في تصريح صحفي تحدث زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي عن ابن عمه مبارك الفاضل ولم تكن هذا المرة الأولى التي يهاجمه فيها وقال : هذه شخصنة مبارك خرج عن الحزب وكون حزبا ، وبعد سنتين من انضمامه للحكومة اعتبروه مضرا بهم وفصلوه ، وقالوا لناسهم ابتعدوا عن مبارك ، وبذلك أصبح لديه حزب مطرد من الحكومة ومستقل أيضا ، قرورا إن يحلوا حزبهم وبصورة فوقية ، وقال لنا نحن نريد العودة إلى حزب الأمة ، كونا لجنة مشتركة برئاسة شخصين ناقشوا التفاصيل ، تم الاتفاق إلا أن مبارك كان في الخارج وحينما عاد قال انه لا يرضى بهذا الأمر ، هو يريدنى أن احل أجهزة حزب الأمة وبموجب حلها نعمل (صبة)جديدة وقلت له إن هذا إلا مر غير مقبول ، وان الدستور الذي تريد تغيره لا يمكن أن يتغير إلا عبر المؤتمر العام، هو يعتقد اننى يمكن أن احل أجهزة الحزب طبعا لأنهم بحلوا ويربطوا على كيفهم وليس عبر الحزب ، ألان هو اشترك في مؤتمر كمبالا باعتباره شخصية مستقلة ، الذين مع مبارك جاءوني وقالوا لي إننا موافقون على دستوركم ونحن قبلناهم وسكنوا في الحزب . وهذا رأى الحزب وليس رأى الصادق ، ومبارك دخل في أعمال وتحالف أبعدته أكثر عن حزب الأمة ، بل هو فكر في التأمر وأرسل مذكرات فضحته ، ألان إن ترك مؤامراته حزب الأمة سيقيم الموضوع . بينما لازم الخفوت السياسي المتقطع الفاضل منذ إعلانه حل حزبه ،وكان مبارك الفاضل اعلن عن تأسيس حزب منفصل يسمى الأمة(الإصلاح والتجديد) وعودته للاندماج في صفوف الأمة القومي في فبراير من العام الماضي، تبدد على نحو جهير على يد زعيم حزب الأمة ، الذي صوَّب هجوماً هو الأعنف من نوعه على الفاضل منذ إعلان الوحدة بين الحزبين، متهماً إياه بالسعي لإحداث انشقاق جديد في الحزب، لصالح دولة أجنبية، وأنه يسير في خط مقاوم لخط الحزب، وأن ما فعله يصنف اختراقاً ونشاطاً تخريبياً، مؤكداً أن لجنة الضبط والمتابعة ستبت في عضويته، وهذا العيار الثقيل من الهجوم المهدوي على الفاضل جاء على نحو مباغت، ولكن المعلوم دون شك أن علاقة الرجلين اتسمت في بعض الأوقات بالعداء الذي يرقى لمرتبة الفجور في الخصومة السياسية، فليس من السهولة بمكان أن يتجاوز المهدي للفاضل انشقاقه عن الحزب. فيما أكدت مصادر أن مبارك الفاضل يقود تحركات لتكوين ذراع خارجي لحزب الأمة القومي مهمته تقديم نصائح للقيادة بالداخل. وطرح الفاضل ورقة توضح رؤيته لتشكيل الذراع الخارجي وأن ينعقد مؤتمر خارج البلاد تكون قاعدته من اصحاب مذكرة الألفية، وأشار الى ان مكان انعقاد المؤتمر دارت حوله خلافات لم تحسم فبينما اقترحت قيادات للحزب بالخارج عقده بالعاصمة الإثيوبية أديس ابابا أو اليوغندية كمبالا فيما اقترح الفاضل عقد المؤتمر بالقاهرة.وفى جولة خارجية للفاضل التقى خلالها بالمبعوث الأمريكي الخاص للسودان برنستون ليمان ومساعده لدارفور دان سميث بمباني وزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن حيث تطرق اللقاء إلى رؤية المبعوث الأمريكي للوضع في السودان التي تقدم بها في مطلع أغسطس الماضي بمعهد الأطلنطي بواشنطن. وأكد الفاضل للمبعوث الأمريكي أهمية أن تستوعب الإدارة الأمريكية أن الحلول الجزئية لن تحل مشاكل السودان بل ستقوم