لم يفتح إكمال مشروع تعلية الروصيرص في الموعد المحدد وافتتاحه بهذا الاحتفال البهي الأبواب إمام المال العرب للاستثمار في الزراعة فقط وإنما قلد السودان شهادة من رجل عرف بصدقه ورؤيته الثاقبة وهو الدكتور عبد الطيف الحمد المدير العام للصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي وهو يقول إن السودان يسير في الاتجاه الصحيح لتحقيق النهضة التنموية. ولا أظن ان هناك شهادة اصدق وأقيم من شهادة الدكتور عبد اللطيف الحمد الذي قبل ان يدخل تجربة تمويل سد مروي ويومها البلاد لم تخرج من دائرة الحرب ولكن عزيمة شباب سد مروي وصدق نيتهم جعل الصندوق يمضي في مضاعفة تمويله وينتقل من تمويل مشروع سد مروي الي مشروع التعلية ومن التعلية الي مشروع عطبرة وستيت. والذي ينظر لما تم في الروصيرص ومروي وحقول البترول الجديدة في مربع (17) وزيادة الإنتاج في المربعات القديمة في (6) و(4,2,1) ليس أمامه إلا أن ينطق بعبارة الحمد وبحمد لله ان لنا شباباً مثل شباب وحدة السدود ووزارة النفط. وهؤلاء ظلوا لأكثر من عشر سنوات يعملون في ظروف قاسية ولكنهم يتحملون كل ذلك من أجل ان تؤمن الكهرباء في كل بين من بيوت السودان ومن اجل ان يتوفر النفط للمزارع والمصانع وغيرها من الاستخدامات الاخري. لم يكن ميسوراً انجاز هذه المشروعات في هذا الزمن القياسي ولكن ما صعب عمل صدقت فيه النية زرنا مناطق السدود عشرات المرات وزرنا مناطق إنتاج النفط فما وجدنا هناك غير الكد والسهر شباب لم يعرفوا إلا التحدي وكان قدرهم ان تزودهم سنوات الجهاد الطويلة بالصبر والتفاني. لم ينظروا يوماً لما ينالهم من أمر دنيوي ولكنهم كانوا ينظرون الي اعلي فعلت همتهم وصفت نفوسهم فكان هذا الانجاز التاريخي أكثر من 3 مليارات متر مكعب تضاف الي مخزوننا من المياه و20 ألف برميل نفط يومياً تنساب في أنابيب البترول. ربما لن ينتبه عامة الناس الي الفوائد الآنية والمستقبلية التي حققها هذان المشروعات ولكن بالحسابات غير المعقدة يوفر هذان المشروعات علي الأقل في الوقت الحالي حوالي ال5 ملايين دولار يومياً نصفها كان يذهب لتغطية تشيل المحطات الحرارية في أوقات الذروة. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 3/1/2013م