"منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    عثمان ميرغني يكتب: «منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود    مجلس السيادةينفي ما يتم تداوله حول مراجعة الجنسية السودانية    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    السيسي: قصة كفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة وفداء وتضحية    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    تشكيل وزاري جديد في السودان ومشاورات لاختيار رئيس وزراء مدني    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    دبابيس ودالشريف    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صالحي: قبل أن تتجه الطائرات الإسرائيلية لضرب السودان مرت على 3 دول
نشر في سودان سفاري يوم 05 - 11 - 2012

السفر إلى طهران في هذا التوقيت بالتحديد، الذي يشهد تنامي أزمة عدم الثقة وتصاعدها بين ضفتي «الخليج العربي»، لمحاورة وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، كان له أكثر من سبب وهدف!
أولها، ذلك الشغف الذي يملأ نفسي، أو نفس أي صحفي محترف، وطموحه اللامحدود في الوصول إلى الحقيقة، حتى لو تطلب الأمر أن يتحمل مشقة السفر إلى خارج الحدود.
.. والسبب الثاني، هو حرصي من موقعي كصحفي على أن أجد إجابات للعديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام التي تدور في رأسي، ورأس المواطن العربي، حول الكثير من المواقف الإيرانية المثيرة للجدل!
أما ثالث الأسباب فهو محاولة لفهم العديد من السياسات، المستعصية عن الفهم، التي تتبناها إيران حول مختلف قضايا المنطقة، والتي تثير اهتمام الرأي العام العربي.
وصلت إلى مطار «الإمام الخميني» بالعاصمة الإيرانية في ذروة إجازة عيد الأضحى، وكانت الساعة تقترب من الثامنة والنصف مساء، وكان الظلام يلف «طهران»، وكأنها فتاة فارسية، تكسو وجهها علامات الخجل، وهي تلتحف «الشادور»، ذلك الحجاب الإيراني الأسود، الذي يشبه «العباية» الخليجية!
كانت العاصمة غارقة في السواد، بينما الشارع الرئيسي المؤدي إلى قلبها النابض مضاء بالأضواء، وعندما تخرج من المطار تشعر ببرودة ذلك المساء «الطهراني» نسبة إلى طهران فتسري في داخلك قشعريرة باردة، وكأن أسراباً من النمل تتجول في داخلك!
كان موعدي المحدد مع الوزير في صباح اليوم التالي، وعبر الطريق الطويل المؤدي من المطار إلى فندق «الفردوس»، شاهدت الكثير من صور «مرشد الجمهورية» خامنئي، وملهم «الثورة الإيرانية» ومفجِّرها الإمام الخميني، الذي يحمل مطار العاصمة اسمه.
.. وعندما وصلت، كان الفندق يشهد جواً احتفالياً صاخباً، لاحتضانه عرساً إيرانياً، وكان المدعوون يتنقلون في ردهات المكان، وهم يرسمون على وجوههم ابتسامات الفرح، بينما سياراتهم الألمانية الفخمة الباهظة الثمن تقف خارج الفندق!
كان معظمهم يبتسمون، وكأن «العقوبات الاقتصادية» المفروضة على بلادهم لا تعنيهم، رغم أن التقارير الصحفية تشير إلى أن الاقتصاد الإيراني بدأ يترنح تحت وطأتها، مع تراجع سعر صرف عملة البلاد لتصل إلى «32» مقابل الدولار الواحد، وارتفاع نسب التضخم والبطالة وتباطؤ الإنتاج النفطي!
وبعيداً عن تلك الأزمة، وخارج إطار تلك «الزفة الإيرانية»، استيقظت باكراً في الصباح، استعداداً للقاء وزير الخارجية، وكنت أشعر بالقلق، خشية ألا يمنحني وقتاً كافياً للحوار الذي حرصت على إنجازه، متحملاً عناء ومتاعب السفر.
كانت المسافة بين مقر وزارة الخارجية والفندق الذي أقمت فيه لا تتعدى الخمس دقائق مشياً على الأقدام، ولهذا جاء رئيس قسم الإعلام بالوزارة لاصطحابي إلى مكتب الوزير.
كان مرافقي ودوداً، وهو بالمناسبة يشغل منصب رئيس تحرير صحيفة «طهران تايمز» الصادرة باللغة الإنجليزية، وهو من الجيل الإيراني الشاب، وكان يتحدث عن قطر بإعجاب، لأنه قام مؤخراً بزيارتها لأول مرة في حياته، وشكلت الزيارة في داخله انطباعاً جميلاً عن الدوحة وأجوائها، وانفتاحها المنضبط.
وصلت مع مرافقي إلى مقر الوزارة المبني على الطراز الإيراني، وخلال دقائق كنت في مكتب السيد علي أكبر صالحي وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعندما دخلت كان واقفاً ينتظرني، وتمتد خلفه خريطة كبيرة لإيران وجيرانها في المنطقة، على امتداد الجدار، ثم صافحني وهو يبتسم فقلت له:
أشكركم يا معالي الوزير على موافقتكم الكريمة لإجراء هذا الحوار، الذي اضطرني لقطع إجازة العيد، وقد حملت معي من الدوحة حزمة من الأسئلة الحائرة، حول القضايا والتطورات الدائرة في المنطقة، التي تشغل اهتمام الرأي العام الخليجي والعربي.
.. وحتى يحقق حواري معكم أهدافه، أتمنى أن أحظى بمساحة زمنية كافية لطرح أسئلتي الصريحة، متمنياً ألا تسبب لكم إحراجاً أو إزعاجاً، مع ثقتي أنكم تعلمون بأنني لم أحضر من بلدي لنتحدث عن حالة الطقس في طهران، أو عن جمال الطبيعة في إيران، ولهذا أتمنى أن يتسع صدركم لصراحتي، ونأمل أن تساهم شفافية الحوار في جسر الفجوة المتسعة بين الشريكين على ضفتي الخليج.
.. ولأن وزير الخارجية الإيراني مولود في العراق في الرابع والعشرين من مارس 1949، ولأنه تلقى تعليمه الجامعي في لبنان، وتخرج من الجامعة الأميركية في بيروت، فإنه يجيد الحديث بلغة «الضاد» ولهذا رد قائلا:
«أهلاً وسهلاً بك في طهران، ونأسف لاضطرارك إلى قطع إجازة العيد، وإنها فرصة طيبة أن يتاح لي التحدث معكم، وبالنسبة لما تفضلتم به في مقدمتك أقول لكم اسألوا ما تشاؤون، فمن حرفية الصحفي أن يسأل الأسئلة الصعبة، أما الجواب فالله أعلم به (يضحك)، ولكن أتمنى أن تكون أجوبتي على مستوى أسئلتكم.
كان الحوار مع وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية عبارة عن «مناظرة صحفية»، أو مواجهة عربية إيرانية، اتسمت بالشفافية في أسئلتها وأجوبتها، ناقشنا خلالها أكثر القضايا حساسية في المنطقة، وأكثرها توتراً أو اشتعالاً في الإقليم الخليجي.
ورغم كل الأسئلة المتفجرة التي طرحتها على الوزير، فقد كان ينصت باهتمام لأسئلتي، فلم يغضب أو يعتب، بل وجدته منفتحاً على الآخر، لكنني لا أستطيع أن أقول إنه كان مرتاحاً لصراحتي، لكن يمكن القول إنه تعامل معي بمنتهى الدبلوماسية.
