تناقلت بعض وسائل الاعلام العالمية معلومات مفادها ان الإسلاميين المتشددين من جماعتي «انصار الدين وحركة التوحيد والجهاد» الماليتين والذين كانوا يسيطرون علي بعض المناطق في شمال مالي وجنوبالجزائر قبل عامين قد فروا من وطيس الحرب الضارية التي يقود قتالها السلاح الجوي الفرنسي وقوات الجيوش المشتركة البرية من مالي و فرنسا وتشاد والنيجر الي بعض المناطق في اقليم دارفور بعد ان تكبدوا خسائر كبيرة، وقالت عائشة البصري الناطق الرسمي باسم بعثة اليوناميد في اتصال عبر الهاتف مع «الصحافة» ان الحديث عن وجود جماعات مالية في دارفور لم يتحقق بعد، وأضافت البصري «المعلومات عن وجود هذه الجماعات سمعناه من بعض التقارير الاعلامية من بعض الوكالات ولكن حتي الان لم يتحقق ولم يتأكد لاجهزة قوات البعثة المنتشرة في اقليم دارفور من وجود هؤلاء الجماعات». بينما يقول يعقوب الدموكي الامين العام لوزارة الاعلام والثقافة بالسلطة الاقليمية لدارفور ل«الصحافة» ان الحديث عن وجود مقاتلين ماليين في دارفور مستبعد، واعتبر الدموكي ان الحديث الذي روج له بعض قادة الحركات غير الموقعة علي عملية السلام في دارفور بوجود مقاتلين ماليين من الإسلاميين المتشددين في دارفور فارين من الضربات الجوية والبرية التي اكتسحت مواقعهم، هو مجرد اجتهادات ومحاولة لتسليط الضوء علي الوضع في دارفور لتحقيق مكاسب، واضاف»لا يوجد ما يثبتونه علي ارض الواقع في دارفور» ، وأوضح محدثي ان السلطة الاقليمية بالتعاون مع اجهزة البعثة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي «اليوناميد» ولاجهزة الامنية في ولايات دارفور منذ ان سمعوا بهذه المعلومات ظلوا يتابعون الوضع عن كثب من اجل التحقق ما اذا كانت هناك جماعات مالية دخلت الي اقليم دارفور ام لا ، وزاد الدموكي «حتي الان لم ترد لهم معلومة مؤكدة تشير او تؤكد صحة هذه المعلومات المتناقلة عن وجود ماليين في دارفور». بيد ان الدكتور التجاني علي حامد أستاذ العلوم السياسية بجامعة ريدنق البريطانية قال انه لا يستبعد دخول بعض الجماعات الإسلامية من مالي الي اقليم دارفور في ظل الظروف الامنية الحالية التي يعيشها اقليم دارفور واوضح ان السحنات السكانية والمكونات الاجتماعية في مالي والسودان وتشاد والنيجر تتشابه الي حد بعيد، مشيرا الي ان كثيرا من القبائل منها اولاد كانو واولاد جنوب وأولاد جلول والمحاميد والطوارق وغيرها من القبائل المالية التي يقع حولها صراع الإسلاميين الماليين هي نفس القبائل الموجودة في دارفور في السودان، مبينا ان هذه القبائل كان تواجدها في دارفور قليلا جدا ولكن بعد اندلاع الأزمة السودانية في دارفور توسعت وحدث لها وجود اجتماعي كبير في كل من السودان وتشاد والنيجر ومالي واصبح لها نفوذ سياسي واطماع في كل هذه البلدان، وقال لا توجد حدود دولية بين السودان. وكانت وكالات اعلامية غربية نسبت لعبد الواحد محمد نور زعيم حركة تحرير السودان المتمردة التي تقاتل حكومة الخرطوم قوله انهم شاهدوا مجموعة من الإسلاميين دخلت دارفور، وقال عبد الواحد: لقد شاهدناهم، واضاف بعد هزيمتهم انسحبوا من هناك وجاءوا ليجعلوا من منطقة جبل مرة التي نسيطر عليها مركزا لهم، وان الإسلاميين الفارين من مالي وصلوا الى المنطقة، واوضح نور ان «مئات» الماليين وصلوا دارفور لكنه لم يحدد نور عن انضمام المقاتلين الإسلاميين للجيش السوداني الذي يقاتل الحركات المتمردة في دارفور من ضمنها حركة عبد الواحد نور، فيما يري دكتور التجاني علي حامد ان المقاتلين الماليين اذا وصلوا الي دارفور يريدون ان يكونوا في حالة هدوء ويضطرون الى بيع ممتلكاتهم والدخول في حياة جديدة وبشكل افضل ريثما تعود له الحالة الطبيعية. ولكن محدثي لم يؤكد ان الجماعات التي فرت الى دارفور من جماعة انصار الدين او الجهاد والشريعة. وكانت الجماعات الإسلامية قد سيطرت على جزء كبير من الاقليم الشمالي للصحراء المالية وجنوبالجزائر العام الماضي واستولت علي مدينة غاو وهدمت كل الاضرحة وفرضت احكاماً شبه شرعية ، واثارت قلق المجتمع الدولي من انتشار جماعات التطرف في شمال افريقيا وعندما بدأوا في التمدد الي الجنوب في مالي تدخلت فرنسا لايقاف التقدم جنوبا تساندها القوات النجرية والتشادية والمالية، بعد مخاوف سيطرتهم على العاصمة المالية باماكو ، مزودة باحدث آليات القتال الحديثة وخاضت قتالها مع المتشددين الإسلاميين لتستطيع طردهم من كل المناطق التي كانوا يسيطرون عليها فيفروا الي مناطق ترجح مصادر ان الجماعات اختفت في اتون بلدان عديدة مجاورة الي مالي ، و يقول التجاني «الماليون لا يعرفون الا بطريقة تكلمهم»، واضاف اذا وصلوا دارفور ليلا او نهارا لا يوجد الان من يمنعهم وبصورة قاطعة، ولكن عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان يقول ان مجيئهم لمنطقة دارفور و جبل مره ومحلية كتم وكبابية سيفاقم الوضع الامني او أي منطقة اخري واقعة في دارفور، واعرب نور عن مخاوفه من دخول جماعات آخري من المتشددين الي البلاد الذين سيختفون في المناطق البعيدة وغير المأهولة وسيبقون على الارجح لفترة كامنين . نقلا عن صحيفة الصحافة السودانية 11/2/2013م