المعركة حول الرجل الذى وحده دون غيره يستطيع ان يجمع مابين الصندل والطرور فى هذه المرحلة ، هكذا نسمى الأشياء باسمائها ، عجيب أمر حزب السيد الحبيب الامام الصادق المهدى فهو يعد الآن لخروج جديد ، هذه المرة الحجة هى كيف يجمع تحالف المعارضة بين الصندل والطرور او كيف يتساوى الصندل والطرور ، اذا هى قصة قديمة قى ثوب جديد ، موضوع الاوزان كان سببا فى خروج حزب الامة من التجمع بارادته ولم يتم اقصاؤه والمؤامرة الوحيدة التى تمت كانت من صنع اطراف فى وفد حزب الامة وقتها، الوحيد من اعضاء وفد حزب الامة الذى لم يكن مشاركا فيها هو الامير الحاج نقد الله شفاه الله ، كيف لاتكون مؤامرة من عناصرحزب الامة نفسه والفاكس الذى أرسل بتوقيع السيد / مبارك الفاضل مطالبا الوفد بالانسحاب يصل الى مكتب السيد رئيس التجمع مولانا محمد عثمان الميرغنى ، كنت أجلس الى جوار الأميرنقد الله عندما أرسلت ورقة صغيرة من أحد اعضاء وفد حزب الامة المشاركين فى المؤتمر للامير الحاج نقد الله وهو كان واقفا يتحدث ، وكان الغرض ان يتسلمها أثناء حديثه و يعلن انسحاب حزب الامة من التجمع ، ولم يتم الامر وقتها بالكيفية التى رسمت له ، و لم تفلح رجاءات كل احزاب التجمع وقتها فى اثناء حزب الامة عن الانسحاب من مؤتمر التجمع ، حيث ان ارانب جيبوتى كانت على وشك النضوج ! بعد انفضاض مؤتمر مصوع استمر حزب الامة فى تجمع الداخل الى أن ظهرت أفيال جيبوتى وانتهى الكلام عن جدوى بقاء حزب الامة فى تجمع الداخل ، ليس لدينا شك فى أن حزب الامة هو حزب كبير وقاعدته الجماهيرية منتشرة فى بقاع السودان المختلفة ولكن هذه الكثرة التى لم نرها فى نشاطات المعارضة من ندوات و مسيرات و مظاهرات ، و على الراجح انها مدخرة ليوم انتخابات ، فمكانها الانتخابات وصناديق الاقتراع ،بعد ان تنجز المعارضة التغيير سلماً او حرباً. لا يختلف اثنان فى ان السيد الحبيب الامام يجتهد و ينتج الافكار و يرمى بالكثير من الامثال و بعضها قد يجد الاستنكار و يقابل بالاشمئزاز كقوله ( ديل بلعوا حراساتن ) ، و منها بالطبع ما يجد الاستحسان ، و هناك فرق بين ان يسخر الامام و بين ان يسقط عبد الجليل ، فما قاله السيد عبد الجليل الباشا يعتبر سقطة سياسية مدوية، فاذا كان الاستاذ عبد الجليل الباشا لايستطيع ان يميز بين احزاب البعث فى التحالف ، فكيف يستطيع ان يميز بين احزاب الامة ( الاصلاح والتجديد ، التيار العام ، القيادة الجماعية ، الفدرالى و القومى ... الخ احزاب الامة ). قال الاستاذ عبد الجليل الباشا إن عضوية حزب البعث السورى لاتملأ حافلة ، فكيف يترك حزب الامة التحالف بسبب حزب لا تملأ عضويته حافلة؟ !! الا ان كان اصلاً قرر الخروج و( عاوز ليه سبب ) و( المتحايل تبكى الريشة ) ، و ماذا اذا لم تستجب قوى التحالف الى نظريته للحل حيث قال ( يا نحنا يا حزب البعث السورى ) ، و اين هى الممارسة الديمقراطية و احترام الآخر فى رأى الاستاذ الباشا اذا كان يشترط لبقائه فى التحالف ان يقوم التحالف باخراج حزب البعث ، واين هى تقاليد العمل المشترك ؟ دائماً ما يكون تبرم وضيق حزب الامة بتحالفات يمضى فيها سنين طويلة مؤشراً لرائحة تسوية فى الطريق ، هكذا تذهب تحليلات المراقبين ، اذاً على الجميع ان يترقبوا شيئاً من هذا فى الايام القادمة. اذا لماذا يطالب حزب الامة حزب المؤتمر الوطنى بالا يتحجج بأكثريته وأنه صاحب الاغلبية ، ولماذا يريد من حزب المؤتمر الوطنى ان يتنازل عن ( شرعيته الانتخابية ) ، و يوافق على حكومة انتقالية يشارك فيها ( القليل من الصندل والكثير من الطرور) و هى احدى اطروحات حزب الامة للحل و هى التى تقول بتغيير لا اسقاط النظام ، المهم الاعتبار مما حدث وان يفتح الباب لمناقشته بصراحة ووضوح فى اطار المسؤولية الوطنية و التأكيد على وحدة المعارضة ( صندلاً و طروراً ) و الا تنشغل اطراف المعارضة بالخلافات الجانبية وان تتجه للاتفاق حول القضايا الرئيسية ، وان تمارس قوى المعارضة فضيلة النقد و النقد الذاتى و تتجه الى تجويد و تحسين ادائها املاً فى اقناع المواطن بمشروعها للتغيير. *الطرور : قطع من خشب ( العشر) تربط بشباك صيد السمك لتجعلها طافية فوق سطح المياه. نقلا عن صحيفة الصحافة 27/2/2013