الدعوة التي أطلقها الدكتور كامل إدريس لتحريك ملف حوار الداخل بين القوي السياسية خطوة موفقة في الاتجاه الصحيح للخروج من كل أزمات هذا البلد المنكوب بعقوق بعض أبنائه من الضالين والمضلين. لماذا تفتح الحكومة أبوابها باستمرار ومنذ سنوات للمبعوثين والوسطاء الأجانب للتدخل في شؤون بلادنا وحشر أنوفهم المتسخة في ما لا يعنيهم بل والإفتاء في قضايانا وإصدار الأحكام فيها؟! أليس الأولي والاجدي ان نتيح الفرصة تلو الاخري لعقلاء وحكماء وكبار البلد للتوسط بين فرقاء السياسة السودانية دون حاجة الي دخلاء وعملاء أفارقة كانوا أو غربيين؟! ان مبادرة الدكتور كامل إدريس رئيس منظمة الملكية الفكرية العالمية السابق ورئيس محكمة التحكيم الدولية والمرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية في العام 2010 للجمع بين السيدين الإمام الصادق المهدي والشيخ حسن الترابي في داره العامرة بضاحية الرياضبالخرطوم قبل أيام لهو بلا شك جهد سياسي يستحق عليه الإشادة والإشارة والتحفيز لبذل المزيد من الجهد لإزالة ما علق بالنفوس أولا بين رموز الحكم والمعارضة في السودان. لو ان رجالا حول الرئيس ساعدوا هذا الرجل وفتحوا له صوالين قصر الضيافة الرئاسية كما يفعلون مع امبيكي وصحبه وأمثاله لكان ذلك انفع للبلاد والعباد وللحزب الحاكم قبل بقية الأحزاب كيف؟! الآن.. رعناء السياسة في السودان يتجهون نحو كمبالا سراً وعلانية للظفر بقاء عقار ومناوي ومبارك الفاضل والتوم هجو ولا ندري هل تتبع هذه اللقاءات لقاءات أخري مع مسؤولين يوغنديين سياسيين واستخباراتيين أم لا!! اتجاه البوصلة السياسية يشير الي مدينتين لصنع الفعل ورد الفعل هما كمبالا وأديس أبابا بينما تقف الخرطوم حائرة ومترددة تنتظر الأحداث والاتفاقيات ونقض الاتفاقيات من خارج الحدود!! رجال حول الرئيس ينبغي ان يفكروا كثيراً ويتونسوا قليلاً هذه الأيام..!! هم في حاجة ماسة الي قلب الطاولة علي عصابة الجبهة الثورية الذين كلما حل عليهم ضيف جديد ضهبان من الخرطوم مثل صاحبنا الكودة احتفوا به ثم ذهبوا به الي منصة بائسة كتبوا عليها توقيع فلان الفلاني علي ميثاق الفجر الجديد) !! ثم تركوا له مساحة إنكار التوقيع أو إطلاق توضيحات يبين من خلالها انه وقع علي كذا ولم يوقع علي كذا..؟! وهذه التوضيحات لا تهم الفريق عقار ما يهمه فقط هو التقاط صورة تذكارية وتوثيقية للموقعين علي ميثاق المبعوث الأمريكي برينستون ليمان صاحب الفكرة والمشروع !! غير ان إثراء صالون قصر الضيافة بالحوار والمقابلات الاستثنائية مع السيد الصادق المهدي ومولانا الميرغني ومحمد مختار الخطيب سكرتير الحزب الشيوعي وفاروق أبو عيسي رئيس هيئة التحالف ومنصور خالد بكل تاريخه وفكره السياسي وقادة البعثيين والناصريين إضافة الي حركة التحرير والعدالة بقيادة التجاني السيسي هذه المقابلات ستغير بالتأكيد اتجاه البوصلة ناحية الخرطوم لتصبح هي صانعة الفعل والأحداث. أما اللقاء (الحلم) بين البشير والترابي فانه سيكسر البوصلة وسينسف ويخسف والي الأبد بأقزام السياسة في الجبهة الثورية وينهي أكذوبة قطاع الشمال وتهدا بعدها عمليات الحركة الأهم العدل والمساواة فما الدكتور جبريل إبراهيم إلا تلميذاً من تلامذة الشيخ ما زال يدين له بالولاء والعاطفة وان تعالت أصوات الجهويات والقبليات وتحجرات المرارات القديمة. آمين. نقلا عن صحيفة المجهر 6/2/2013