إن عمليات التحشيد المستمرة ضد بلادنا في الخارج أضحت لا تقتصر علي الوسائل والآليات التقليدية لواشنطن ومواليها في أروقة الأممالمتحدة ومجلس الأمن ومقر حقوق الإنسان في جنيف وسائر أجهزة الإعلام الدولية واللوبيات المختلفة، ذلك أن عمليات التحشيد هذه اتخذت أشكالاً وأجهاً جديدة من بينها توظيف واعتماد نجوم المجتمع الدوليين لهذا الغرض حتي من جانب الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون). بكل أسف فان بان كي مون لم يكن صحيحاً أنه ذو قبضة حديدية في قفاز من حرير عندما وصفوه بذلك وهو يخطو أول عتبة إلي مقر الأممالمتحدة كأمين عام لها فقد اتضح انه مجرد تابع لواشنطون وينفذ مخططاتها بكل جد ومثابرة. لقد سبق لبان كي مون علي طريق التحشيد الجديد هذا ضد السودان أن قام بتعيين الممثل الأمريكي ذائع الصيت (جون كلوني) رسولاً للأمم المتحدة من أجل السلام في دارفور متعامياً عن خلفياته وصيته السيئ عن دارفور وبلادنا عموماً. المتحدثة الرسمية لبان كي كون (ميشال مونتاس) زعمت وقتها أن (كلوني) اختبر تقديراً لجهوده الكبيرة في حشد التأثير حول الأزمات السياسية والاجتماعية والدولية بينما الحقيقة هي حشد الأزمات والانقسامات والفتن والمكائد وتصعيدها ضد السودان من قبل كلوني وأمثاله الذين يعكسون الوجه الآخر لليمين المتطرف واللوبي الصهيوني الضاغط الذي تستعين به الإدارة الأمريكية وغلاة المتشددين في مجلس الشيوخ والنواب والدفع بهم في الاتجاه الذي يرغبونه في دارفور وجبال النوبة حالياً وجنوب السودان سابقاً. ان هذا ليس اختباراً ساذجاً ولكنه تم بعناية فائقة إذ المجتمع الدولي مبهور بنجومية (كلوني) وأمثاله ويجد لكلماتهم وانطباعاتهم مواعظهم صدي أكثر نفاذاً لديه لصفاتهم الدالة عليهم ويتلقي كل ما هو صادر عنهم كمسلمات غير للجدل والنقاش. 9 آخرين أن لجوء بان كي كون لحشد المجتمع الدولي ضد السودان كلوبي جديد علي الساحة السياسية ضم أيضاً بجانب (كلوني) عازف (الفيولو نسيل) الأمريكي بالتجنس (يوروما) والإسرائيلي (دانيال باربنويم) وعالم الثديات اليهودي البريطاني (جاين غودال) وأيلي فيزل الحائز علي جائزة نوبل للسلام وعازف الكمان الياباني (ميدوري غوتي) وهو لا يعرف أين يقع السودان وليس له اهتمامات بقنبلة (هيروشيما) والكاتب البرازيلي ذو الميول الصهيونية (بالو كويهو) وهؤلاء عشرة مما أمكنني حصرهم من أمكنني حصرهم من الطبقة الارستقراطية الذين تم حشدهم لأداء مهام بدارفور ليس من بينهم سوداني واحد. مهددات الأمن القومي الخارجية إن مهددات الأمن القومي السوداني الخارجية تضاف لها حلقة جديدة هكذا في تخطيط ماكر ومن وراء الكواليس مما لا يمكن الانتباه له بسهولة، فلنحذر ونتيقظ ونحن نتحدث عن دور الإعلان في إدارة الحرب والسلام ولنعلم لا أن هذا المخطط الجديد يخدم أيضاً الحملة الإعلامية العالمية الضارية التي تدار ضد هذا البلد. الحلف اللا مقدس إن التعدي علي حرمة الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم في الولاياتالمتحدة وأوربا، والتضييق علي المسلمين هناك، والحملة ضد الحجاب وإلصاق تهمة الإرهاب بالمسلمين هو جهد صهيوني مسيحي يتكامل مع الجهد السياسي الدولي عبر مخطط لا يستثني بلادنا ويهدد أمننا القومي. إن