كتبنا (بنقطة نظام) عدد أمس ان اليوم – أمس – الثلاثاء سيكون يوماً فاصلاً بالنسبة لاجتماعات الآلية السياسية الأمنية بين دولتي السودان وجنوب السودان والتي جرت خلال الأيام الماضية بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا تحت رعاية الوساطة الأفريقية بقيادة الرئيس أمبيكي.. وقلنا بالأمس ان احتمالات نجاح وفشل الرئيس تكاد تكون متساوية بنسبة 50% لكل. ومن خلال متابعتنا لسير المفاوضات الماراثونية والتي قادتها الوساطة مع الوفدين علي مستوي رئيسي وفدي التفاوض (السيدان إدريس محمد عبد القادر وباقان أموم).. ورئيسي الآلية الأمنية السياسية (وزيري الدفاع بالبلدين) فلقد نجحت الوساطة هذه المرة في وقت متأخر من ليلة أمس وأحدثت اختراقاً حقيقياً ساهم في تحريك جمود اتفاقيات أديس أبابا بإذابة جليد تنفيذ اتفاق الترتيبات الأمنية والحدودية بين البلدين وبذلك نستطيع أن نقول ان الاجتماع نجح هذه المرة بل حدد موعداً هو يوم 13 يناير المقبل لمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بأديس أبابا أمس بل ان الآلية عقدت ولأول مرة اجتماعاً مشتركاً بكامل عضويتها حيث شرح الرئيس أمبيكي ما تم الاتفاق حوله. ولقد تحصلنا علي معلومات مؤكدة عبر اتصالات بأديس أبابا في الساعات الأولي من صباح اليوم عن تفاصيل ما تم الاتفاق حوله بين الجانبين حيث وافق الطرفان علي (المصفوفة) التي قامت بوضعها الوساطة بعد أن وقفت علي الملاحظات المكتوبة من الوفدين حول مقترحاتها، و(المصفوفة) التي تمت الموافقة عليها تتضمن الانسحاب الفوري لقوات الدولتين علي طول الحدود وتفعيل آليات أمن الحدود وتشكيل لجنة مراقبة الحدود واللجنة الفاصلة ووضع التوقيعات الزمنية لعملية الانسحاب من المناطق المتنازع حولها. وبماء علي ما ورد (بالمصفوفة) فلقد تم تكليف وزيري الدفاع ورئيسي الأركان بالبلدين بتكوين لجنة مشتركة للإجابة علي كافة التساؤلات المتعلقة بفك الارتباط وإيقاف الدعم للمعارضتين المسلحتين بالبلدين وستقوم اللجنة برفع توصياتها للاجتماع القادم للآلية يوم 13 يناير المقبل بأديس. وتأكيداً لنجاح الاجتماع فقد تم الاتفاق علي بنود اجتماع يوم 13 يناير المقبل والذي يحتوي علي بندين.. الاول كما أوردنا يتعلق بالوقوف علي ما تم انجازه (بالمصفوفة) في الفترة من نهاية اجتماع أمس وحتي انعقاد الاجتماع المقبل بأديس، والبند الثاني سيناقش فك الارتباط وإيقاف الدعم والإيواء للحركات المعارضة المسلحة بالبلدين حيث سيقدم كل طرف تفاصيل ما أنجزه في هذا الصدد ما بين فترة انتهاء اجتماع أمس وانعقاد الاجتماع المقبل. نقطة النظام: وقد يتساءل متسائل.. كيف حكمتم بنجاح الاجتماع.. وقد تم تحديد موعد آخر مما يعني ان الاتفاقيات الثماني ستظل معلقة الي حين نجاح الاجتماع المقبل.. وربما يتساءل شخص آخر حول كيفية تنزيل هذه الاتفاقيات علي الأرض وليس الاتفاق فقط حولها علي (الورق) و(أضابير الملفات).. ولإجابتنا علي السؤال الأول نقول أننا حكمنا بنجاح الاجتماع لأن اجتماعي الخرطوم وجوبا لم يشهدا أصلاً انعقاد الآلية بل لم يتم الاتفاق حتي علي الأجندة بل أن جانب دولة جنوب السودان رفض مجرد النقاش حول فك الارتباط بين وقوات الجيش الشعبي بدولة جنوب السودان وقوات الجيش الشعبي بالنيل الأزرق وجنوب كردفان وقد اختلف الأمر هذه المرة وتم بناء علي المصفوفة تحديد مواقيت زمنية لتنفيذ كافة بنود الاتفاقية الأمنية علي الأرض بما فيها فك الارتباط، وكما قلنا بالأمس فإن الوفد السوداني أوضح في معرض رده علي استفسارات الوساطة حول المقصود بفك الارتباط بين الجنوب وقوات الحركة بالنيل الأزرق وجنوب كردفان هو تسريح أبناء المنطقتين التابعتين للسودان من جيش والقوات النظامية بدولة جنوب السودان علي النحو الذي فعله السودان مع أبناء الجنوب بالقوات المسلحة والنظامية إضافة لتشكيل آلية مشتركة للتأكد من عمليات التسريح بالدولتين. أما أجابتنا علي السؤال الثاني فهي أن المصفوفة بما تضمنته من مواقيت محددة فإن ذلك يعني إنزال هذه الاتفاقيات للتطبيق علي الأرض. أما السؤال الثالث هو .. هل يعني هذا الاتفاق البدء في تنفيذ بقية الاتفاقيات وعلي رأسها اتفاق النفط.. ونجيب ب(لا) و(نعم) في وقت واحد..(لا): لأنه بدون إكمال تنفيذ بنود الاتفاق الأمني فلن يتم تنفيذ أية اتفاقية أخري من الاتفاقيات الثماني.. ونقول (نعم) فإن الاختراق الايجابي الذي حدث بأديس أبابا أمس باجتماع الآلية السياسية الأمنية يعني وضع (الأرجل) في الطريق الذي يقود لتنفيذ الاتفاقيات الثماني. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم السودانية 19/12/2012م