بتعقيدها أكثر من السابق فحثَّ الفاضل الإدارة الأمريكية على تبني خارطة طريق تمثل أصحاب المصلحة من الحركات المسلحة والقوى المعارضة والحكومة بالاتفاق على مرحلة انتقالية وتشكيل حكومة تدير وتشرف على تلك الفترة الانتقالية للخروج من الأزمة الحالية. وفى اتهامات موجهة مبارك الفاضل من قبل بعض الأوساط والدوائر الناشطة والفاعلة في حزب الأمة والمناهضة لعودة مبارك إلى الحزب، على النحو الذي جرى في الفترة الماضية، بينما ترى تلك الأوساط والدوائر المناهضة له ولعودته الى الحزب، انه انما ينشط على حساب الحزب ولصالح الحركة الشعبية التي ظل متحالفاً معها على المستوى الشخصي والموقف الفكري والرأي السياسي الخاص به، وبما يسمى بمجموعة الإصلاح التي يقودها في حزب الأمة، تجدر الإشارة إلى ان مبارك الفاضل كان قد روى إثناء الأجواء الخاصة بالتحضير لما يسمى بمؤتمر جوبا لقوى الإجماع الوطني الذي دعت له الحركة الشعبية واستضافت فيه بمدينة جوبا في سبتمبر 1010م القوى الوطنية الشمالية المعارضة للسلطة الراهنة الحاكمة آنذاك، القصة الكاملة من وجهة نظره لحكاية العلاقة بين حزب الأمة والحركة الشعبية من البداية الدافئة الى النهاية المتفجرة، للإعلان عن الانفصال بين الجنوب والشمال، والإقرار الرسمي لذلك، والاعتراف به على الصعيد الوطني الداخلي والمحيط الإقليمي والدولي على المستوى الخارجي. و قال مبارك الفاضل ان موقف الصادق العدائي من الحركة الشعبية سببه عداؤه الشخصي مع الراحل د. جون قرنق «نظراً لأن الحركة الشعبية وحزب الأمة من القوى السياسية الكبيرة، وكذلك نظراً لحالة الفتور والتوتر الذي يسود العلاقة بينهما منذ خروج حزب الأمة من التجمع الوطني الديمقراطي للمعارضة السابقة في المنفى، وأيضاً نظراً لحالة عدم الثقة بينهما في فترة الديمقراطية الثالثة الممتدة من عام 1985م ، وذلك بعد أن تكوّن وفد من الخريجين مثله من جانب الحركة الشعبية رئيس وفدها عضو القيادة العسكرية العليا حينها جيمس واني، إضافة للعضو المناوب في القيادة السياسية والعسكرية العليا د. لوال دينق، وعضو الوفد ماريو مورمور. ومن جانب حزب الأمة مبارك الفاضل المهدي الذي اتصل بقيادات الحركة الشعبية في إثيوبيا بعد أن خرج من السودان عقب الانقلاب العسكري والاطاحة بالحكومة المنتخبة عام 1989م، حيث طرح عليه التحالف الاستراتيجي كحد أقصى او التعاون والتنسيق كحد ادنى.. وبعد ذلك طلب مبارك حسب الإفادة التي ادلي بها من حزب الأمة موافقة مكتوبة وموثوقة باعتبار ان مثل هذه القضايا لا تقبل المغالطة على حد قوله. ويواصل مبارك الفاضل بقوله أنه تلقى حينها وثيقة مكتوبة من الحزب بخط الصادق المهدي وموقعة باسمه الحركي وهو «عبد الواحد»، مؤكدة في تلك الفترة مبدأ التحالف الاستراتيجي. ويضيف مبارك أنه بناءً على ذلك وقعنا أول مسودة لقاء سري مع الحركة الشعبية في ديسمبر 1989م، وقد اشتملت تلك الوثيقة على الدعوة لإسقاط النظام الذي أقامه الانقلاب العسكري على الحكم الديمقراطي في ذلك الحين واستبداله بنظام ديمقراطي آخر وصف الصادق المهدى ابن عمه القيادي المنشق عن حزب الامة آنذاك مبارك الفاضل المهدي، بأنه «شخص لديه مقدرة على التفرقة بين الزوج والزوجة في ليلة الدخلة»!!