اذا كانت للخارجية السودانية قائمة بألد اعداء السودان فإن منظمة (انقذوا دارفور) التي يتزعمها جيري فولر ستكون حتما على رأسها، ففولر ومنظمته المدعومة بقوة من اللوبي اليهودي داخل وخارج الولاياتالمتحدة هما اول من روج للابادة الجماعية في دارفور وأول من حبك القصص والرويات عن عمليات القتل الممنهجة التي قامت بها الحكومة السودانية في الاقليم. الاسبوع الماضي تسربت معلومات ان فولر يقوم بزيارة الى دارفور، فسارعت وزارة الخارجية على لسان الناطق باسمها معاوية عثمان خالد الى الاعلان بأنها على علم بزيارة فولر لاقليم دارفور، واضاف في تصريح بثته وكالة السودان للانباء ان رئيس منظمة انقذو ادارفور طلب زيارة السودان ودارفور دون أن يكون هناك تنسيق مع الحكومة وأشار إلى أن الحكومة ليست طرفاً في زيارته الحالية لدارفور ولكنه قال إن هذه الزيارة تأتي في إطار زيارة المنظمات المختلفة للسودان ودارفور وأكد أن الحكومة ليس لديها ما تخشاه أو تخفيه بدارفور ..وقال إن الترويج للحرب بالأقليم أصبح بضاعة خاسرة للمنظمة مشيراً إلى أن الحرب انتهت بدارفور وأعرب عن أمله أن تكون الزيارة الحالية للمنظمة فرصة لها للعودة إلى صوت العقل. ووجه خالد انتقادات شديدة اللهجة لمنظمة (أنقذوا دارفور) قائلا إن هذه المنظمة ظلت تلفق الأكاذيب عن السودان ودارفور دون دراية بما يدور على الأرض في الإقليم وبلا فهم لطبيعة الأحداث بالمنطقة، واشار الى أن تحالف (أنقذوا دارفور) ظل يعمل على تصفية خصوماته مع الحكومة عبر شعار -أنقذوا دارفور- الذي هو بعيد عن نشاط المنظمة. زار فولر في العام 2004م الحدود السودانية التشادية واطل على حدود دارفور دون رضاء الحكومة وهو ذات العام الذي اسس فيه مع آخرين منظمة انقذوا دارفور التي تضم الآن نحو (190) من منظمات المجتمع المدني ومعظمها مدعومة من اللوبي اليهودي ومقرها واشنطون دي سي، وفي العام 2008 اصبح فولر رئيساً لمنظمة انقذوا دارفور ومن ثم قاد حملة دعائية مكثفة حول ما اسماه الابادة الجماعية في دارفور والتي رصدت لها ملايين الدولارات. كان اول عمل كبير تقوم به منظمة (انقذوا دارفور) في عام 2005 اقناع الكونغرس بتسمية 15 - 17 يوليو عطلة نهاية اسبوع وطنية للصلاة والتأمل من أجل دارفور، وقد اعقبت هذه الحملة باطلاق موقع الكتروني وحملة بطاقات بريدية بعنوان (مليون صوت من أجل دارفور). والملاحظة الابرز هنا ان التراجع الكبير والمستمر في معدل الوفيات في بداية عام 2005 لم يكن له اي تأثير على تحالف انقذوا دارفور، بل انه كثف جهوده فاطلق في عام 2006 ما اسماها (الايام العالمية من أجل دارفور) بمهرجان في احدى حدائق نيويورك العامة، داعيا إلى تدخل الاممالمتحدة في دارفور، ووزع المنظمون آلافاً من الملصقات البرتقالية المرقمة من (1) إلى (400) ألف، حيث أن الاخيرة هي عدد من ماتوا في صراع دارفور كما حثت الشبان على حفظ الرقم الذي قدم لهم باعتباره هوية الشخص الذي قتل في (الابادة الجماعية) المستمرة، وبعد وقت طويل على صدور حكم مكتب المساءلة الحكومية على التقديرات المرتفعة للوفيات في داردفور في عام 2007 اشارت اعلانات ملصقة في حافلات نيويورك ومترو الانفاق ان آخر حصيلة للوفيات في دارفور تجاوزت ال (400) ألف وقد استجابت الولاياتالمتحدةوالاممالمتحدة لهذه الضغوط واذا كان ائتلاف انقذوا دارفور يواصل تسمية ذلك ب (الابادة الجماعية المستمرة)، فان فرق الاممالمتحدة واصلت الاعلان بأن دارفور (أسوأ كارثة انسانية في العالم). لكن هذه المزاعم لم تثبت صحتها اذ كشفت تقارير امريكية أن منظمات ونشطاء غربيين في مقدمتهم تحالف (أنقذوا دارفور) «لعبوا دوراً سلبياً في تضخيم أزمة الإقليم لأسباب تتعلق بتوزيع الأموال المرصودة للأزمة والترويج للتحالف»، ما انعكس على «إعاقة الجهود الإنسانية الإغاثية والتغطية على جرائم متمردي دارفور ونسب كل المشاكل لحكومة الخرطوم تحت مزاعم كاذبة عن إبادة جماعية». واتهم الباحث مارك جوستافسون المتخصص في شؤون السودان بجامعة أوكسفورد تحالف (أنقذوا دارفور) الذي ظهر في صيف 2004 ب «الترويج في الصحف الأمريكية لمزاعم عن إبادة جماعية في دارفور وقصص فظيعة عن الاغتصاب والقتل، لتحقيق هدف إعلامي فقط هو العلاقات العامة لصالح هذه المنظمة التي اعلن زعيمها فولر التنحي عن منصبه الشهر المقبل». نقلا عن صحيفة الراي العام السودانية 21/2/2010م