لا يمكن النظر لما تعرض له مصنع اليرموك ليلة الأربعاء الماضي من قصف بعيداً عن استهداف إسرائيل لبلادنا وهو استهداف لم يبدأ ولن ينتهي طالما ظل السودان عصياً علي الدخول ضمن منظومة التطبيع مع إسرائيل وواضحاً في دعمه لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته ووقوفه مع كل المستضعفين في العالم. ومواقف إسرائيل في دعم حركات التمرد معروفة وموثقة بل ان الثابت ان إسرائيل كانت هي الدعم الأكبر لانفصال الجنوب وهي والمحرك لتجمع دول المنبع وبدلاً من ان نتباكي علي ما حدث ونتلاوم علينا أن نجدد الثقة في شبابنا ومثلما بني جيل السبعينات اليرموك وغيره من المؤسسات الإستراتيجية فإن الأجيال الجديدة قادرة علي تطوير ما تم بناؤه. يمكن لإسرائيل أن تقصف مصنع اليرموك كما قصفت الولاياتالمتحدةالامريكية من قبل مصنع الشفاء للأدوية والذي تسبب تدميره في تأخير إستراتيجية الاكتفاء من الأدوية ولكن من المستحيل ان توقف دانات العدو وقذائفه إرادة شعبنا الذي تحمل الحصار والمسغبة والغلاء وصبر علي الحرب سنوات طويلة. قبل أكثر من أربعة سنوات زرت إيران ضمن وفد إعلامي وكان في ذهني عدد من الأسئلة كيف استطاعت هذه الدولة الصمود رغم الحصار ولما تجولنا في مصانع الحديد والصلب بطهران وطفنا علي متاحفها وتحدثنا الي بعض قيادات الثورة تيقنت ان إصابة أي منشأة لن تفت عضد العقول. والآن فان العقول التي انتبهت منذ وقت مبكر الي ضرورة تأمين سلاحنا قادرة علي تطوير قدراتنا بما يجعل من استهداف السودان في المرات القادمة أمراً ليس يسيراً ولتمضي بلادنا في العمل الاستراتيجي في صمت وليبقي دعمنا لكل أحرار العالم واجباً مقدساً لا تلونه اللغة الدبلوماسية أو التوازنات الإقليمية والتنازلات والتي لم تورثنا سوي مزيد من الاستهداف. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 31/10/2012م