بالأمس رأينا السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية يتبختر في دارفور المفترى عليها.. الذي يتبختر في مكان ما يعني أول ما يعني ذلك أنه مطمئن بل يضرب بقوة الأرض بخطوات ثابتة وواثقة.. التبختر في اللغة هو البَهْنَسَةُ.. والأَسد يُبَهْنِسُ في مشيه ويَتَبَهْنَسُ أَي يتبختر؛ وقد خص بعضهم به الأَسد وعم بعضهم به.. الخلاصة أن السيد عمرو موسى ليس مجبرا على أن يخاطر ويتبتختر في دارفور ما لم يكن متأكدا (مليون في المية) أن الوضع الأمني مستتب ومستقر.. موسى قال بنفسه إن التجمع العربى ممثلا في مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين واجتماعهم فى دارفور بمثابة رسالة تأييد للسودان.. ولعل الأهم إشارته إلى أن وفد الجامعة لاحظ خلال زيارته إلى دارفور استتباب الأمن فى أراضيه، وقال إن دارفور تتجه وبقوة نحو الأمن الدائم بدلا من حالة الاضطراب التى شهدها سابقا. لو كان ما يسمى بالمجتمع الدولي نزيها ومنصفا لما قال شططا في درافور ولما اطلق العنان للمحكمة الدولية الجنائية ومدعيها ليحاول يائسا المس برمز سيادة هذا الوطن العريق.. بل لو أعمل العاقون من أبناء دارفور العقل لما حملوا السلاح ولما ظل ديدنهم التسكع في عواصم العالم يستجدون الفتات ويبيعون وطنهم بسعر بخس دريهمات معدودة.. كرامة نفر من أهل السودان أهدرت على أرصفة أجهزة المخابرات الدولية حتى وقع بعضهم في براثن الصهيونية العالمية بل وصل عبد الواحد محمد نور إلى درك سحيق عندما أخذ يفتخر بأنه زار (إسرائيل) وسيزورها مرات ومرات؟!!. مشكلة دارفور تحولت بفعل التضخيم والنفخ الإعلامي الموتور من مجرد مشكلة داخلية إلى أزمة عالمية تداعت لها الحكومات والمنظمات صاحبة النوايا السيئة كما تتداعى الأكلة على قصعتها.. ومثلما تشهد المنظمات الإقليمية مثل الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي بتحسن الأوضاع هناك يشهد شاهد من أهل النفاق الدولي بهذه الحقيقة.. بالأمس القريب شهد شاهد من أهل أمريكا على حقيقة المشكلة المضخمة.. صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية ذائعة الصيت نقلت في تقرير لها أن منظمات ونشطاء غربيين في مقدمتهم مايسمى بتحالف "أنقذوا دارفور" قد لعبوا دورا سلبيا في تضخيم أزمة دارفور لأسباب تتعلق بتوزيع الأموال المرصودة للأزمة والترويج للتحالف، الأمر الذي انعكس على إعاقة الجهود الإنسانية الإغاثية والتغطية على جرائم متمردي دارفور ونسب كل المشاكل لحكومة الخرطوم تحت مزاعم كاذبة عن إبادة جماعية. الذين لا يصدقون التقارير الحكومية ولا الإعلام في دول العالم الثالث لابد الآن وأن يصدقوا مثل تقرير كريستيان ساينس مونيتور.. رغم أن الفجوة الهائلة بين ما يفعله قادة الولاياتالمتحدة في العالم وما يعتقد الأمريكيون أن قادتهم يفعلونه، يعتبر واحدة من الانجازات الكبرى للدعاية التي تقوم بها الأسطورة السياسية المسيطرة. نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 16/2/2010م