عكس ما اشتهي الدكتور كمال الحزولي ورفقاه من كتاب اليسار السوداني فقد أنجز وفد التفاوض السوداني اتفاقاً للتعاون مع دولة الجنوب متجاوزاً فيه كثيراً من العقبات التي ظل يتوهمها من عجزوا عن منازلة المؤتمر الوطني عبر صناديق الانتخابات فراحوا يبحثون عن ذلك عبر ما سمي بقطاع الشمال. وإذا كان الدكتور كمال الجزولي يري انه لن يكون هناك حل دون ان تكون هناك ترتيبات تحتضنها القوي السياسية ويقبلها الهامش الثوري فتتحقق التهدئة علي جبهات المواجهات السياسية والمسلحة فان الاتفاق الذي أنجز تجاوز كل ذلك وقادة الدولة الوليدة لم يعد يهمهم لا ياسر عرمان ولا عبد العزيز الحلو ولا مالك عقار. فهؤلاء أصبحوا عندهم أصدقاء سابقين أدوا مهمتهم بتفان وحان الوقت ليواجهوا مصيرهم داخل دولتهم والمؤتمر الوطني حينما رفض مكتبه القيادي اتفاق نافع عقار رفضه لأنه لا يريد ان يعطي ياسر عرمان وعقار والحلو مجداً لا يستحقونه ولا يريد ان يمتطي ياسر عرمان مصطلح التهميش ليكون أساساً ينطلق منه لحكم السودان. سمع أعضاء وفد التفاوض وصية رئيسهم وقائدهم المشير البشير وجلسوا لشهور في اديس يبحثون عن مصالح بلدهم لم يتركوا نقطة أو شولة ينفذ من خلالها أعداء الاستقرار ودعاة الحرب وفي اتفاق الترتيبات الأمنية والسياسية أول فقرة تنص علي فك الارتباط مع الفرقتين التاسعة والعاشرة. وفي اتفاق النفط حددت المبالغ التي يتحصل عليها السودان مقابل عبور نفط الجنوب وكيف يتحصل عليها أما اتفاق التجارة فقد حدد وفق المتعارف عليه في النجارة بين الدولة ومع ذلك فان المؤتمر الوطني واع بما يمكن ان يحدثه بقايا وإتباع وعملاء دولة الجنوب من غبار يمكن تنقيته عبر الحوار الجاد وتطبيق القانون علي كل من يحاول اللعب بالنار. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 7/1/2012م