.. وأستطيع القول إنها ربما تكون المرة الأولى التي يواجه فيها وزير خارجية إيران هذا الكم الهائل من «الجرأة الصحفية» من وسيلة إعلام عربية، وهو جالس في مكتبه بالعاصمة الإيرانية، سمع خلالها ما لا يحب أن يسمع من الأسئلة الصريحة الواضحة المباشرة، التي تلامس الصميم وتكاد أن تخترقه!
.. وإذا كان أمراً صعباً أن تواجه أي مسؤول إيراني في مكتبه وداخل عاصمته بكل التساؤلات الصعبة، فإن الأصعب أن تسمي الخليج «عربيا»، وأنت تجلس بمقر وزارة الخارجية الإيرانية!
لكن الأكثر صعوبة أن تصف الخلاف بين بلاده مع الإمارات حول الجزر المتنازع عليها بأنه «احتلال»، فهذه الأمور تثير «الحساسية» هناك، فما بالك عندما تتجرأ وتقولها بلا تردد وجهاً لوجه في حوار صحفي مع وزير خارجية إيران؟!
.. ولعل النقطة الأخطر في الحوار، والتي يمكن أن تثير
القلق في إسرائيل ومعها حليفتها الولايات المتحدة أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أصبح أرفع مسؤول في حكومة بلاده، يؤكد أن إيران حصلت على معلومات هامة من طائرة
«حزب الله» الإيرانية، المسماة «أيوب»، التي حلقت في ربوع إسرائيل لأكثر من نصف ساعة، قبل أن تتمكن إسرائيل من إسقاطها في السادس من أكتوبر الماضي، مؤكداً تصريحات في هذا الصدد أدلى بها الجنرال رمضان شريف المتحدث باسم
الحرس الثوري، ومن قبله صرح بذلك أيضاً النائب
إسماعيل كوثري رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشورى الإيراني.
.. وبعيدا عن هذه القضية المتفاعلة، أستطيع القول إنني لم أترك صغيرة أو كبيرة تلقي بظلالها على العلاقات
العربية الإيرانية في الوقت الراهن إلا وسألت الوزير الإيراني عنها، وفي مقدمتها تداعيات الأزمة السورية المشتعلة.
.. ولم أتردد أن أقول له ما يلمسه الكثيرون في عالمنا العربي،
بأن إيران جزء من المشكلة، فكيف يمكن أن تساهم في حلها، بالإضافة إلى «السؤال الصادم» حول مصلحة إيران في محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن، مما أثار حفيظته فرد قائلاً:
«لم يبق شيء سلبي في العالم لم يتهمونا به في الولايات المتحدة، ولن أستغرب لو قالوا إننا نتحمل مسؤولية إعصار «ساندي» الذي ضرب المناطق الشمالية الشرقية هناك»!
هكذا دارت فصول «المناظرة» الصحفية الساخنة، أو المواجهة الإعلامية الملتهبة بيني وبين وزير الخارجية الإيراني، لكن ستبقى أكبر مكاسب حواري معه أنه دار منذ بدايته وحتى النهاية باللغة العربية، التي كانت حاضرة «تلعلع» خلال الحوار «المولع» رغم إصرار معالي الوزير على أن الخليج «فارسي»، وإليكم التفاصيل:
__ في البداية نبدأ بالحدث البارز على الساحة الخليجية والعربية وهو زيارة سمو الأمير إلى غزة، كيف تابعتم في إيران هذه الزيارة وهل توقفتم عند أهدافها الإنسانية أو أبعادها السياسية؟
___نحن نرى أن زيارة سمو الأمير إلى غزة مباركة وميمونة وهذه مبادرة في محلها والحمد لله أثبتت قطر خلال الأعوام الأخيرة أنها قادرة على لعب دور كبير في القضايا التي تهم المنطقة.
وهذه المبادرة التي قام بها سمو أمير قطر تعتبر ابتكارا جيدا ونتمنى أن نرى باقي الدول العربية والإسلامية تخطو نفس الخطوة تجاه قطاع غزة، تعزيزا لإنهاء الحصار.
بطبيعة الحال كانت هناك بعض الملاحظات في إعلان المواقف ولكن نحن ننظر إلى هذه الزيارة من زاويتين، أولا الأبعاد الإنسانية لها وإن شاء الله يستمر الدعم القطري لإخواننا في غزة، أما الزاوية الثانية فهي تتعلق بالبعد السياسي وغني عن القول لهذه الزيارة تداعيات سياسية كبيرة ونتمنى أن تستمر هذه الزيارات وأنا من خلالكم أبارك للشعب القطري الكريم وحكومته أخذ هذه المبادرة، فنحن نتمنى الخير لإخواننا وأخواتنا في غزة فهم في ظروف صعبة ويحتاجون إلى كل مساعدة ممكنة من الأشقاء والأصدقاء سواء كانت سياسية أو إنسانية فكل عون لأهل غزة مفيد حتما.
__ «مقاطعا» ولكن عفوا معالي الوزير، تصريحكم الإيجابي عن الزيارة يتقاطع مع تصريح آخر سلبي أدلى به وحيد أحمدي رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الإسلامي الإيراني الذي انتقد الزيارة وانتقد أهدافها ودلالاتها.. فما تفسيركم لهذا التناقض؟
___«متفاجئا» انتقد الزيارة؟! على أية حال وحيد أحمدي نائب في المجلس ونواب المجلس أحرار في إعلان مواقفهم أما المواقف الرسمية السياسية الإيرانية فهي تأتي من المرشد الأعلى وفخامة الرئيس ووزارة الخارجية ونحن كما أسلفت لا نرى إلا خيرا في هذه الزيارة، أما الآخرون فهم أحرار في اتخاذ ما يشاؤون من مواقف.
__ لكن ألا يشوشون بتصريحاتهم السلبية على مواقفكم الرسمية؟
___لا ففي إيران الآن هناك انتقادات تطال حتى أركان الحكومة ولكننا لا نقف عند الانتقادات فنحن نسير في الاتجاه الصحيح ولا نبالي بالانتقادات التي تأتي من هنا أو هناك.. بطبيعة الحال أنا لا أنفي هنا أي رأي آخر أو أقصيه ولكن الرأي الرسمي حول هذه الزيارة هو الرأي الذي عبرت عنه أنا، بصفتي وزيرا للخارجية.
__ معالي الوزير قمتم مؤخرا بزيارة الدوحة ما أهداف الزيارة وما الذي تمخضت عنه وهل لزيارتكم علاقة بالجهود والمساعي التي تبذلونها للإفراج عن المختطفين الإيرانيين الذين تم اختطافهم في سوريا في شهر أغسطس الماضي؟
___لمعلوماتكم العلاقات بين قطر وإيران علاقات طيبة جدا رغم الخلافات التي قد تكون موجودة إزاء بعض القضايا كما هو الحال بالنسبة لسوريا، نحن نختلف بخصوص سوريا وهذا أمر يعلمه الجميع وليس سرا، ولكن هذا لا يعني أن الخلافات الموجودة يجب أن تنعكس على العلاقات الثنائية.
العلاقات الثنائية على افضل ما يرام وخلال السنوات السبع الماضية كان هناك اكثر من عشر زيارات متبادلة بين سمو الأمير وفخامة الرئيس إلى كلا البلدين وهذا بخلاف اللقاءات التي حصلت على هامش بعض الاجتماعات الدولية.
