خبر الزيارة السرية لوفد حركة العدل والمساواة الى كمبالا سيتي الاسبوع الماضي الذي تسرب للصحف امس الاول وكشف عن بداية اتفاق عسكري وسياسي بين الحركة والحكومة اليوغندية بعد ما اوصدت الابواب في وجه خليل ا براهيم فيما يشبه الرمي من النافذة عقب طرده من انجمينا في مايو المنصرم والوعود التي اطلقها القذافي للخرطوم بعد زيارة الرئيس البشير لطرابلس خلال هذا الشهر باطلاق يده والسماح له بممارسة اي من النشاطات المعادية لها بل وامكانية التخلص منه ولكن ليس على طريقة انجمينا تلك اعادت تلك الزيارة السرية لكمبالا الى واجهة الاحداث علاقات يوغندا مع السودان. ...... واعادت مسار العلاقات بينهما الى اسفل والتي ظلت تتخذ طريقا ملتويا وفقا للاحداث وسخونة الملفات والخرطوم تحتفظ في ذاكرتها بالكثير من المواقف غير الطيبة لكمبالا تجاهها، كان آخرها إصدار الاخيرة لبيان عادت وانكرته قالت فيه انها لن توجه الدعوة للرئيس البشير لحضور قمة الاتحاد الافريقي التي انعقدت بها قبل شهرين. وردت عليها الخرطوم بقوة عجلت بارسال كمبالا لمبعوث خاص لدعوة البشير مع الاعتذار لما بدر من خشونة في ذلك البيان. وكان يمكن ان تكون كمبالا اقرب الى الخرطوم بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل بحكم انها احتضنت اول لقاء جمع بين البشير والراحل جون قرنق في يوليو 2002م كنتيجة مباشرة لتوقيع البروتكول الامني بين الطرفين وانشاء لجنة وزارية مشتركة نجحت في ابرام اتفاقيات اقتصادية وتجارية الا ان ذلك لم يستمر طويلا، اذ جددت كمبالا اتهاماتها للخرطوم بدعم جيش الرب المتمرد عليها كما ساقت اتهاما آخر بأن مليشيا مسلحة تابعة للجيش قتلت جنودا يوغنديين وهذا مانفته قيادة الجيش بالخرطوم وطوال العشرين عاما الماضية ظلت العلاقات بين الطرفين في خانة التوتر والبحث عن المتاعب يرى مراقبون ان ذلك يعود الى الايدولوجية التي تحكم البلدين وهي على طرفي نقيض. فبينما ترفع الخرطوم لواء الاسلام في افريقيا يطرح موسفيني نفسه مناهضاً لذلك التيار الاسلامي المتمدد مما يجعله في حالة بحث دائم للاسباب والحجج التي تجعله في مواجهة الخرطوم وفي جرد حساب لتلك العلاقة فانها تعج بالملفات الملغومة على رأسها موقف كمبالا المؤيد والداعم لانفصال الجنوب في الاستفتاء المقبل على خلاف كل دول الجوا، الامر الآخر مساندتها للمحكمة الجنائية الدولية وكان لويس مورينو اوكامبو في محاضرة القاها في بروكسل قال ان موسفيني اخبره ان ما يحول دون القبض على البشير انهم رجال قبائل واذا ساعد في القاء القبض على البشير هذا سيحرجه امام قبيلته وملف آخر يثير ازمة مكتومة بين الخرطوم وكمبالا وهو ملف مياه النيل الذي تقف فيه الخرطوم بجانب القاهرة ضد كمبالا وحلفائها في هذا الملف. واعتبر معتصم احمد الحاج المحلل السياسي ومدير معهد محمد عمر بشير للدراسات السودانية بجامعة ام در مان الاهلية ان دعم كمبالا لحركة العدل والمساواة كرت تريد ان تحقق به مصالح استراتيجية، ويوغندا ليست بعيدة عن دارفور كما هو متصور فجيش الرب المعارض لحكومة موسفيني يتحرك بحرية الى ان وصل الى تخوم دار فور وبالتالي تريد كمبالا ارسال رسالة مفادها المعاملة بالمثل في ظل الثأر اللا منتهي بين كمبالا والخرطوم، الا ان البروفيسور حسن علي الساعوري استاذ العلوم السياسية بالنيلين قال ل(الرأي العام) في الغالب ان مجمل وعود تلك الزيارة لا تعدو كونها محطة للتدريب والتجميع والانطلاق الى محطات أخرى تحقق عبرها العدل والمساواة اهدافها مثل الكنغو وافريقيا الوسطي. ويتفق الساعوري ومعتصم على ان ليوغندا تجربة في دعم الحركة الشعبية لتحرير السودان ولها امكانية في توفير الدعم اللوجستي وخلق علاقات دولية لها وهذا مايكشفه الاستقبال للحركة والترحيب بكمبالا، واعتبر الساعوري ان ذلك حدث نتيجة إغراء، وذهب معتصم الى ان المعارضة بالخارج في محصلتها النهائية تُستخدم من قبل قوى خارجية تتقاطع مصالحها معها وبالتالي تصبح جزءاً من أدوات الضغط.