إن حكاية ياسر عرمان تبدأ من هنا عندما هرب بدم أحد زملائه في الجامعة وتعود هذه الجريمة التي ارتكبها عرمان في العام 1985م حين اتهم الإسلاميين في السودان الطالب آنذاك ياسر عرمان باغتيال( الاقرع وبلل ) وهما طالبين بجامع القاهرة فرع الخرطوم في أحداث شهدتها الجامعة في ذلك الوقت . بعدها سافر عرمان الى خارج السودان وبقيت التهمة تطارده أينما ذهب، وبعدها انضم إلى أحضان الحركة الشعبية, وبدأ النعيق الديمقراطي والتحرري والنضالي عبر إذاعة تلك الحركة, ويجد الرجل موقعا يتناسب مع عمالته تحت شعار القضايا الوطنية, فيما لم يكن يوما مؤهلا لأن يتحدث عن الوطن والوطنية وضحايا الهامش الذين يتاجر بمعاناتهم مع غيره من تجار السياسة والشعارات الوطنية الزائفة. قد نفهم تقلب الرجال في البيئات السياسية المتجانسة فكريا, إسلاميا أو ليبراليا أو لا دينيا, ولكن أن يتحولوا بمواقفهم وفكرهم مع كل مرحلة من السطحية السياسية إلى اليسار ومن ثم الى اليمين فذلك لا يعني إلا تحولا مع المكاسب الذاتية, والمفارقة أنه في كل تحول يمكن للسياسي ألا يجد معضلة أو صعوبة في رفع شعارات مضللة يتخذها مبررا لتحولاته ومتغيراته و التي ظلت تجلب النحس والشؤم للسودان. ياسر عرمان أحد المنتفعين السودانيين الذين أبرزتهم المنظمات الدولية واللوبيات الغربية وصنعت منهم نماذج لتنفيذ سياساتها في السودان, ولذلك فإنهم قد يخدعون كل الناس بعض الوقت, أو بعض الناس كل الوقت لأن النعيق في أذان البسطاء وأصحاب المصالح الذاتية قد يجعلهم أدوات في ايدي عرمان وغيره, فهؤلاء من المنبوذين الذين لفظهم السودانيون ولا يمكن بحال أن يكونوا قادة تحرير ونضال لأنهم بحاجة الى أن يتطهروا من دماء ضحاياهم قبل الحديث عن الضحايا الذين يلوكونهم على المنابر الغربية ويستخدمونهم من أجل تحقيق مصالحهم ومصالح من يحركونهم مثل قطع الشطرنج. ليس لياسر عرمان فرصة قبول في الواقع السوداني لأنهم مكشوفون وأظهروا من القبح والانتفاع ما يزهد أي سوداني في قبولهم كقيادات تعمل من أجلهم, وتأجيج الصراع ونشر الفوضى لن يوصلهم الى مبتغاهم, لأنهم في الصورة السودانية أقنعة لما هو أسوأ, ولا يمكن لعاقل أن يقوده عرمان الى ما يحقق أهدافه في التنمية لأن مثل هؤلاء يبيعون أوطانهم مسبقا لمن يدعمونهم ويدفعونهم الى قيادة أي معارضة لأي نظام حكم في السودان, وخلال ثلاثة عقود لم يثبت عرمان ومن معه أنهم على حق أو توازن فكري وسياسي يمتعهم بأهلية القيادة وتغليب المصلحة الوطنية. لا يمكن تصور قيادة سودانية بأسوأ من نموذج عرمان من المتاجرين بالوطنية وحقوق أهل الهامش, لا بد من أن يتطهروا من دماء الضحايا الذين غرروا بهم وجعلوهم أكباش فداء لانتهازيتهم السياسية, فما بال أهل الهامش بعرمان الذي يبدأ مسيرة رخيصة في أقصى اليسار الشيوعي والماركسي ثم ينتقل بخطابه الى أقصى اليمين بما فيه من ليبرالية وعلمانية وزندقة وفجور سياسي لا يقيم وزنا لدين الناس وغالب أهل السودان على ملة الإسلام