وهذا دليل على أن العلاقات الثنائية السياسية في احسن حال، أما بالنسبة لزيارتي فهي زيارة عادية وقبل الزيارة بأسبوع اتصلت مع معالي رئيس الوزراء وطلبت منه التدخل للإفراج عن الرهائن الإيرانيين المحتجزين وكانت ردة الفعل إيجابية ووعدنا أنه سيقوم بكل جهد ممكن للإفراج عن هؤلاء.
ولأن هناك معلومات كان معاليه يود إبلاغي بها فقد كان من الأفضل أن أقوم بزيارة إلى قطر لأن بعض المعلومات لا يمكن تبادلها عبر الهاتف، وخلال هذه الزيارة تطرقنا إلى أمور أخرى من بينها العلاقات الثنائية وكيفية توطيدها في شتى المجالات كما ناقشنا المسألة السورية ومسألة الرهائن والآن نحن على اتصال مستمر مع إخواننا في قطر ونتمنى أن نسمع أخبارا سارة من إخواننا القطريين بشأن الرهائن المحتجزين في سوريا.
__ ولكن هل من جديد إيجابي في هذه القضية بالنسبة لكم؟
___نعم، هناك خطوات إيجابية اتخذت ونحن نحتاج إلى وقت للوصول إلى النتيجة المرجوة.
__ وهل لا يزال الوسيط القطري هو وسيلة الاتصال بينكم وبين الخاطفين؟
___قبل الاتصال بمعالي الشيخ حمد بن جاسم اتصلت بإخواننا الأتراك، فقد كان لدينا في السابق 28 إيرانيا مخطوفون وتمكنا عبر وساطة إخواننا الأتراك من إطلاق سراحهم، ولكن في هذه القضية اتصلنا بإخواننا الأتراك والقطريين والطرفان على اتصال مع بعضهما ويقومان بالتنسيق مع بعضهما بخصوص هذه المسألة ونتمنى أن يتم الإفراج عن إخواننا في القريب العاجل.
__ ما زلنا في الدوحة معالي الوزير حيث تبحث المعارضة السورية في اجتماع مقبل تشكيل حكومة انتقالية، ما دلالات هذه الخطوة بالنسبة لكم بصفتكم الحليف الرئيسي الاستراتيجي للنظام السوري في المنطقة وما انعكاسات هذه الخطوة على الأزمة السورية؟
___لقد قدمنا ورقة خلال وجودنا في نيويورك بينا فيها الإطار الذي نعتقد انه يمكن حل الأزمة السورية من خلاله، وقد اطلع على هذه الورقة إخواننا السعوديون والأتراك والمصريون والسيد الأخضر الإبراهيمي إضافة إلى السوريين انفسهم.
والبنود الرئيسية في هذه الورقة تمثلت في وقف إطلاق النار من قبل الطرفين وتنظيم جلسة حوار بين المعارضة والحكومة السورية، فالحكومة السورية مطالبة بالاعتراف بالمعارضة والمعارضة من طرفها مطالبة بالاعتراف بان الحكومة موجودة وتمسك بزمام الأمور في سوريا، ودون هذا الاعتراف لن نصل إلى أي نتيجة.
والحكومة السورية مستعدة الآن للجلوس والحوار مع المعارضة، وبالنسبة لنا فإن الطريقة المفضلة لحل الأزمة السورية هي من خلال الحوار السوري– السوري.
فالآخرون قد يمهدون الطريق لإجراء مثل هذا الحوار بين الحكومة والمعارضة أما العمل الرئيسي فيقع على كاهل السوريين الذين يجب أن يتمكنوا من تجاوز هذه الأزمة.
إن إحدى النتائج التي يمكن أن تخرج عن اجتماع الحكومة والمعارضة هي تشكيل حكومة انتقالية حسب ما يتفق عليه الطرفان، إذ ليس من المعقول وضع التصورات وتسمية المسميات قبل الدخول في الحوار.
ولذلك فإننا نرحب بأي لقاء بين الحكومة والمعارضة ونشجعه، أما أن تجتمع فصائل المعارضة فيما بينها وتناقش الأزمة حسب رؤيتها فهذا غير مفيد، وما لم تجلس الحكومة والمعارضة إلى طاولة الحوار فإننا لن نصل إلى نتيجة..
__ «مقاطعا» ولكن عفوا معالي الوزير يرى كثيرون أنكم جزء رئيسي من المشكلة السورية ولستم مكونا من مكونات الحل، وهم يستندون على اتهامات لكم بالتورط العسكري لإشعال الأزمة السورية من خلال قيامكم بإرسال متطوعين شيعة من إيران والعراق للقتال دفاعا عن نظام الأسد.. فما تعليقكم؟
___إذا كان هذا صحيحا فليأت هؤلاء بأدلتهم وليقدموا لنا بعضا من هؤلاء الإيرانيين المتطوعين الذين يقاتلون في سوريا، على أية حال نحن في حالة تحد مع الغرب وكما ذكرت أكثر من مرة فإنهم سيحملون إيران مسؤولية التسونامي الذي ضرب إندونيسيا لو استطاعوا ولقد تعودنا على مثل هذه الاتهامات .
مثلا عندما اندلعت الحرب المفروضة على إيران من قبل صدام، ذهب الغرب إلى تحميل إيران المسؤولية رغم أننا كنا في أوائل الثورة.. ولو رجعتم إلى ما كتبته الصحف وما نشر من تحليلات لرأيتم كيف سعى الجميع إلى تحميل إيران مسؤولية حرب فرضت عليها فرضا.
__ «ممازحا» إذن أنتم تعلنون عبر الوطن أنكم غير مسؤولين عن إعصار ساندي الذي ضرب الولايات المتحدة مؤخرا؟!
___«يبتسم ويقول»: حتى اللحظة لم نتهم ولكن من يدري قد نسمع في المستقبل القريب أن إيران لها ضلع في هذا الإعصار المدمر.. مثل هذه الاتهامات مرفوضة وعلى سبيل المثال عندما اختطف الإيرانيون ال28 قبل فترة في العراق قال البعض إن هؤلاء متطوعون وكانوا يعملون كقناصة لقتل الناس.. حسنا هل يعقل أن الجيش السوري الذي يبلغ تعداد جنوده نصف مليون مقاتل يحتاج إلى حفنة من القناصة لقتل الناس.. هذا أمر غريب للغاية!
__ «مقاطعا» ولكن معالي الوزير اسمح لنا أن نسألك.. ماذا كان يفعل هؤلاء الإيرانيون في سوريا في هذه الفترة الصعبة التي اشتد فيها وطيس المعارك وباتت سلامة الزوار غير مضمونة؟!
___هؤلاء مجرد زوار ولعلكم رأيتم في مقاطع الفيديو التي بثها أنهم مجرد زوار بملابس عادية، فكل عام هناك مليون إيراني يزور العراق ومليون إيراني يزور السعودية ومليون إيراني يزور سوريا وحتى عندما حاولت الحكومة الإيرانية منع الإيرانيين من زيارة العراق في أوائل فترة الاجتياح الأميركي، كانوا يدخلون بصورة غير قانونية عبر الجبال لزيارة الأماكن المقدسة ولذلك لا يمكن منع الإيرانيين من الذهاب إلى سوريا أو العراق.
وأنا أسأل لو كان هؤلاء يريدون حقا المشاركة في القتال بسوريا هل كانوا سيتنقلون بملابس عادية وهم يحملون كامل أوراقهم ولا يحملون حتى قطعة سلاح واحدة؟ هذا أمر مفروغ منه ومفهوم.
