ما ذنب النساء والأطفال الذين قتلوا في كادوقلي وأي رسالة أراد القتلة إيصالها بهذا القتل العشوائي؟ ان كانت الرسالة تعني ان كادوقلي غير آمنة وهي تحضتن وفداً مركزياً وولائياً من العيار الثقيل فهي رسالة خائبة لأنها استهدفت النساء والأطفال والبعيدين- كل البعد – عن موقع الملتقي وعن الملتقيين والذين عاد وسيعود معظمهم للخرطوم وهو لم يسمع بما وقع في كادوقلي أكثر ممن سمع به سكان الخرطوم. صحيح أن استهداف الملتقين نفسه ان تم يكون عملاً جباناً بيد أنهم أيضاً رجالاً ونساء عزلاً ولبسوا بمحاربين ولكن حتي وان كانوا هم المستهدفين بالقصف والقتل فلقد أخطأهم الرامي المتواري والذي اصطاد بعض الصبية والأطفال والذين بدورهم لم يسمعوا بملتقي كادوقلي ولم يتلقوا دعوة للمشاركة فيه. إننا في هذه الحالة نري ان الحل في يد الجيش – نعم الجيش فقط والذي من المفترض ان يثار لأطفال ونساء السودان والجبال ممن قتلوهم ولترفعوا صيوانات اللقاء وتحفظ كلمات السلام الي ان يؤدب الجيش أولئك القتلة ويردعهم فلا يعودا لاستهداف الأمنيين المسالمين في ديارهم. ان نفره شعبية كبري يجب ان تنطلق نصرة للجيش ودعماً معنوياً ومادياً له حتي يؤدي مهمته في جبال النوبة علي أكمل وجه ولا يتوقف إلا وقد وضع حداً لقتله النساء والأطفال قصاصاً بالقصف ورجماً بالصواريخ ولا نامت أعين الجبناء. لقد ظللنا من خلال هذي المساحة ندعو للحوار وللتفاوض من اجل السلام لأهلنا في الجبال وفي النيل الأزرق ولكن تلط الدعوة تكون بدعة وسط إطلاق الرصاص فالحديد لا يفل إلا بالحديد والنار لا ترد إلا بالنار وفي هذا الزمان الغريب- والذي لا يفرق بين خصم يلبس الميري وطفل يلهو مع أقرانه تحت سفح جبل وهم ينتظرون (حلة العصيدة) التي تعدها أمهم بمشقة فيرحلون هم وهي قبل الفطور – في هذا الزمان لا يمكن ان تدير الخد الأيسر لمن يلطمك علي خدك الأيمن وثقتنا كاملة – غير منقوصة- في قواتنا المسلحة رغم الظروف والحال الحرن. ان ما يتطلع إليه الجميع من الجبال للخرطوم ليست توصيات (ملتقي كادوقلي) بل أنهم يتطلعون لرد الجيش القاصم للظهر والقاهر لقتله الأطفال والنساء حداً وقصاصاً ومن قتل يقتل ولو بعد حين وبعدها يمكننا ان نمضي جميعاً للتفاوض من اجل سلام الأقوياء لا الضعفاء سلاماً وليس استسلاماً وحتي ذاك فلنضع كل شئ تحت تصرف الجيش وذلك لتنظيف الجبال من قتلة الأطفال والنساء وسوقهم للإستسلام أو الموت حيث لا طريق ثالث في هذا الأمر. ان قواتنا المسلحة هي أول صمام أمان لهذا البلد وهي آخر ما تبقي له من رموز القومية والوطنية بعد ان ضربت الجهوية والقبلية كل مؤسساتنا بلا استثناء فلنحافظ ونحفظ (للحارس مالنا ودمنا) دوره في هذا الموقف العظيم والكلمة الآن للجيش. علي الطريق هارون – شكر الله المسعى واخلوا المكان الآن من المدنيين فإن قانون الطوارئ هو الساري والعسكريون من يجب ان يتحرك ويثبت وفق تقديراتهم ودعنا نجرب (كتمه) من عندنا. نقلا عن صحيفة ألوان السودانية 10/10/2012م