بنظرات ثاقبة وفكر وتركيز وحذر شديدين يتأهب رئيس وأعضاء الآلية السياسية والأمنية المشتركة للعودة إلي المائدة المستديرة فكلا الطرفين السوداني والجنوبي سوداني يحزم آخر أوراقه مستعداً لجولة أخري من التفاوض عبر الآلية الأرفع بين البلدين وهي الآلية السياسية والأمنية المشتركة ومنوط بها العودة إلي طاولة التفاوض بدعوة من الوسيط الأفريقي امبيكي بعد غياب زاد علي الشهر دولة الجنوب الوليدة برغم سوء الأحوال فيها وتدني ظروف كل شئ إلا أنها مازالت تدعم وترعي الحركة الشعبية قطاع الشمال وتقدم لها كافة أشكال الدعم بالأمس القريب تسللت مجموعة من المتفلتين تنتمي لما يسمي بالجبهة الثورية من دخول الأراضي السودانية وقد تم تزويدها وإمدادها وتحركت بمباركة دولة جنوب السودان التي تبدي استعدادها دائماً لإرسال ودعم المزيد. قواتنا قامت برصد تحركات هذه القوة المتمردة فتتبعتها واشتبكت معها في قرية ود بحر بمحلية ود بندة بولاية شمال كردفان حيث أدت الاشتباكات إلي هلع وذعر الآمنين وقد كانت هذه المجموعة أثناء تحركها تقوم بعمليات سلب ونهب المواطنين الذين تمر بمناطقهم وهذا هو دأب ونهج كل الذين حملوا السلاح بدعاوي الحريات ورفض التهميش وليس هذا هو الواقع بل الواقع أن تلك الجماعات المتمردة تريد سرقة أموال الدولة أو أموال الغير من المواطنين والبسطاء بدون وجه حق لقد كبدت القوات المسلحة المتمردين خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات واستولت علي كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة كما استولت علي ست عربات مسلحة وتعقبت فلول المتمردين الذين فروا تجاه ولاية شمال دارفور دولة الجنوب تتعامل بلا رشد أمني أو سياسي بينما الأنظار تتجه ناحية العاصمة أديس أبابا والكل يحلم بجوار آمن يراعي كل طرف فيه مصالح الآخر تقوم الدولة المستغرقة يهودياً بدعم وتمويل وإرسال وإيواء ما يسمي بالجبهة الثورية في تصرف أشبه بالسمج خصوصاً وانه قبل يومين من موعد التفاوض هل هذا لقياس رد الفعل السوداني ومعرفة ما إذا كان السودان سيعلق التفاوض بناء علي الأعمال العدائية أم إن السودان حكومة وشعباً تسيطر عليهم الرغبة العظيمة لعودة التفاوض وعودة تدفق النفط وبالتالي عودة الدولار؟ هذه الدولة الوليدة أكثر تقزماً وجوعاً وفقراً ومرضاً من إن تفكر علي هذا النحو هنالك بالتأكيد من يفكر لهذه الدولة وتبقي الجولة القادمة مع أحلام الجوار الآمن فهل سيسمح العقل الذي يفكر لأبناء دولة جنوب السودان من التوصل لحلول. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم السودانية 5/3/2013م