وبالنسبة للإيرانيين ال28 الذين تم اختطافهم دعني أوضح بعض الحقائق.. نحن في إيران لدينا الخدمة العسكرية إلزامية أي أنه يجب على كل إيراني الخدمة لمدة سنتين وبعد انتهاء هذه الفترة يحصل الشخص على ورقة بأنه أنهى خدمته ويكون مصدرها إما الجيش أو الحرس الثوري.. ولكن الخاطفين خرجوا وقالوا إن المخطوفين من الحرس الثوري لمجرد انهم كانوا يملكون بطاقات تثبت إنهاء خدمتهم الإلزامية.
وحتى بالنسبة لجوازات سفرهم.. رأيت في المقطع الذي تم بثه كيف اتهم هؤلاء بانهم يعملون في الجيش وأن هذا الأمر مدون في جوازات سفرهم في حين أن الحقيقة هي أن هذه الجوازات موقعة من قبل الجهات الأمنية وليس من وزارة الخارجية ولذلك من الطبيعي أن تجد عبارة قوى الأمن أو الشرطة على جوازات السفر.
ولكن في نهاية المطاف ثبت للخاطفين أن هؤلاء مجرد زوار عاديين وتم الإفراج عنهم.
__ بالنسبة للمخطوفين الإيرانيين الحاليين هل طلبت الجماعة التي تحتجزهم مطالب معينة؟
___نعم لهم طلبات لا أستطيع الحديث عنها وإخواننا يساعدوننا في تلبية بعضها.
__ معالي الوزير يرى كثيرون أن دفاعكم عن النظام السوري وحرصكم على عدم سقوطه يدخل في إطار معركة إيران للدفاع عن نفوذ ووجود الشيعة في المنظومة السياسية التي تحكم دول المنطقة فما مدى صحة ذلك وإلى أي مدى تدخل الطائفية والمذهبية البغيضة في الصراع الدائر في سوريا؟
___«يعتدل الوزير في جلسته ويرد بحزم»: لماذا ندعم حماس ولماذا ندعم الجهاد الإسلامي والمقاومة في فلسطين؟ هل هؤلاء شيعة؟ اسألوا إخواننا في فلسطين من الذي يدعمهم دعما واقعيا على الأرض؟ سيكون الجواب إيران.. ودعني أسأل هنا: هل الثورة الإسلامية سميت باسم الثورة الشيعية الإيرانية أم أنها ارتبطت بالإسلام؟
ثم يا أخي ما الاختلاف بين السني والشيعي؟ لو كان السني هو من يتبع سنة الرسول صلى الله عليه و سلم فإننا سنة قبل الآخرين ولو كان الشيعي هو من يحب آل البيت فإن كل المسلمين شيعة قبل أن نكون نحن شيعة.. هذا كله كلام فارغ ومصدره من لا يريدون الخير للأمة الإسلامية ويريدون بث الفتنة والشقاق بين الأمة الإسلامية خاصة الشعوب المتواجدة في المنطقة وذلك للحفاظ على أمن الكيان الصهيوني وينحرف باهتمام الرأي العام الإسلامي من القضية الأصلية وهي التعامل مع الكيان الصهيوني إلى أمور أخرى.
لقد عشت في لبنان والعراق مدة طويلة.. وفي لبنان هناك عشائر فيها السني والمسيحي والشيعي كما هو الحال مع عشيرة عصيران مثلا.. أما في العراق فإن هناك مصاهرة وتداخلا كبيرا بين الجانبين وكثيرا ما تقابل أشخاصا يقولون لك إن أمهاتهم من السنة وآباءهم من الشيعة أو العكس.. إذن هذا كلام فارغ بدليل أن هذا التقسيم لم يكن موجودا قبل عشرين سنة من الآن ولم نكن نسمع به مطلقا.. وحتى خلال الحرب العراقية الإيرانية لم نكن نسمع بهذا التقسيم.
ودعوني أقل لكم شيئا.. قبل عدة سنوات شغلت منصب مساعد الأمين العام في منظمة التعاون الإسلامي في جدة وأتى إليَّ مرة أحد المسؤولين من إحدى الدول الكبرى وأخبرني أن هناك محاولة لإدخال فكرة الخلاف السني الشيعي لحرف النقاش من القضية الفلسطينية إلى التقسيم السني الشيعي.. وهذا الشخص كان يمثل دولة كبيرة ولكننا قلنا لهم إن مثل هذا الأمر لن ينجح لأن علماء السنة والشيعة واعون ومدركون لحقيقة الأمور ولن يسمحوا بالدخول في هكذا فتنة.
والحمد لله حاول البعض زرع هذه الفتنة ولكنهم لم ينجحوا.
__ ولكن مع كل التقدير لجوابكم.. لماذا يرتفع الصوت الإيراني عاليا عندما يتعلق الأمر بحقوق الشعب البحريني باعتبارهم شيعة بينما يخفت الصوت الإيراني الرسمي عندما يتعلق الأمر بحقوق الشعب السوري لأنهم سنة؟
___بالعكس... ألم يكن صوتنا عاليا بالنسبة للشعب الفلسطيني؟ ألم يكن صوتنا عاليا بالنسبة للانتفاضات في مصر وتونس وليبيا أم لا؟ انظروا إلى الإعلام الإيراني وستجدون الجواب.. أما بالنسبة للقضية السورية فإن مواقفنا هي نفس المواقف التي اتخذناها إزاء البحرين.. وهذه المواقف تقول انه يجب على الشعبين البحريني والسوري أن يحققوا مطالبهم ويجب على الحكومات تلبية متطلبات الشعوب.
نحن قلنا منذ 19 شهرا إنه يجب على الحكومة السورية أن تلبي مطالب الشعب السوري والأمر ذاته ينطبق على البحرين فنحن لم ندع إلى إزالة الحكومة البحرينية أو تنحيها وملك البحرين يعلم ذلك.. وقد تكلمت مع جلالته لمدة نصف ساعة خلال اجتماع مكة وتطرقنا إلى الموضوع البحريني، هذا فضلا عن أن السيد بسيوني المسؤول عن التحقيق في الأحداث التي شهدتها البحرين قال بنفسه انه ليس هناك أي تدخل إيراني وهذا الموقف تكرر على لسان مسؤولين بحرينيين وعلى لسان السفير الأميركي في البحرين أيضا.
__ «مقاطعا» ولكن هناك جهات إيرانية تتعامل مع ما يجري في البحرين وكأن الشأن الداخلي البحريني جزء لا يتجزأ من الشؤون الإيرانية؟
___موقفنا الرسمي سيدي العزيز أنه يجب على الشعب البحريني والحكومة هناك أن يجلسوا ويجدوا حلا ونحن نحترم سيادة واستقلال البحرين وليس لنا شأن في نوع الحكم في البحرين.
__ ولكن بعض وسائل الإعلام الإيرانية تدعم المتظاهرين وتحرضهم على الانقلاب على النظام البحريني؟!
___وفي المقابل وسائل الإعلام في الدول الأخرى تدعم جهات اخرى.. هذه ليست اتهامات.. ولنأخذ كيفية تطرق وسائل الإعلام للازمات التي تشهدها دول أخرى هل تتعامل معها بصورة محايدة؟ من المعلوم أنها لا تتعامل مع الأحداث في تلك الدول بحيادية..
