة من التوجس والحذر الدائم. ولكن تبقي حاجة كلا الدولتين على الصعيد الإقليمي والدولي أكبر من تلك الخلافات. نقلاً عن صحيفة الوفاق 19/9/2012م