وجدت الحركة الشعبية نفسها في مأزق اضافي أكثر صعوبة من مأزق خوض الاستحقاق الانتخابي، اذ أن هنالك ما يجاوز الثلاثمائة قيادي من قادة الحركة يعتزمون خوض الانتخابات كمستقلين، بعد أن فشلوا في نيل ثقة مكتب الحركة السياسي. وما من شك أن هذا العدد كبير للغاية، ويتضح تعقيد القضية أكثر اذا علمنا أن هؤلاء المرشحين الذين لم تجد معهم حتي الان لا الوسائل الناعمة ولا التهديدات من قيادة الحركة سوف يعملون علي تعميق جراح الحركة أكثر من جهتين: فمن جهة أولي فانهم سوف يشتتون الأصوات تشتيتاً نموذجياً بحيث لا هم يفوزوا ولا يدعوا المرشحين الرسميين للحركة يفوزوا ذلك أن التنافس سيكون مزدوجاً في الدوائر الجغرافية وفي حقيقة الامر فان المرشحين سوف (ينافسون أنفسهم) ومن ثم فان الخاسر في النهائة والخاسر الوحيد هي الحركة في مجملها. هذا من جهة ومن الجهة الثانية فانه وعلي فرض فوز هؤلاء للمستقلين أو بعضهم فان القانون وعلي خلاف القوانين السابقة يحظر علي أي من ترشح بصفة معينه أن يبدلها لاحقاً، فالذي يفوز كمستقل لن يكون في وسعه الانتقال الي حزب من الاحزاب لاحقاً، واذا قال قائل ان بوسع المستقلين أن يتخذوا المواقف الداعمة لمواقف الحركة فان هذا لن يحدث لأنه وببساطة هؤلاء المستقلين سيكونوا خصوصاً لرفقائهم في الحركة، واذا لم يكونوا هم كذلك فان بقية قادة الحركة سيكونوا خصوصاً لهم، كونهم لم يحترموا قرارات الحزب، وعملوا علي التفلت والعصيان. ولهذا فان أمين عام الحركة باقان أموم بدا (تعيساً) للغاية وهو يوجه (مناشدة حارة) لهؤلاء المستقلين للتخلي عن ترشيحاتهم. غير أن هنالك مصاعب حقيقية وعقبات تجعل من أمر تراجع هؤلاء المرشحين صعباً فهم من جهة رشحوا أنفسهم بدعم من قبائلهم أو بني جلدتهم أو مناطقهم والتزكية التي حصلوا عليها بغرض الترشيح ليست سهلة فهي تزكية لحوالي (10) ألف شخص ومن الصعب أن يعود هؤلاء المرشحين ليهيلوا التراب علي كل هذا العدد، فاذا هم تراجعوا فانهم يكونوا قد خسروا مرتين، مرة حين خذلوا من وقفوا معهم وعملوا علي تزكيتهم وتشجيعهم ومرة حين (أغضبوا) قادة الحركة وظهر للحركة أنهم عصاة ولابد من معاقبتهم بوسيلة من الوسائل. بل ان من شأن تراجع هؤلاء المرشحين المستقلين أن يغضبوا من قاموا بتزكيتهم ومن ثم فان هؤلاء المزكين جري خذلانهم سوف يزهدون هم بدورهم في التصويت لمرشحين آخرين لم يكونوا هم خيارهم، ومن البديهي أنهم لو كانوا خيارهم لما دعموا وعملوا علي تزكية هؤلاء المستقلين! وهكذا فإن الناتج النهائي أن الحركة خاسرة في كل الاحوال وهذه أولي مؤشرات الفشل في الانتخابات حتي قبل أن يستعر لهيبها وتشتد المنافسة!!