__ معالي الوزير ما زلنا في الشأن الخليجي من الملاحظ ازدواجية الخطاب الإيراني الموجه إلى دول الخليج في الوقت الذي تحرصون فيه على المصالح المشتركة بصفتكم وزير الخارجية نجد أن هناك أطرافا أخرى إيرانية تهدد دول الخليج وتتحدث بلغة عدائية استعلائية ولا تحرص على المصالح والروابط الأخوية.. فكيف تفسر هذه الازدواجية في المواقف الإيرانية؟
___كما قلت سابقا يجب أن نفرق بين المواقف الرسمية وغير الرسمية وهذا يحدث في كثير من البلدان..
__ «مقاطعا» هل يمكن اعتبار ذلك نوعا من توزيع الأدوار؟
___ (يعتدل في جلسته) ويقول: لا لا مطلقا عندما نتحدث عن موقف رسمي لا يصبح هناك مجال لتوزيع الأدوار.
__ نيابة عن الرأي العام الخليجي اسمح لي أن أطرح عليك هذا السؤال الواضح الصريح ففي الوقت الذي تطالبون فيه إسرائيل بضرورة الانسحاب من مزارع شبعا وتدعمون حزب الله لتحريرها نجدكم تواصلون احتلال جزر الإمارات المتنازع عليها.. كيف تفسرون هذا التناقض؟
___ (يصمت للحظة ثم يقول بنبرة جدية): حسنا ارجعوا إلى عام 1971 وارجعوا إلى الأمم المتحدة وانظروا إلى الاتفاقيات التي وقعت بين الشاه والمسؤولين الإماراتيين في ذلك الوقت ثم احكموا.
لو عدنا إلى التاريخ انظروا إلى سواحل إيران (يؤشر على خريطة كبيرة إلى جواره) كلها مطلة على «الخليج الفارسي» ونحن لدينا تاريخ يمتد إلى 7 آلاف سنة وتاريخ مكتوب عمره 3 آلاف سنة وعندما تراجعون الكثير من المستندات والوثائق ستجدوا ما أتحدث عنه ولكننا لا نريد الخوض في هذه التفاصيل فعلاقاتنا مع الإمارات في أحسن أحوالها وهذه القضية يمكن حلها عبر المفاوضات لأن هناك سوء تفاهم.
ثم دعني أوضح نقطة أخرى.. أريدك أن ترجع إلى عام 1971 والأعوام التي تلت هذا التاريخ وستجد أن هذه المسألة لم تكن تثار حتى خلال الحرب المفروضة على إيران، الحرب العراقية الإيرانية إلا من طرف حزب البعث العراقي.
إذن هناك سوء تفاهم ونحن على طريق حله إن شاء الله.
__ ولكن ما دام موقفكم من هذه الجزر سليما كما تقولون وما دمتم تستندون إلى وثائق واتفاقيات موقعة عام 1970 فلماذا لا تلجؤون إلى محكمة العدل الدولية لحل هذا الخلاف عبر الوسائل القانونية؟
___أنت تتحدث عن دولتين كبيرتين في المنطقة فما الحاجة لمثل هذه المحكمة؟ يمكنهما التفاهم مع بعض..
__ «مقاطعا» ولكم معالي الوزير كيف تشرحون مطالبتكم للإمارات بالحوار مع شرط مسبق هو الاعتراف بإيرانية هذه الجزر وسيادتكم عليها.. على ماذا ستتحاورون إذن؟!
___أنا أحلتكم إلى اتفاقية عام 1971 أرجو منكم أن تطلعوا عليها لأنني لا أريد الخوض في الجزئيات.
__ أشرتم معالي الوزير إلى أن علاقاتكم مع الإمارات إيجابية ومثالية ولكننا قرأنا قبل فترة تصريحا للناطق باسم الخارجية الإيرانية هدد فيه بتخفيض العلاقات مع الإمارات قبل أن يعود ويتراجع عن تصريحاته..
___الخبر من أساسه غير صحيح..
__ ولكن عدم صحة هذه الأخبار، وعدم دقتها في مثل هذه المسائل تحدث ضجة انتم جميعا في غنى عنها..
___يا أخي لدينا كل يوم مثل هذه الضجة في إيران مع الأسف.
__ ولكن لماذا لا توجدون آلية في الحكومة لضبط هذه المسائل التي تشوش على مواقفكم؟
___أنت صحفي.. وأنا أدعوك لإلقاء نظرة على الصحف الإيرانية لترى بنفسك.. مثلا قبل فترة جاء الكاتب توماس فريدمان من النيويورك تايمز إلى إيران ونشر عدة مقالات عن الوضع في إيران وقال انه استغرب من الصحف الإيرانية لأن المتابع لها يحصل على صورة كاملة للأوضاع من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ما أعني قوله إننا نتحدث عن أمر تدعيه جميع الشعوب ولكنني أود أن أدعي ما تدعيه الشعوب الأخرى وهو أن الصحف في إيران حرة وتكتب ما تشاء وكثيرا ما يسببون لنا الإزعاج ولكن هذا أمر لا بد منه وليس لدينا خيار آخر إلا التعامل معه.
__ ما زلنا في الشأن الخليجي.. أعلنتم على لسان اكثر من مسؤول إيراني نيتكم إغلاق مضيق هرمز في حال تعرضكم لهجوم وكأنكم تملكونه.. فلماذا تلجؤون إلى مثل هذا النوع من التصريحات التي تساهم في تأزيم الأوضاع في المنطقة وتسميم الأجواء في الخليج؟!
___«يبتسم ويقول»: هذه التصريحات ما هو مصدرها؟ هل هي وزارة الخارجية؟ يا أخي الموقف الرسمي الإيراني يجب أن يصدر عن وزارة الخارجية وليس وزارات أخرى..
__ «مقاطعا» ولكنه صادر عن وزارة الدفاع.. وهي وزارة سيادية.
___فليقولوا ما يشاؤون.. وبالمناسبة منذ أيام صرح وزير الدفاع الإيراني وأكد أن إيران لا تنوي ولا تريد إغلاق مضيق هرمز.. ورغم ذلك أعود وأكرر أن أي موقف رسمي في إيران لا يصدر إلا عن وزارة الخارجية ونحن أعلنا في اكثر من مرة أن هذا المضيق ملك لجميع الدول المطلة على «الخليج الفارسي».
__ ولكن لماذا لا يتم ضبط مثل هذه المسائل في اجتماع الحكومة الأسبوعي خاصة وأنها تخلق نوعا من التأزم مع دول المنطقة؟
___دول المنطقة تعلم الحقيقة جيدا وتعلم مواقفنا..
__ معالي الوزير هل تقولون إذن لدول المنطقة إن أية تصريحات تصدر من وزارات أخرى غير وزارة الخارجية أو أطراف آخرين يجب عدم أخذها على محمل الجد؟
___سأكرر ما قلته في بداية هذا الحوار.. التصريحات الرسمية بالنسبة للقضايا المهمة تأتي من سماحة المرشد ومن فخامة الرئيس ومن وزارة الخارجية. ونحن لسنا مسؤولين عن التصريحات الأخرى ولو أردنا التدخل في مثل هذه التصريحات فسنجد انفسنا في مواجهة مع جماعة جديدة كل يوم.. هذا أمر غير ممكن ففي إيران توجد فئات مختلفة ونحن الآن على أعتاب الانتخابات الرئاسية وسوف نرى بالتأكيد الكثير من هذه الإشكالات..
