جاء في صحيفة الأحداث بتاريخ 10/8/2010م ان مقرر الأممالمتحدة الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان والحريات الأساسية للسكان الأصليين أعرب عن قلقه من اتساع الفجوة بين إعلان الأممالمتحدة بشان حقوق الإنسان والشعوب (الأصلية) وتنفيذه بشكل فعال وطالب في بيان صادر من مكتبة بمناسبة الاحتفال باليوم الدولي للشعوب الأصلية في العالم المواكب لليوم التاسع من أغسطس من كل عام بالتزام اقوي بهذا الإعلان مشيرً الي ان الشعوب الأصلية عادة ما تكون فقيرة بل أفقر الفقراء وتقف علي هامش السلطة دون مراعاة لحقوقها الإنسانية ونادي المقرر الدول باستعراض تشريعاتها لإجراء إصلاحات قانونية بالتشاور مع الشعوب الأصلية للقضاء علي مشكلاتهم وتوفير حياة كريمة. نحن كأمة (إسلامية) لا نطلب عدلاً أو إنصافا ممن وصفهم الله بالظلم في محكم تنزيله (ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون ) والذين يتحدثون عن حقوق الإنسان ويزعمون أنهم دعاة حقوق الإنسان هم الأمريكان والصليبيون الذين أبادوا الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين أبادوهم من وجه الأرض واستولوا علي أراضيهم ثم جاءوا بسفنهم الي شواطئ أفريقيا لاصطياد أجدادنا وقتلوا من قتلوا واسروا من اسروا وسافروا بهم الي بلادهم ليعملوا عبيداً في أراضي الهنود الذين أبادوهم ومن مات منهم في الطريق رموا به في البحر للحيتان بل كانوا يأمرون إخوتهم برمي من يموت منهم في البحر. ان ما نريد التحدث عنه وإثباته ان النوبة هم سكان السودان الأصليين وان بلاد السودان هذ كانت تسمي بلاد النوبة والسودان اسم حديث أطلقه العرب حديثاً والنوبة هم من وجدوا في ارض السودان منذ ان خلق الله الأرض ومن عليها وان اتفاقية (البقد) لم تكن إلا مع النوبة باعتبارهم اهل السودان وحكامه ومع هذا فهم فقراء وأفقر الفقراء؟ ويقفون علي هامش السلطة دون مراعاة لحقوقهم الأساسية ولابد من التشاور معهم للقضاء علي مشكلاتهم وتوفير حياة كريمة لهم. ان للنوبة مكتسبات ضائعة ظلمتهم الحكومات السابقة التي تعاقبت علي حكم السودان حتي اضطروا الي حمل السلاح وعندما حملوا السلاح للدفاع عن حقوقهم ومكتسباتهم؟ خدعتهم الحركة الشعبية؟ قاتلوا ثم خرجوا بعد نيفاشا من غير حقوق او مكتسبات. يقول تلفون كوكو وهو من قادة النوبة الذين قاتلوا وظلموا وكانت الجائزة التي قدمتها له الحركة هي (اعتقاله) في سجون الحركة بعد ان خدعوه واستدرجوه بحجة التفاوض معه؟ وعند وصله الي جوبا تم (اعتقاله) هناك وكمموا فمه حتي لا يدافع عن حقوق النوبة.. يقول تلفون الذي كتب سلسلة من المقالات عن الظلم الذي تعرض له النوبة من قبل الحركة الشعبية ( ان الحركة الشعبية باعت نضال النوبة... وسمع النوبة بأذانهم كلمات باقان اموم الذي قال علي الملا (أن نضال النوبة كان عبارة عن نفير وانتهي؟ والمشاركون عادة في النفير لا يؤجرون) وفي مناسبة قال للنوبة (باي ؟باي) بكل سخرية وتهكم حتي دون ادني احترام لتاريخهم الطويل في الحركة الشعبية في أدغال الجنوب. مما يدل علي أن تحالف الجنوب والجنوبيين مع أشقائنا النوبة ممن تمردوا ليس الهدف منه الدفاع عن حقوق النوبة ؟ بل الهدف هو إحداث زعزعة وعدم استقرار في السودان؟ وتفريغ الحقد الدفين الذي يحمله قادة الجنوب للشمال والشماليين. قلت ومع هذا الظلم الشنيع والتصريحات الظالمة وعدم احترام الحركة لنضال النوبة وتهكمهم بهم ما زال (الحلو) يدخل أصابعه أكثر من مرة في نفس الجحر الذي لدغ منه إخوته ويثق في قادة الحركة ويعمل علي زعزعة الأمن والاستقرار ويقتل أهله وعشيرته وقومه استجابة لرغبة الحركة الشعبية التي خدعتهم وتركتهم في الطريق بعد نضال طويل. وكان ما يجب أن يقوله للحركة الشعبية هي (باي... باي) ثم يشارك مع إخوته وعلي رأسهم مولانا هارون في المطالبة بحقوق النوبة دون قتل او قتال أو فساد في الأرض بتحريض من الحركة التي أضاعت مكتسبات النوبة. في حوار اجري مع الاخ د. كبشور كوكو في صحيفة الانتباهة الصادرة بتاريخ 6/7/2011م؟ ذكر ان قرنق خدع ابناء بالمشورة الشعبية وقال لهم هو الأخ الأصغر لتقرير المصير هذا وقد استنفرت الحركة (16) الف مقاتل من أبناء النوبة ولم يعد منهم إلا ألفين هذا م ذكره الأخ د. كبشور فانظروا الي هذا الظلم ومع هذا يقول لهم باقان (باي ..باي) ويزعم أن ما قام به أبناء النوبة كان (نفيراً وانتهي ) بدون اجر وكان النوبة شاركوا معهم في تظليل (قطية) بالنفير. قلت كان يجب ان يفوض النوبة أحدا منهم للتفاوض نيابة عنهم كما قال احد حكماء إفريقيا المشاركين في التفاوض والذي استغرب وتساءل (كيف لشخص أن يقاتل ثم يفوض غيره للتفاوض باسمه) حقاً كيف يقاتل شخص للمطالبة بحقوقه العادلة ثم يترك التفاوض في شأن الحقوق التي يقاتل من اجلها لغيره يتفاوض نيابة عنه؟ أنها طيبة أهلنا النوبة وثقتهم في الآخرين لأنهم يثقون في أنفسهم ولا يعرفون الخيانة ولكن الآخرين يخدعونهم ويظلمونهم ويتهكمون بهم وينسون مواقفهم النضالية. وقد ذكر الأخ د. كبشور كوكو ان النوبة قوة عسكرية ولكنهم في الواقع وقود لغيرهم وليسوا أصحاب راي وقرار وأصحاب مشيئة في هذه المسائل؟ وأقول أن منهم أصحاب راي وقرار ومشيئة ولكن الآخرون يخدعونهم وهم لصدقهم يظنون أن من يخدعونهم صادقون مثلهم في ما يقولون ولهذا يكونون ضحايا خداع الخونة والخداعين. إن النوبة قوة عسكرية ضاربة كما ذكر الأخ د. كبشور وهذه شهادة بشرية من بني جنسهم ولكن هناك شهادة (ربانية) تدل علي صحة ما ذكره الأخ د. كبشور حيث جاء في الكتب المقدسة دليل صحة ما ذكره عن النوبة وقوتهم وهم أهل حفيف الأجنحة التي تعبرها انهار كوش المرسلة رسلاً في البحر في قوارب من البردي علي وجه المياه امة طويلة جرداء وشعب مخوف امة قوي وشدة وقد خرقت الأنهار أرضها (اشعياء 18) هكذا وصفهم الله في كتابه المقدس – ولسنا في حاجة إلي من يصفهم بالقوة من البشر بعد وصف الله لهم بالقوة (ومن أصدق من الله قيلا) ( ومن أصدق من الله حديثاً) وشرع ما قبلنا شرع لنا كما يقول علماء الأصول ما لم ينسخ في شرعنا. وقد ذكر الأب فلو ثاوث فرج عن النوبة وقد كانوا أقوياء البنية سريعي الحركة كانوا جنود محاربين تلجأ إليهم دول الجوار لكي يساندوها في الدفاع عن بلادهم وتعتز بهم جنوداً مشاركين رماة حدق أقوياء أخفاء في الحركة وقلت إن هذا ما جاء في الكتاب المقدس والوقائع التاريخية تدل على ذلك والواقع (المعاش) يدل على ذلك عند حضوره لمصارعة النوبة في ميادين الحاج يوسف كل يوم جمعة. حتى في العصر الحالي كان من أهلي وسكان قريتي النوبية الصغيرة جداً بالولاية الشمالية أكثر من ثمانية أشخاص عملوا في الجيش المصري. ومنهم خالنا سعيد محجوب سعيد والد الخبير الرياضي الدولي د. محجوب سعيد (عم الصول) وقد وصل إلي رتبة لا بأس بها في الجيش المصري. وقد رفض النوبيون في الجيش المصري المشاركة في احتلال (حلايب) مع الجيش المصري بعد الاستقلال مباشرة. عندما كانت (الوطنية) في قمتها. حيث قام الجيش السوداني بتحريرها بقيادة (النوبي السوداني) عبد الله خليل رحمة الله. هكذا كان يستغل جيران السودان. بل وأهل السودان أهلنا النوبة كقوة ضاربة ولكنهم وقد وقوة لغيرهم يقاتلون ويجاهدون ويقتلون في سبيل هذا الوطن وهذا الدين ولكنهم وقود لغيرهم يهمشون ولا ينصفونهم وكأنهم لم يخلقوا إلا للقتال لأجل غيرهم وقوداً لغيرهم وقد أن الأوان أن يطالب النوبة بحقوقهم المشروعة وهم الأولي بهذه الحقوق وأحق الناس بها باعتبارهم السكان (المحليين) الأصليين في هذه البلاد عليهم المطالبة بحقوقهم عن طريق المفاوضات والجذور النوبية في كل أهل السودان الشمالي ولا علاقة لهم بأهل الجنوب الذين يحرضونهم على قتل أخوتهم. عليهم المطالبة بحقوقهم بنفس القوة ليست في القتال وحده ولا بالصرعة ولكن في قوة الرأي والحجة وعلى النوبة أن يكونوا أصحاب رأي وأصحاب قرار وأصحاب مشيئة وأن يكونوا مع إخوتهم في الشمال وهم أهل الشمال وجذورهم من الشمال فكيف ينفصلون ويتحالفون مع غير أهل الشمال؟ وكاتب هذه السطور (نوبي) من شمال السودان ويتابع بإهتمام قضايا إخوته النوبة في الجبال نعم يجب أن يكون النوبة مع إخوتهم في الشمال. نقلاً عن صحيفة ألوان 8/11/2012م