لم يعد الأمر سراً فهل أراد الغرب اللعب علي المكشوف وإبطال مفعول سياسة الباب الموارب والدعم من تحت التربيزة التي كان ينتهجها في دعمه للحركة الشعبية بشقيها الجنوبي والشمالي ان الأخبار التي رشحت عن تخصيص الاتحاد الأوربي والولاياتالمتحدةالأمريكية 24 مليون دولار لدعم النشاط السياسي والعسكري لقطاع الشمال بجانب دعم المؤتمر العام للحركة الشعبية بجنوب السودان وبعض الجيوب داخل الحدود بل ان الجنوبيين تحدثوا عن توريد المبلغ بالفعل لحسابات الحكومة هناك بأحد المصارف الكينية لابد ان تكون هناك تفسيرات ومسببات لهذا الدعم العلني الذي طارت به الميديا ووكالات الأنباء العالمية ولم يعد خافياً علي احد كما انه علي حكومة الجنوب الا تجنح بعد اليوم للإنكار والنفي لا علي استلامها للدعم ولكن علي عد إيفائها بمتطلبات قمة البشير سلفاكير التي نصت علي فك الارتباط بينها وقطاع الشمال ان الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوربي والنرويج وبالتزامها علي تقديم الدعم بواسطة بعض المنظمات الإنسانية وبعض النشطاء المهتمين بالسودان وحرصها المتواصل علي إسقاط نظام البشير وإنها لا تنشط في الملف السوداني الجنوبي إلا لتضغط علي الخرطوم بدليل ان عصاها الغليظة ظلت تهوي علي ظهر الإنقاذ منذ ان بلغت الأخيرة دست الحكم في العام 89 علي الرغم من التنازلات العديدة التي تبذلها الخرطوم في هذا الشأن ولم تغادر هذه العلاقة العدائية أبدا محطة الكيد والأطماع الأوربية ضد السودان. أي حديث بعد ذلك عن فك الارتباط بين الحركة الحاكمة في الجنوب وقطاع الشمال يغدو بمثابة ذر للرماد وكذبة كبري وهذا ما أكده الأكاديمي الجنوبي جون اكوير عندما قال ان مشاركة قطاع الشمال في المؤتمر العام للحركة الشعبية تؤكد ان فك الارتباط لم يتحقق وهذا يشير حسب اكوير الي ان الحركة الشعبية لا تزال موحدة في السودان وجنوب السودان علي مستوي ميزانيات الجيش وفي العلاقات الخارجية مشيراً الي ان كثير من الدول الأوربية تتعامل مع الحركة الشعبية باعتبارها كيانا موحداً في الشمال وفي الجنوب ومع ذلك تنشط حكومة الخرطوم في عقد جولات التفاوض وبصورة راتبه بأديس أبابا دون ان تجني ثمرات الرهق والتسفار الممل رغم نبرات التفاؤل التي تظل التصريحات الحكومية التي تكرر باستمرار ان الحركة وعدت بفك ارتباطها بقطاع الشمال ليأتي تصريح اكوير الصادم ليؤكد ان الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب وقطاع الشمال يصرفان من جيب واحد كأنما تريد ان تؤكد لمن يريد توكيدا بان أي حديث عن فك الارتباط ما هو إلا حديث عن فصل تؤام سيامي ملتصقين في كل الأعضاء الحيوية وان أي عملية جراحية معقدة لن تفلح في ذلك دون ان تضحي بأحد التؤامين وحكومة الجنوب علي ما يبدو ليست مستعدة لتقديم هكذا تضحية وكي تمضي ابعد من ذلك هاهي التسريبات الإخبارية تتحدث عن شروع الحركة الشعبية قطاع الشمال في إنزال موجهات المؤتمرات التي تسبق انعقاد المؤتمر العام للحركة الشعبية حيث وجه القطاع المكاتب الخارجية اختيار ممثلية للمؤتمر العام كما شملت الموجهات توجيه اللجنة القانونية بمراجعة صياغة المنفستو الي جانب توجيه القيادات العسكرية بتصعيد الأعمال العسكرية في المرحلة المقبلة الي جانب تنظيم حملات تعبوية في البلدان الأوربية وكندا مناهضة للحكومة السودانية حكومة الخرطوم مطالبة بتكتيك سياسي جديد يستوعب هذه المتغيرات القديمة الجديدة والاستعداد الي جولة جديدة من التصعيد السياسي والعسكري بهذا ابتدر المحلل السياسي معاوية نصر وقال ل( الوفاق ) تخطئ الحكومة ان هي ظنت ان جولات حوارها ستفضي الي نتائج ملموسة مستشهداً بانهيار مفاوضات أديس الأخيرة وتعنت الحركة في تنفيذ مخرجات قمة البشير سلفاكير معتبراً الرهان علي وعود الحركة هو بمثابة الرهان علي حصان أعرج مطالبا الحكومة الانكفاء علي محيطها المحلي والتفرغ لمشكلات الناس الحياتية لان ذلك سيوفر لها سنداً شعبياً خالصاً يمكنها الاتكاء عليه ودونكم ملحمة استرداد هجليج حسب قوله. نقلا عن صحيفة الوفاق 22/1/2013