__ هل يمكن أن نعتبر هذه التصريحات نوعا من المزايدات الانتخابية؟
___نعم يمكن ذلك..
__ سؤالنا الأخير في الشأن الخليجي يتعلق بشبكات التجسس التي تم ضبط العديد منها في دول المنطقة وثبت أنها تعمل لصالح إيران ألا ترون أن اللجوء إلى مثل هذا الأسلوب يرسخ أزمة عدم الثقة بين الطرفين؟
___هذا الأمر مرفوض.. ثم لماذا نحتاج شبكات التجسس وعلى ماذا سنتجسس؟ عندما اجتاح صدام الكويت كانت في اضعف حالاتها.. ولكن كيف تعاملنا مع الكويتيين؟ فتحنا صدورنا للكويتيين وساعدناهم ولو كنا نريد التدخل والتجسس لفعلنا وهم في حالة ضعف.
إذن لماذا نحتاج أساسا للتجسس على الكويت أو أي بلد آخر؟ ما الذي سنحققه؟ هل سنقوم بانقلاب أم ثورة؟
نحن نتمنى الأمان والاستقرار لهذه الدول.. واذا قلنا إننا نتمنى ذلك ل«سواد عيون» الآخرين ستقولون لا.. حسنا نحن نريد الاستقرار والأمن لسواد عيوننا نحن ولأننا نؤمن أن ذلك في مصلحتنا ومصلحة الجميع.
فهناك إجماع من قبل الجميع أن «الخليج الفارسي» هو شريان الحياة لإيران ودول الجوار..
__ «مقاطعا» أشرتم اكثر من مرة في إجاباتكم إلى أن الخليج فارسي والخريطة التي تظهر خلفكم تشير إلى ذلك ايضا، أما نحن فنعتبره خليجا عربيا.. فلماذا لا نتفق على صيغة ترضي الطرفين ونسميه الخليج الإسلامي مثلا؟
___لماذا يا أخي؟ إذا كان اسمك أحمد فلماذا أغيره إلى خالد؟ وهل يرضيك أن نترك الاسمين ونتفق على اسم سمير مثلا؟ لماذا كل هذا؟ أنت صحفي تعلم في ضميرك أن هذا الخليج اسمه الخليج الفارسي.. وفي وقت الشاه حصلت أزمة سياسية بينه وبين بعض الدول العربية التي قالت إنها ستسمي الخليج من الآن فصاعدا باسم الخليج العربي.. هل هذا يصح؟
أنت عندما تنظر إلى الخرائط منذ زمن هيرودوت ستجد أن اسمه الخليج الفارسي وحتى في الكتب الدراسية في مدارس دول المنطقة لو رجعت إلى المناهج التي كانت تدرس في الخمسينيات ستجد أن المصطلح الذي كان مستخدما هو مصطلح الخليج الفارسي.
طيب لماذا لا تغيرون اسم مضيق هرمز.. اسم هرمز فارسي «يضحك مقهقها» ما رأيكم أن نحول اسمه إلى مضيق.. عبد السلام؟!
«هنا يدير الوزير نفسه باتجاه الخريطة ويؤشر على بحر عمان قائلا» هنا يوجد بحر عمان لماذا لا نغير اسمه أيضا؟ وهناك بحر العرب هل غيرناه؟ وهذا مثال يدل على أن بعض الإخوان يريدون اثارة الخلافات فالاسم الحقيقي الموجود حتى في الأمم المتحدة هو خليج فارس.
__ ولكن إيران قبل ثورة 1979 لم يكن اسمها الجمهورية الإسلامية الإيرانية كان اسمها مختلفا وقمتم بتغيير اسمها.
___لا إيران موجودة، اما الجمهورية الإسلامية فيدل على النظام في إيران.. أي انتقلنا من الشاهنشاهية إلى الجمهورية الإسلامية.. إيران تبقى إيران.
__ والخليج يبقى عربيا ومن حقنا أن نتمسك بهذه التسمية.
___ أنتم تسمونها «بكيفكم» وليس حسب القوانين والاعراف الموجودة فانتم تتجاوزون القوانين.. ولذلك ادعوك أن تكون منصفا.
__ اسمح لنا أن ننتقل إلى الطرف الشمالي في الخليج وتحديدا العراق كيف تنظرون إلى الخطوات العراقية الأخيرة بتفتيش الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سوريا.. ما هي دلالات هذه الخطوة التي تحظى بترحيب أميركي وهل تعتبرون هذه الخطوة انتهاكا لسيادتكم؟ أم أنكم تتفهمون دوافع حكومة المالكي؟
___هذا السؤال يجب أن يوجه إلى الحكومة العراقية و ليس لنا ولكننا طبعا منزعجون من ذلك.
__ وهل عبرتم عن انزعاجكم بالطرق الرسمية؟
___هم يعلمون ذلك.. ونتمنى من إخواننا العراقيين أن يتفهموا أكثر..
__ ولكننا نعلم أن العراق منطقة نفوذ إيرانية.. وبحكم نفوذكم ألا تستطيعون تغيير هذا القرار؟
___لو كان كلامك صحيحا لكان هذا الإجراء مناقضا للواقع اذ كيف يكون العراق منطقة نفوذ لنا و مع ذلك يقومون بتفتيش طائراتنا؟ يا أخي العراق بلد مستقل ويجب أن نعترف بذلك.. والحديث عن النفوذ لا معنى له ويشكل إساءة لحكومة مستقلة.. وما تفضلتم به نموذج للسيادة العراقية رغم انه يزعجنا.. وهذا الأمر يحصل بين أية دولة و دولة أخرى.
وكما أشرت سابقا قد يكون بين إيران وقطر خلافات حول بعض الأمور ولكن ذلك لا يعني أن نتصادم.. لا بد من حل المشاكل بالحوار.. و في الحالة العراقية يجب على اخواننا العراقيين أن يفسروا لنا هذه الخطوة.. و في كل الأحوال نحن على اتصال معهم بهذا الشأن.
__ من بوابة العراق سندخل إلى الداخل الإيراني ونسال عن قضاياكم.. تشير التقارير إلى أن العقوبات المفروضة على إيران بدأت تظهر آثارها ولا أقول ثمارها.. آثارها تظهر على الاقتصاد الإيراني الذي بات يعاني كثيرا واصبح كما يقولون مهددا بالانهيار فماذا يعني لكم هذا الوضع؟
___أولا الحصار كان موجودا منذ 33 عاما و ليس شيئا جديدا ولكن الآن تم تشديد الحصار بشكل اكثر. وفي أوائل الحرب المفروضة وتحديدا بعد مرور عامين على اندلاعها كنت رئيس جامعة شريف التقنية وكانت إيران تحت الحصار ليس فقط من قبل الغرب بل ومن الاتحاد السوفياتي أيضا وعندما كنا نطلب منهم سلاحا كانوا يرفضون.. ولذلك كنا مجبرين على انتاج السلاح في الداخل.
وفي ذلك الوقت جاء ممثلون عن الجيش الإيراني إلى الجامعة التي كنت ارأسها وأتوا بقذيفة هاون وقالوا كيف نصنع انبوب هذه القذيفة؟ تطلب الأمر منا ستة اشهر كي نتعلم تقنية صناعة انبوب يمكن استخدامه في قذيفة هاون وصنعناه.. ومن ذلك الأنبوب الذي يعتبر بسيطا جدا مقارنة بالتقنيات الأخرى وصلنا الآن رغم كل الحصار والتضييق إلى أن نكون الدولة الوحيدة في العالم الإسلامي التي نجحت في وضع قمر صناعي محلي الصنع عبر صواريخ ايرانية في المدار بنجاح.