الحظر الاقتصادي الدولي علي السودان والتعامل معنا تحت البند السابع, والحديث السابق عن دخول قوات أممية إلي بلادنا والاستعاضة عنها بقوات هجين، ثم الحديث مؤخراً عن توسيع صلاحياتها كي تتعدي مهامها نطاق دارفور في انتهاك صريح للسيادة السودانية والحديث الذي جري في الأممالمتحدة من قبل عن حزمه الدعم الثقيل في دارفور عبر عدد من الإجراءات من بينها الدفع بطائرات مروحية، قالت الأممالمتحدة أنها ستزود بها ثلاثة آلاف عسكري وشرطي أممي لإسناد القوة الأفريقية التي تضم سبعة آلاف جندي إضافة الي مزاعم سابقة للأمم المتحدة تقول بنقل الحكومة السودانية لأسلحة ومعدات عسكرية بطائرات حربية طليت باللون الأبيض وهو لون طائرات الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي العامل في دارفور والتوجهات الأمريكية بإنشاء قوات تدخل سريع في السودان بالتعاون مع حلف النيتو يحق لها التواجد في أي بقعة داخل السودان، وغير ذلك كلها إجراءات جرت وتجري توطئة لانتهاك السيادة السودانية والتدخل العسكري المباشر علي أرضه وذلك من أكبر مهددات الأمن القومي السوداني الخارجي. تهديدات بلاك ووتر أقوي جيش مرتزقة في العالم كان السودان موحداً يمتلك احتياطياً من النفط مقدراً ب 1,16 مليار برميل وهو يعادل الاحتياطي الخامس والثلاثين في العالم، و واحداً من أكبر ثلاثة مناجم لليور انيوم عالي النقاوة في العالم، واحتياطياً ضخماً من الغاز الطبيعي و140 مليون رأس من الماشية وأكثر من ثلث أراضيه تحتوي علي الذهب والمعادن النفسية، وهو يملك رابع أكبر منجم للنحاس في العالم وملايين الهيكتارات من الأراضي الزراعية الخصبة ومخزوناً ضخماً من المياه الجوفية. وأنا اعتبر أن كل هذا أكبر مهدد لأمننا الخارجي. ان (رجيرمي سكايل) مؤلف كتاب بلاك ووتر الجيش الاقوي للمرتزقة في العالم الذي رافق قوات الاحتلال الأمريكي للعراق يصف بلاك ووتر بأنها أكثر الشركات نفوذاً ولقد جعلت منها واشنطن عملياً جيشاً في الظل كي تتفادي الرأي العام والرقابة العامة. إن المليونير المسيحي اليميني الراديكالي (اريك برنس) هو الذي أسس (بلاك ووتر) (الماء الأسود) عام 1996 وهو من مول حملات الرئيس بوش الابن الانتخابية وعمل علي توسيع الإستراتيجية المسيحية وأنا أورد هذه المعلومة لكي أربط هذه المعلومة لكي أربط بأن التآمر السياسي الدولي علي بلادنا ذو صلة وثيقة بالصهيونية والمسيحية العالميتين. إن الذي هيأ لمؤسس بلاك ووتر الارتباط الوثيق مع إدارة الرئيس بوش كونه خدم في القوات الخاصة للبحرية الأمريكية. تهديدات بلاك ووتر للسودان لقد زعم (ابريك برنس) مؤسسة شركة بلاك ووتر انه بإمكانه التعبئة خلال مدة وجيزة لحماية اللاجئين في السودان بأقل من 60% من تكاليف كل من الأممالمتحدة وحلف النيتو. إن قيمة السودان بالنسبة لبلاك ووتر وفق مؤلف الكتاب (جيرمي ستايل) تتجاوز عملية حفظ السلام والقلق الإنساني المزعوم علي ضحايا دارفور. ولكن دارفور بالنسبة لبلاك ووتر هي المفتاح السحري لإعادة تقسيم الأسلوب والفوز بعقود كبري. أخرجوا من العراق أدخلوا السودان إن العالم الذي ظل يطالب بلاك ووتر بالخروج من العراق هو ذات العالم الذي ظل يطالب بالتدخل في دارفور لتسهيل عملية استخدام جنود من جميع