48 ساعة حاسمة تفصل الولاياتالمتحدة عن اختيار الرئيس الجديد يسارع فيها الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري الزمن من أجل ضمان الفوز في الولايات الحاسمة و ذلك قبل تسليم مصيرهما إلي الناخب الأمريكي الذي سيقول كلمته الأخيرة في صناديق الاقتراع يوم الثلاثاء الكبير. ويطارد المرشحان بعضهما البعض في الولايات المتأرجحة التي ستحسم انتخابات بعد غد, فبينما يبحث أوباما عن الفوز بخط دفاعي في هذه الولايات من أجل ضمان فترة ولاية ثانية في البيت الأبيض, ويحلم رومني بتحقيق قفزة كبيرة خلال ال11 ساعة المقبلة. وسيقوم أوباما خلال الساعات القليلة المقبلة بجولات انتخابية في أوهايو وويسكونسن وأيوا, وهي ولايات ثلاثي حائط الصد, التي تمهد الطريق نحو البيت الأبيض, قبل أن يتوجه إلي فيرجينيا التي يأمل في كسب أصوات ناخبيها. ومن المقرر أن يصل المرشحان إلي مدينة دوبوكو بولاية أيوا خلال الساعات القليلة المقبلة. وفي غضون ذلك, تبادل المرشحان الانتقادات والاتهامات خلال جولتهما الانتخابية, وضغط الاثنان من أجل إبراز قدرتيهما علي التعامل مع الاقتصاد, واستغلا تقرير أرقام وظائف شهر أكتوبر الماضي الذي أظهر زيادة طفيفة في معدل البطالة, ليصل إلي7.9%, ليتبادلا سهام النقد. واتهم أوباما خصمه بترويع الناخبين بالأكاذيب, واستعرض عددا من إنجازاته في كلمة ألقاها أمام تجمع انتخابي في سبرينج فيلد في ولاية أوهايو المتأرجحة والحاسمة, تناول فيها تضامن الشعب الأمريكي في مواجهة الإعصار ساندي, إضافة إلي تحسن الاقتصاد والانسحاب من العراق وأفغانستان وتصفية زعيم القاعدة أسامة بن لادن. وعلي الجانب الآخر, ركز المرشح الجمهوري مناوشاته حول الاقتصاد والبطالة, ودعا إلي عدم القبول بسياسات منافسه الديمقراطي أربعة أعوام أخري, محذرا مما وصفه ب الشلل السياسي وكساد آخر. وقفز حاكم ماساتشوسيتس السابق علي حقيقة أن معدل البطالة كان أعلي مما كان عليه عندما تولي أوباما منصبه, في حين أشار أوباما إلي أن171 ألف وظيفة جديدة دليل علي أن الأمور آخذة في التحسن بشكل ملحوظ. وفي معرض اتهامه للرئيس الديمقراطي بأنه لم يف بوعوده, قال رومني إن الرقم المتعلق بالوظائف يجعل من عدد الوظائف البالغ تسعة ملايين وظيفة في الولاياتالمتحدة أقل مما وعد به الرئيس كمرشح. يأتي ذلك في الوقت الذي أظهرت فيه أحدث استطلاعات الرأي تعادل الرئيس الأمريكي ومنافسه الجمهوري بنسبة46% في السباق للبيت الأبيض علي مستوي الولاياتالمتحدة بالكامل, رغم أن حسم السباق الرئاسي مازال خاضعا لأصوات نحو8 ولايات ما زالت المنافسة فيها محتدمة. وأشارت الاستطلاعات إلي تقدم طفيف في3 ولايات حاسمة لصالح أوباما في طريقه لجمع270 صوتا انتخابيا اللازمة للوصول إلي البيت الأبيض. ويتقدم أوباما علي رومني بين الناخبين المحتملين بفارق3% في فيرجينيا بنسبة48 مقابل45%, و2% في أوهايو وفلوريدا بنسبة47% مقابل45% في أوهايو, و48% مقابل46% في فلوريدا, ويتعادل معه في ولاية كولورادو بنسبة46% لكل منهما. وقال52% من المشاركين في الاستطلاع إنهم يتوقعون أن تنتهي الانتخابات بفوز أوباما مقابل32% أعربوا عن اعتقادهم بأن رومني هو الذي سيفوز. وفي إطار متصل, قامت السلطات الأمريكية في ولايتي نيويورك ونيوجيرسي المتضررتين بفعل الإعصار ساندي بنشر شاحنات للجيش والتي ستقوم بدور مراكز للاقتراع خاصة في ظل الدمار الذي نشره الإعصار وانقطاع الكهرباء, وسط مخاوف من تعطيل الانتخابات في هاتين الولاياتين المحسومتين لصالح أوباما. وفي هذه الأثناء, ذكرت مجلة الإيكونوميست البريطانية أن فشل الحملة الانتخابية لمرشحي انتخابات الرئاسة الأمريكية تركت الناخب الأمريكي أمام خيار صعب بين إعادة انتخاب أوباما رغم ما يؤخذ عليه, أو انتخاب رومني الذي لا يري فيه المخلص المنتظر, ليتوجه الناخب إلي مراكز الاقتراع تحت شعار شيطان تعرفه خير من شيطان لا تعرفه. وأشارت المجلة إلي أنها شاركت بحماس ملايين الناخبين الأمريكيين قبل أربع سنوات في تأييد وصول المرشح الديمقراطي إلي البيت الأبيض, لافتة إلي اختلاف الوضع هذه المرة, فالأمريكيون في ذهابهم إلي مراكز الاقتراع بعد أيام قليلة لن يدفعهم نفس القدر من الحماس, لا سيما بعد الحملة الانتخابية الفاشلة, التي زادت من صعوبة الاختيار علي الناخب الأمريكي. وقالت إنه رغم أن كلا المرشحين يضمر في نفسه أن يقدم أفضل ما لديه لبلاده, غير أن الحقيقة المؤسفة أن أيا منهما لم يقدم خلال حملته الانتخابية ما يبرهن علي قدرته علي تحقيق ذلك. وعزت المجلة صعوبة الاختيار هذه المرة في جزء كبير منها إلي طبيعة حملة أوباما الانتخابية التي وصفتها بأنها مثيرة للشفقة, مشيرة إلي الهجمات التي شنها أوباما- الذي كان يوما ما بمثابة تجسيد للأمل والاعتدال- ضد منافسه المرشح الجمهوري ميت رومني. المصدر: الأهرام 4/11/2012م