__ ولكن عفوا يقال إن هذه الصواريخ صنعت بتقنية روسية أو صينية؟
___فليقل ما يقال.. «ويضيف مازحا» نتمنى أن يعطونا الروس هذه التقنية وأنا اطلب منكم أن تسألوا الروس كي يزودونا بهذه التقنية..
على أية حال لقد تطورنا كثيرا ولله الحمد والآن باتت إيران إحدى الدول القليلة في العالم التي تجاوزت كل المعوقات التقنية في المجال النووي.
فهل هذه التقنية النووية جاءت من روسيا؟
بطبيعة الحال روسيا صنعت لنا بوشهر أما في التخصيب والأمور الأخرى فان إيران هي من تقوم بكل شيء..
__ «مقاطعا» يبدو أنكم وصلتم إلى مرحلة صنع القنبلة النووية بالتكنولوجيا الإيرانية؟
___«يجيب بحزم» لا نحتاج إلى القنبلة النووية ولكننا الآن نملك التقنية النووية في جميع المجالات أما القنبلة النووية فلا نحتاجها لأننا وصلنا من الناحية العقلانية ومن الناحية الدينية والأخلاقية إلى عدم الحاجة إلى هذه القنبلة.
لقد برهنا على هذه القناعة خلال الحرب المفروضة واليوم يوجد في إيران نحو 50 ألف شخص ما زالوا يعانون من آثار الأسلحة الكيمياوية التي استخدمها صدام ضد إيران ورغم اننا حصلنا على بعض هذه الأسلحة من العراق خلال الحرب المفروضة كغنائم حرب الا اننا لم نستخدمها مطلقا لأن الإمام الخميني في ذلك الوقت قال إن استخدامها حرام.
والآن اصدر المرشد الأعلى فتوى جاء فيها أن استخدام القنبلة الذرية او اي سلاح يدخل ضمن تصنيف اسلحة الدمار الشامل ممنوع.
__ ولكن من الواضح أن كلفة طموح البرنامج النووي الإيراني حتى لو كان سلميا كما تقولون باهظة الثمن وتلقي بظلالها السلبية على حياة المواطن الإيراني بدليل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعاني منها البلاد.
___لا يا أخي.. هذا الأمر انا خبير فيه.. ودعني اطرح عليك سؤالا.. انتم ستستخدمون النفط حتى متى؟ 30 عاما 40 عاما؟ ثم ماذا؟ الآن الإمارات عقدت اتفاقية مع كوريا الجنوبية لإنشاء مفاعل نووي بقوة 4 آلاف ميغاوات.. لماذا؟
ولكن الإمارات دولة غنية وعدد سكانها قليل و مثل هذا الاستثمار لا يسبب لها أزمة اقتصادية..
هل تعرف كم دفعوا؟ حوالي 40 مليار دولار.. اما نحن فما صرفناه لا يقاس مطلقا بهذه المبالغ ومع ذلك باتت التقنية بيدنا.. نحن الآن نصمم محطات الطاقة النووية وبتنا قادرين على إنتاج كل شيء.
والآن لو أرادت دولة أخرى شراء محطة نووية على ماذا ستحصل؟ ستحصل على بطارية فقط أي انها لن تملك شيئا حقيقيا اما نحن فلدينا التقنية و سنقوم قريبا بتدشين محطة نووية بقوة 45 ميغاوات وستبدأ العمل خلال العامين القادمين.. وحبذا لو تذهبون بأنفسكم للاطلاع عليها.
__ ولكن هذه المنطقة تقع في محيط حزام زلزالي.. ولو حدث زلزال لا سمح الله ستتضرر كل شعوبها..
___لا يا أخي.. في اليابان مثلا ما سبب المشكلة لم تكن الزلازل وإنما التسونامي..
__ ولكن مفاعل بوشهر مطل على الخليج العربي وأي تسرب نووي سيهدد سكانه ودوله.
___لدينا حوالي 15 مليون إيراني يعيشون في محيط بوشهر اي اكثر من كل سكان الخليج فهل نتلاعب بحياة مواطنينا.. ما هذا الكلام.. ثم عندما نصمم المحطة نأخذ في حساباتنا امكانية أن تضرب المنطقة زلازل بقوة 8.5 او 9 على مقياس ريختر.
هذا فضلا عن استحالة حدوث تسونامي في «الخليج الفارسي» لأن المياه ليست عميقة.
__ بخصوص الملف النووي معالي الوزير إلى اين وصلتم في مفاوضاتكم مع الدول الغربية؟
___سوف يكون هناك اجتماع بين كبار الموظفين الإيرانيين والأوروبيين ولكن الموعد والمكان لم يحددا بعد.. ولكن حسب تقديراتنا قد يتم الاجتماع خلال شهر.. وبطبيعة الحال فإن الموافقة على الاجتماع بحد ذاته خطوة إيجابية و لو لم تكن هناك قناعة بإمكانية الوصول إلى حلول عبر المفاوضات لما وافقوا على الاجتماع.
__ أعلنتم مؤخرا امتلاككم لطائرات دون طيار تفوق في قدرتها تلك التي استخدمها حزب الله وأسقطتها إسرائيل.. فما الهدف من هذه التصريحات في هذا التوقيت وهل هي محاولة لاستعراض القوة؟
___ربما سئل الشخص المسؤول وأجاب بأن لدينا مثل هذه الطائرات.. وهذا ليس سرا فنحن من الدول القليلة التي تملك هذه التقنية ومداها يصل إلى ألفي كيلومتر.
__ هل حصلتم من خلال طائرة «حزب الله» على معلومات مهمة من الداخل الإسرائيلي تتعلق بمواقع وأهداف للجيش وهل وجدتم مثلاً إشارات تقوم بها تل أبيب استعداداً لتوجيه ضربة عسكرية لإيران؟
«يجيب بثقة» هذه معلومات سرية للغاية ولكننا حصلنا على معلومات في غاية الأهمية لا أستطيع الكشف عنها.
__ ولكن ألا ترون أن إرسال حزب الله مثل هذه الطائرات إلى إسرائيل قد يعطيها ذريعة جديدة لشن هجوم جديد على لبنان مما يعني أنكم وحليفكم تزيدون من عمق الأزمة السياسية في هذا البلد العربي المضطرب سياسيا؟
___لماذا يملك الكيان الصهيوني حق إرسال طائرات لضرب غزة ولا نستخدم مصطلح ذريعة وعندما يحاول الآخرون القيام بنفس العمل نتحدث عن الذرائع.. من الضروري أن يعرف حزب الله ماذا يحصل هناك حتى يهيئ نفسه..
__ وربما أنتم أيضا تريدون تهيئة أنفسكم لأي احتمال؟
___نعم يجب أن نكون يقظين.. ويجب أن نأخذ كل تهديد على محمل الجد.
__ ما زلنا في لبنان.. كيف قرأتم اغتيال اللواء السني وسام الحسن في بيروت وكيف تردون على من يقولون إن حلفاء سوريا في لبنان يقفون وراء عملية الاغتيال؟
___عندما حصل الانفجار كانت إيران أول دولة قدمت مواساتها للبنان وطلبنا من السفير أن يزور بيت الشهيد و يقدم واجب العزاء.. ودعني اسأل من المستفيد من هذه الأزمة؟ إسرائيل بالتأكيد كي تحول الرأي العام لأمور أخرى.
