إنجاز آخر ومن الوزن الثقيل ،إقليميا ودوليا، تحققه القيادة القطرية، ممثلة في حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، بحكمة وحنكة واقتدار قَلّ نظيرها، بتوقيع الحكومة السودانية وحركة «العدل والمساواة» الدارفورية على اتفاق لوقف إطلاق النار، تمهيدا لانطلاق مفاوضات مباشرة لطي صفحة «الحوار العسكري» نهائيا إلى غير رجعة، والاحتكام إلى «الحوار السلمي» لإعادة الشراكة بين أبناء الوطن الواحد في نسج سلام دارفور. ويمثل هذا الاتفاق التاريخي، الذي كان أملا سودانيا وعربيا وإفريقيا، وقد تحقق بفضل الوساطة القطرية الدؤوبة والصبورة، دليلا آخر على الحنكة والدبلوماسية الراقية اللتين تعتمدهما القيادة القطرية في معالجة الإشكالات والعقبات لتذويب المسافات بين الأفرقاء، وفي القدرة على الإقناع بأن طريق الحوار والتفاوض من أقصر وأفضل الطرق لوصول كل طرف إلى ما له وما عليه، وهو الخيار الأسلم والأهم والقادر على الدوام بترسيخ الشراكة في بناء الأوطان وإعادة الإعمار وأساس التعايش السلمي بين كافة الأطياف. هذا الاتفاق بين الحكومة السودانية وحركة «العدل والمساواة»، والذي جاء ثمرة ناضجة لجهود مضنية بذلها الوسيط القطري، يشكّل نقطة تحول أساسية ومفصلا تاريخيا استراتيجيا في مسيرة السودان السلمية والتنموية والديمقراطية الناشئة، مثلما هو إضافة وقيمة إلى قائمة إنجازات دولة قطر التاريخية وشهادة أخرى على قدرتها الفائقة في الإقناع وتقريب الأفرقاء خطوة خطوة نحو منتصف الطريق لنقل الصراع من صراع عسكري الطرفان فيه خاسران، إلى حوار يعتمد على الحجة والبرهان للخروج من عتمة الخلافات إلى نور المصالحة والسلام والشراكة. المصدر: الوطن القطرية 24/2/2010