تعتبر القارة الإفريقية من أهم الحلفاء الاستراتيجيين للعرب، وللأسف العرب أهملوا إفريقيا وتركوها بعد جهود سنوات قام بها الملك فيصل، رحمه الله، فقد أرسل مبعوثين لقارة إفريقيا، وكان هو زار القارة وأرسل الشيخ محمد محمود الصواف في الزيارة المشهورة، وكان للجامعة الإسلامية ورابطة العالم الإسلامي دور مشكور، وكذلك الكويت وقطر والإمارات. ورغم جهود المبشرين والكنيسة العالمية ودور إسرائيل التي دأبت على التغلغل في إفريقيا، كما دعاة الفرانكفونية والموالين للغرب بذلوا جهودا كبيرة لمحاربة الهوية الإسلامية والولاء للغرب، والكنيسة، وقد شاهدنا كيف كانت مجازر زنجبار على يد جيش نيريري ومن معه سفكوا الدماء واستباحوا الأعراض، وقد حصل في تشاد والسنغال عندما كان تمبل باي، وكذلك سنجور وعدد من هؤلاء الذين كان بعضهم يحكم أكثرية إسلامية سكانية. وأما السودان، وكيف يتعرض للتقسيم وتهميش دوره العربي – الإسلامي، وللأسف أن هناك من أبناء السودان ممن تورط في هذه المؤامرة، ونيجيريا بعد مقتل أحمد وبيلو وأبوبكر نقاوا بيلوا القضاء على الهوية الإسلامية وحرب هذين الرجلين اللذين صنعا تاريخ نيجيريا وكانا من أنصار القضايا الإسلامية، وضعت قضية بيافرا كجزء من هذه المؤامرة والآن يخطط لنيجيريا مما يجعلها فريسة للتطرف والمذهبية والعنصرية الإيرانية. والسنغال لم تحظ باهتمام العرب رغم أنها رئيسة المؤتمر الإسلامي إلا أن تلاميذ سنجور وعلى رأسهم عبده ضيوف وغيره يبذلون جهودا مضنية للقضاء على الهوية الإسلامية لهذا البلد، أضف إلى غينيا وإهمالنا لها وهي دولة مهمة، وإفريقيا بلد ملئ بالثروات ومجالات الاستثمار، وهي نهب للشركات الفرنسية الغربية وعملائها من السكان المحليين الحكام الذين اختيروا بعناية خاصة لهذه المهمة، ألم يأن الأوان لندرك ما يجري حولنا ويكفينا درس إريتريا التي هي عربية وموقعها على البحر الأحمر وأمنه، وأصبحت بيد اليهود الذين اهتموا بها وجزرها ودخلت إيران لاستغلالها، واستأجرت الجزر لتصدير الإرهاب، وكذلك تحويل الجماعات المتطرفة بالصومال للدمار والقتل وتسلط جبروت اسياسي أفورقي الذي يبذل جهدا كبيرا لمحاربة الهوية العربية الإسلامية وتشجيعه للكنائس وهجرة السكان إلى كسلا وإيطاليا وللأسف فإن عرب إريتريا إخواننا نسيانهم وهم بالأهمية بمكان، وبعد تحرير إريتريا واستقلالها للأسف لم تكن لصالح المسلمين والعرب، أين العرب من كل هذا توقفت العلاقات بيننا وحليفهم وعادت إسرائيل تعبث وتستولي على خيراتهم ونحن لم نسع لمساعدتهم على كيفية اعتمادهم على مواردهم ودعمهم بالتنمية الذاتية والتطوير الإنمائي. وفي الوقت الحالي أصبحت هذه الدول محل اهتمام عالمي، فالأجهزة الأمنية الغربية والشركات تتسابق والمبشرون، إضافة إلى دور إسرائيلي مكثف وكذلك دور إيراني يقوم على استقطاب هؤلاء وهناك برامج مخططة لإضعاف المسلمين ودورهم في تلك البلاد وقارة إفريقيا محل اهتمام العالم سوى العرب والدول الإسلامية. فنحن تركنا كل ما قمنا به خلال سنوات ومراكز ومؤسسات تركناها لغيرنا، ودخلت إيران تلك القارة لتنشر أفكارها وتفتح مدارسها وجامعاتها ويشعر الناس بالألم لخذلان العرب لهم. وإغلاق الجامعات أمام أبنائها، وقد سمعت شكاوى نيجيريين وغيرهم من ذلك وكيف اليوم وقد أصبحت الجماعات المتطرفة تعبث في إفريقيا بدعم من جهات مشبوهة ودول لها أطماع تريد زعزعة أمن القارة الإفريقية. إن إفريقيا قارة طيبة وتحتاج إلى توعية وتعليم ومحاربة الجهل والفقر والمرض في هذه القارة. إن مسؤولية الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والبنك الإسلامي والإيسيسكو والمؤسسات كرابطة العالم الإسلامي كبيرة في هذا الصدد. ولابد من العودة إلى الجهود السابقة وتنشيطها والدور الإيجابي الذي قامت به المملكة العربية السعودية وغيرها من دول الخليج لابد أن تعود بأقوى صورة وعدم ترك هذه القارة للأعداء، فهي مهمة وموقع استراتيجي فهل آن الأوان للعرب أن يدركوا حلفاءهم أم يتركوها لخصومهم؟ المصدر: الشرق القطرية 16/10/2012م