ففي لبنان تعود الناس على التعايش رغم الخلافات الموجودة.. والسؤال ماذا سيستفيد الطرف السوري من قتل هذا الشخص؟
__ ربما لأنه كشف عن مخطط الوزير ميشيل سماحة حليف سوريا في لبنان.
___(مقاطعا) كشف عن 30 شبكة تجسس إسرائيلية في لبنان..
__ ولكن بعضهم محسوبون على جماعات شيعية..
على كل هو من كشف عن شبكات التجسس الإسرائيلية في لبنان.. وهذا يعني أن المستفيد الأول من استشهاده هي إسرائيل.. صحيح أن علاقاتنا مع حزب الله وحركة أمل مميزة من الناحية الروحية ولكن علاقاتنا مع الجميع مميزة وقد اعلنا ذلك ودعونا السيد سعد الحريري لزيارة إيران وبالفعل أتى لإيران قبل عام ونصف، قد نختلف على بعض الأمور ولكننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية ونتمنى ألا نرى حوادث أخرى في المستقبل.
__ من لبنان ننتقل إلى السودان.. قبل أيام قامت إسرائيل بقصف مصنع اليرموك في الخرطوم فما حقيقة علاقتكم بهذا المصنع؟
___لنفترض أن إيران أنشأت مصنعا لإنتاج السلاح في السودان هل هذا حرام؟ هذه تجارة موجودة بين الدول.. والحكومات تشتري أسلحة من بعضها وهذا أمر طبيعي.
__ ولكن هل يدخل في إطار اهتماماتكم إنشاء مصانع للسلاح في دول أخرى؟
___في إطار القوانين الدولية.. لو كانت هناك دولة تريد شراء أسلحة من عندنا نحن مستعدون.
__ هل رأيتم في هذه الضربة الجوية بروفة ربما للهجوم على إيران مستقبلا؟
___هذا ما سمعناه في الأخبار.. ولو كانت إسرائيل تريد ضرب إيران لما قامت بهذه الضجة ولضربت.. على كل حال دعهم يحاولون لو استطاعوا..
لو كانوا مستعدين فعلا لضرب إيران لوقعت هذه الضربة منذ زمن..
__ إذن ما الذي يجعل إسرائيل مترددة في توجيه ضربتها المحتملة لكم؟
___ربما سوف نعاني من هذه الضربة.. ولكن الإسرائيليين يخشون من التداعيات والنتائج التي ستحصل عندهم.. فنحن لن نقف مكتوفي الأيدي.
«عند هذه النقطة يقف الوزير ويتجه إلى الخريطة ويشير إلى الدول المحيطة بإسرائيل قائلا» :
قبل أن تتجه الطائرات الإسرائيلية لضرب السودان مرت على 3 دول لا أريد تسميتها.. ولا شك أن هذه الدول عرفت أن هناك غارة إسرائيلية قبل وقوعها.
__ ولكن ربما تكون إسرائيل قد شوشت على رادارات هذه الدول؟
___لو حدث هذا فعلا فإنه سيكون أسوأ!
__ بعيدا عن التشويش دعنا ننتقل إلى اليمن حيث اتهمكم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالعبث باستقرار بلاده ومحاولة نشر الفوضى والعنف في أرجائه كيف تعلقون على هذه الاتهامات الرئاسية الرسمية؟
___نريد أن نسأل من يوجه هذه الاتهامات.. هل نحن من نبعث الطائرات دون طيار لقتل الناس في اليمن؟؟ لا.. أؤكد لك أننا لا نقوم بذلك.. يقتل الناس هناك كل يوم ولا يتحدث أحد عن تدخل اجنبي أما التدخل الإيراني فهو مثل الشبح!
__ ولكنكم تدعمون التمرد الحوثي في اليمن؟
___اليمن بلد منفتح والحوثيون من بين الفئات السياسية في البلاد.. فلماذا لا يحق لهم أن يكونوا كتلة سياسية ذات صوت في حين يعتبر هذا الحق محفوظا للآخرين.. على أية حال إذا كان هناك دعم من إيران للحوثيين فهو دعم معنوي.. نحن لا نستطيع الوصول إلى اليمن اما الآخرون فيصلون بالسيارات!
__ لننتقل إلى الدول المجاورة وتحديدا المملكة العربية السعودية.. كيف تقيمون علاقاتكم مع الرياض خاصة بعد الكشف عن تورط جهات إيرانية في محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن؟
___يجيب ساخرا.. وهل هناك شيء في هذا العالم لا تتدخل فيه إيران؟ يا أخي هذا الشخص الذي تم اعتقاله.. قدمت البي بي سي وثيقة تقول إنه يعيش في أميركا منذ 30 عاما ويعاني من مشاكل نفسية.. ثم لماذا يمكن أن نقوم بهذه العملية لا سمح الله.. وأين؟ في واشنطن؟ هل هذا يوافق العقل؟ وهل قمنا بمثل هذا الأمر سابقا؟ هذا سخف.. وهو نوع من الايرانوفوبيا لتشويه صورة إيران.
__ هل أثرت هذه الاتهامات على علاقاتكم مع السعودية؟
___للأسف شهدت علاقاتنا مع السعودية في السنوات الأخيرة نوعا من التراجع.. ونحن علاقاتنا مع السعودية كانت مميزة ولم تكن بيننا مشاكل.. وعندما استلمت مهمتي في وزارة الخارجية أعلنت منذ أول يوم أن أولى أولياتنا هي توطيد العلاقات مع الرياض وإسطنبول والاتحاد الأوروبي.
أنا عشت في السعودية وأعلم أنها دولة كبيرة ذات أهمية ودولة محورية ومؤثرة تماما مثل تركيا.. وعلى هذه الدول العمل معا من اجل الاستقرار و السلام في المنطقة و من اجل مصلحة جميع الشعوب..
أول سؤال يجب أن نطرحه قبل الخوض في النوايا. ماذا سنستفيد من توتر علاقاتنا مع السعودية؟ هل ينفعنا أكثر أن تكون علاقاتنا مميزة أم أن تكون علاقاتنا متوترة وقائمة على الشكوك؟
نحن نعيش معا منذ آلاف السنوات وسوف نبقى جيرانا لآلاف السنوات القادمة ولذلك لا بد من العودة إلى العلاقات الوطيدة والمتينة بين الطرفين. ونتمنى إزالة جميع المعوقات وتطوير علاقاتنا الثنائية.
__ كيف تابعتم مبادرة خادم الحرمين الشريفين ومطالبته الأمم المتحدة بإصدار قرار يجرم الإساءة للأديان السماوية والأنبياء؟
___هذه مبادرة رائعة.. وكان خادم الحرمين قدم مبادرة أخرى في مكة لإنشاء منتدى لتقريب المذاهب الإسلامية.. ونحن مع كل خطوة تجمع شمل الأمة الإسلامية.
__ سؤالنا الأخير يمر بالقاهرة عاصمة أم الدنيا.. كيف تقيمون علاقتكم مع مصر بعد نجاح ثورتها وكيف تقيمون أداء الرئيس مرسي فيما يتعلق بتطوير العلاقات مع إيران؟
___أنا متفائل بتطوير العلاقات بين الجانبين وطرحنا على فخامة الرئيس مرسي استعدادنا لمساعدة مصر في جميع الميادين وبوسعهما الاستفادة من بعضهما..
مصر أم الدنيا وهي بلد عريق ولها حضارة من الحضارات الكبرى فهي لها شأن ومكانة خاصة وتلعب حتما دورا كبيرا في المنطقة ونتمنى لمصر الخير والتوفيق.
المصدر: الوطن القطرية 3/11/2012م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.