أنحاء العالم. شعار هذه الحملة (أخرجوا من العراق وأدخلوا السودان). إن هدف ذلك هو الاستيلاء علي ثروات السودان وانتزاع الغنائم من الشركات الأمريكية. التبشير تحت غطاء العون الإنساني في السودان ان (الكريستيان فريدوم انترناشونال) التي يديرها سبعة أعضاء تتكون من لوبي من الإنجيليين الجمهوريين. إن هذا اللوبي يستغل المساعدات الإنسانية كغطاء لنشاطه التبشيري في البلدان المسلمة. وإن لمجموعة (الكريستيان فريدوم) علاقة وطيدة بأزمات السودان بسبب النزاع المسيحي الإسلامي وظلت تزعم أنها تعمل من أجل العتق من العبودية والكثير من الناس يزورون القصص والروايات عن العبودية من أجل المال. أن (بهرترز) هذا هو أحد ممثلي بلاك ووتر يبني المستوصفات والمدارس والطرق تحت الغطاء الأسناني بينما هدف الشركة هو خدمة الإدارة الأمريكية وحلفائها. وبدافع سياسية ودينية تقوم بلاك ووتر بالضغط من أجل أن توجد لها موطئ قدم بالسودان وبالترويج للمرتزقة بأنهم حماة للسلام عبر إنشاء لواء متعدد الجنسيات من محترفين مقاتلين مرتزقة. مليار دولار سنوياً أرباح بلاك ووتر إن شركة بلاك ووتر وفق التقارير تتجاوز أرباحها السنوية المليار دولار من عقودها دون الدخول في عطاءات معلنة. وتمتلك أكبر قاعدة عسكرية خاصة في العالم ويتجاوز عدد منسوبيها المليونين أغلبهم عملوا في القوات الخاصة الأمريكية والمارينز والسي أي أيه. ويتوزع عدد كبير منهم في أنحاء العالم، ولديها معدات عسكرية ليست متوفرة إلا عند الجيش الأمريكي، ولها جهاز استخباري خاص ومدرعات وطائرات بوينج (727) وقدر روجت كثيراً لمقدراتها العسكرية في حفظ السلام. يشير المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي اللواء حسب الله عمر يقول في إفادات له ل(أخبار اليوم) إلي أن شركة بلاك ووتر لا يمكنها الدخول السودان إلا بموافقة الحكومة السودانية وهو بخلاف مؤلف كتاب شركة بلاك ووتر يقول إنها ليست جيشاً أمريكياً وإنما هي شركة من الشركات تعمل من أجل الربح. وهي لا تخدم سياسات للمصالح العليا الأمريكية ولا تحدد السياسة الأمريكية. والمصالح العليا الأمريكية ترتبط بالأمن القومي الأمريكي. ويعتقد اللواء حسب الله عمر انه لا يوجد تهديد خارجي للأمن القومي السوداني بنسبة 100% لكنه توجد مهددات خارجية مباشرة للأمن القومي السوداني تتحدد بمدي مقدرتنا علي إدارة شأننا الداخلي ومدي فشلنا ونجاحنا في إدارة علاقتنا مع المجتمع الدولي. بالنسبة لنجاحنا في إدارة شأننا الداخلي أقصد ما يتعلق منه خاصة بفضيتي الأمن وحقوق الإنسان ونجاحنا في علاقتنا مع المجتمع الدولي تحدد بنجاحنا في إدارة شأن الحرب في دارفور وفي مجال حقوق الإنسان. ويعتقد اللواء حسب الله عمر أن من مهددات الأمن الداخلي لبلادنا هو سوء إدارة الشأن السياسي في بلد متعدد الأعراق والثقافات ويعتقد أننا لم ننجح حتي الآن في تطوير نظام سياسي منفتح وتلك قضايا تعتبر مسوغات للتدخل الأجنبي. ويقول إن القضايا السودانية خضعت للتدويل منذ زمن طويل بسبب سوء إدارة ملف الحرب في جنوب السودان علي مدي نصف قرن من الزمان لكن اتفاقية السلام خاطبت هذه القضية بطريقة جيدة في نيفاشا. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم السودانية 18/10/2012م