زحف آلاف المصريين، أمس، إلى القصر الرئاسي في القاهرة، للمطالبة بإسقاط الإعلان الدستوري الجديد وحل الجمعية التأسيسية ورفض المشاركة في الاستفتاء على مشروع الدستور، وسط إجراءات أمنية مشددة، في وقت تظاهر الآلاف أيضاً من مختلف التيارات السياسية في ميدان التحرير للمشاركة في مليونية “الإنذار الأخير" التي دعت إليها أحزاب وقوى سياسية لنفس الغاية . وردد المتظاهرون هتافات “يسقط الدكتاتور"، و"عيش حرية إلغاء التأسيسية" و"قول ما تخافشي مرسي لازم يمشي"، و"يسقط يسقط حُكم المرشد" في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي . واستخدمت قوات الأمن الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين رشقوا بالحجارة مصابيح كبيرة على أبواب القصر، وحاولوا تجاوز الأسلاك الشائكة التي نصبت في محيط القصر لمنع اقتحامه، ما اضطر الرئيس مرسي إلى مغادرة القصر . وفي وقت لاحق، نفت وزارة الداخلية المصرية أن تكون قوات الأمن انسحبت من محيط الرئاسة المصرية بسبب المظاهرات حولها، أو أن يكون الرئيس محمد مرسي قد غادر القصر بسبب تلك المظاهرات . وقالت الوزارة، في بيان أصدرته عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) إن “أعداد المتظاهرين تزايدت بمحيط قصر الاتحادية، وتمكنت من رفع الأسلاك المحيطة بشارع الميرغني، والتزمت القوات بضبط النفس"، وأضافت أن قوات الأمن انتقلت ل"النسق الثاني" لتأمين مداخل القصر، مناشدة كل القوى السياسية والمشاركين في المظاهرات التحلي بالسلمية حال التعبير عن مواقفهم، وأكدت أن “رئيس الجمهورية غادر قصر الاتحادية في موعده عقب انتهاء عدد من المقابلات الرسمية" . وتصاعدت مظاهر الاحتجاج الأخرى، فإلى جانب التصعيد القضائي المتواصل، احتجبت صحف مصرية، أمس، عن الصدور، بعدما اكتسى صدر صفحات صحف متنوعة السواد أمس الأول، احتجاجاً على ما رأته من دستور يعمل على تكميم الأفواه، ولا يسهم في تعزيز مكتسبات حرية الرأي، لاسيما حرية التعبير بعد ثورة 25 يناير . ومن المرجح أن تتعاظم هذه الفاعلية مع احتجاج آخر ستلجأ إليه محطات فضائية اليوم (الأربعاء) بتسويد شاشاتها للأسباب ذاتها . إلى ذلك، انتقد شيخ الأزهر أحمد الطيب برامج (التوك شو) المصرية لعدم التزامها بضوابط الحوار، ووصف الكثير منها بأنه “ينطلق من مقدمات لا توصل إلى نتائج صحيحة"، معتبراً أن “هذا عيب في المقدم وفي المتحاورين" . وأكد أن “الحوار هو الحل للعبور بالوطن إلى بر الأمان، وهو الذي يخرج الأمة من الأزمات التي نراها في الساحة وكذلك حماية الشعب من التمزقات التي يحاول أن يروجها البعض" . مشدداً على أن الحوار منهج أصيل في الثقافة الإسلامية . المصدر: الخليج 5/12/2012م