اصدر إعلاميو كردفان بكادقلي الأسبوع قبل الفائت بيناً ناشدوا من خلاله دولة جنوب السودان لإطلاق سراح الصحفي تلفون كوكو أبو جلحة، حيث أكد البيان انه ومن منطلق كون ان هذا الأخير هو صحفي بالمقام الاول لذا فان إعلاميي كردفان سوف يضطلعون بمسؤوليتهم للقيام بحملة كبري في سبيل إطلاق سراحه. ولكن من اليد الاخري .. لماذا تعتقل دولة الجنوب الصحفي تلفون كوكو أبو جلحة الي اليوم فالأكيد ان أبي جلحة يحاول ان يضع فسطاطاً فاصلاً ما بين مصالح النوبة ومصالح الجنوبيين داخل الحركة الشعبية نفسها وعلي ذلك الأساس صاغ إستراتيجية التي يقوم أساسها علي ان الجنوبيين أصبحوا كتاجر مطفف يضع النوبة في كوم سياسي ككيمان عشرة بقرش إما المصالح السياسية للجنوبيين فهي بوزن الذهب. ان أبي جلحة في خلافه مع الحركة الشعبية إنما يلتقي مع الكثيرين ممن يعلمون ان النوبة هم بالأساس يختلفون من حيث الجغرافيا السياسية والثقافة والتكوين عن الجنوب، كما أنهم يختلفون من حيث الأهداف السياسية والمطالب الشعبية. فهل فعلاً ان الزمان قد استدار بذلك الفتي أبنوسي علي عكس عقارب ساعته الذهنية والحيوية، الفتي الذي تخرج من مدرسة طلحة الزراعية وعمل بعدها بمؤسسة جبال النوبة الزراعية وقد طور حينها علاقات حميمة مع بعض الإسلاميين هناك من أمثال الاستاذ عبد السلام سليمان حتي كاد هذا الأخير ان يعينه مسؤولاً علي احدي بعثات المنظمة المنتشرة بالجبال آنذاك، وان كان للرب مشيئة أخري والفتي الأبنوسي (عينة) وقد وجد نفسه محشوراً في المعسكر الأخر جراء طرائق الأجهزة الأمنية آنذاك في التعامل مع أهله بجريرة التعاون مع المتمردين كي يصبح بين ليلة وضحاها احد قيادات النوبة بالبارزين بالجيش الشعبي والحركة الشعبية لتحرير السودان. وبعد تاريخ طويل يعتقل الكمندر أبو جلحة احد قادة النوبة، هؤلاء الاخيرون أنفسهم الذين صارت جرية اللواء أبو جلحة الاتصال بهم وتعبئتهم أو هكذا اتهمته استخبارات الحركة مضيفة إقامته اتصالات مشبوهة بهم في سبيل تحييدهم عن قضية الحركة الشعبية الأساسية والمتمثلة في إقامة السودان الجديد. المصطلح الذي صار كالغول والعنقاء والخل الوفي، أسطورة من أساطير الحركة الشعبية بعد أن فشلت في إقامته في الجنوب. ان المثير في المسألة ان يكون الرفيق القديم الكمندر عبد العزيز الحلو هو من يقف اليوم خلف كل ما حدث لرفيقه القديم بجوبا، فالحلو يعتقد ان الكمندر أبو جلحة من عصبة يدقون الطبول إعلانا عن هروب بيد ان الذين صمدوا وإلي اليوم لم يدقوا الطبول إعلانا عن صمود. فالمعركة الأساسية في نظر الحلو ليس أكثر من القتال في سبيل ما تراه جوبا وهل تري جوبا سوي مصالحها هذه الأخيرة حتي وان فارقت مصالح النوبة (عضلات الحركة الأساسية).. الأمر الذي وقف أمامه الكمندر أبو جحلة مما أدي به الي الموقف الذي هو فيه اليوم في زنازين الرفاق القدامى. يعتقد الكمندر أبو جلحة أن الحلو شخص مفكر ولماح بما يكفي لمعرفة الحق ولكنه شخص محظوظ مقياسا بما وصله الي اليوم من مواقع ومسؤوليات قد اعتلاها بفضل جوبا التي تعتقل الكمندر ابو جلحة اليوم. نقلا عن صحيفة ألوان السودانية 23/10/2012م