تجربة القوات المشتركة بين السودان وتشاد في تأمين الحدود والتصدي للحركات المسلحة على الطرفين، تعد من أنجح التجارب في القارة الإفريقية التي كثيراً ما تشهد الدول فيها احتكاكات بسبب تحركات وإيواء المتمردين. وفي منتصف يناير عام «2010م» عندما تم التوقيع على البرتكول الأمني العسكري بين البلدين الذي بموجبه تم إنشاء القوات المشتركة أكثر المتفائلين لم يتوقعوا صمود هذا الاتفاق، لكن صدق النوايا لقادة البلدين واختيار خيرة العناصر العسكرية من كل الجوانب كان له الأثر الكبير في إنجاح هذه المهمة حتى أصبحت مثالاً يحتذى به في تأمين الحدود واسترداد الأموال المنهوبة في قارة إفريقيا وقد ساعد هذا الانتشار الواسع للقوات منذ الوهلة الأولى في أكثر من «26» موقعًا عسكريًا أغلبها كانت معاقل للحركات المسلحة خاصة السودانية منها وبقوة عسكرية تزيد عن «5» آلاف جندي مناصفة بين البلدين بكامل تجهيزاتهم العسكرية والفنية، ويجيء انتقال قيادة القوات إلى القيادة التشادية في مرحلتها السادسة بعد أن أمضت الستة أشهر الماضية تحت القيادة السودانية في مدينة الجنينة، يجيء هذا الانتقال وقد حققت هذه القوات مهمتها العسكرية على أكمل وجه والانتقال إلى ميادين أخرى مثل التنمية وتقديم الخدمات، حيث ساهمت كما يقول العقيد ركن/ فتح الرحيم عبد الله سليمان قائد القوات المشتركة في الاحتفال الذي أقيم في أبشي إن القوات المشتركة ساهمت في دعم المؤسسات التعليمية وإنشاء عدد من الفصول الدراسية وتوفير الكتاب المدرسي والإجلاس إضافة إلى إنشاء «16» مركزاً صحياً وإنارة «85» قرية حدودية بالطاقة الشمسية، لافتاً أن القوات أصبحت رقماً يصعب تجاوزه في تأمين الحدود في إفريقيا، مؤكداً خلو المناطق الحدودية في طول الحدود «1350» كيلو مترًا من المتمردين وقطاع الطرق واللصوص، مضيفاً أن القوات المشتركة إلى جانب الأمن الاجتماعي والاقتصادي والثقافي حققت الكثير من النجاحات.. أما الجنرال بشارة بوب قائد القوات المشتركة في دورتها السادسة فقال إن القوات المشتركة حققت العديد من النجاحات في كافة المجالات، وطالب بإضافة جهاز قضائي ومحكمة متحركة لمعاقبة المجرمين واللصوص والمحافظة على ما تحقق في مسيرة القوات المشتركة. وأعرب ممثل وزارة الدفاع التشادية الجنرال حامد نصر عن سعادته بالدور الذي تقوم به القوات المشتركة في تأمين الحدود، ودعا القوات في الجانبين ببذل المزيد من التعاون حتى يتحقق ما يتطلع له شعبا البلدين في تأمين وتطوير هذه العلاقة التاريخية. فيما دعا ممثل وزارة الدفاع السودانية اللواء ركن/ خالد حماد إلى الحفاظ على هذه القوات وتطويرها، وأكد حرص السودان على استمرارية هذه التجربة حتى ينداح التعاون إلى مجالات أخرى مثل التدريب والتأهيل، ودعا إلى توحيد الرؤى والأهداف وتحقيق الغايات التي ينشدها مواطنو البلدين. وقد اشتمل الاحتفال على تكريم القادة والمساهمين في إنجاح هذه التجربة ولم تنسَ في هذه المرحلة الدور الإعلامي البارز الذي عكس هذه الإنجازات منذ بدايتها حتى اللحظة وعلى رأسها تم تكريم شهيد المؤسسة الإعلامية مراسل تلفزيون السودان الشهيد/ عبد الحي الربيع الذي حمل عصا ترحاله مع هذه القوات شمالاً وجنوباً. نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 18/10/2012م