أعلن الجيش على لسان الناطق بإسمه العقيد الصوارمي خالد سعد بأن القوات المسلحة تصدت لقوات من حركة خليل بمنطقة كركدى وأم شويكة والتبون بجنوب كردفان مؤكدا أن الجيش كبد القوات المعتدية خسائر عبر تدمير (25) عربة مسلحة وقتل أكثر من (50) جنديا وأعدادا كبيرة من الجرحى ، واشار الى رصد عربات كبيرة تحمل الجنود المعتدية وتقدم لهم العناية الصحية من دولة جنوب السودان، فيما إحتسب الجيش عددا من الشهداء والجرحى. اذن ما زال مسلسل القتال متواصلا فى ما يعرف ب (مثلث الموت) أى المنطقة الحدودية ما بين (بحر الغزال ، دارفور ، كردفان) ولكن هذه المرة مابين القوات السودانية وقوات الجبهة الثورية التى إنطلقت من داخل دولة الجنوب حيث كشفت مصادر موثوقة ل(الصحافة) عن تحركات لقوات الجبهة الثورية منطلقة من (الفرقة الثالثة) أويل فى شمال بحر الغزال إرتكزت (85) عربة فى منطقة واروار بالجنوب، ثم إستولت على عدد من التراكتورات فى أم عجاجة ونهبت كميات كبيرة من الوقود والمؤن الغذائية فى أم شييكة شمال أبوجابرة وكركدى والتبون فى جنوب كردفان قبل أن تحرق ماتبقى منها، إلا أن القوات السودانية تصدت لها فى معارك دامت (10) ساعات كبدتها أكثر من (50) قتيلاً وعدد من الجرحى و (12) عربة و(3) تراكتورات ، واقتادت الحركات المسلحة معها محمد على دويرية تاجر بسوق كركدى وآخرين بالتبون ، فيما إحتسب الجيش (5) شهداء وعددا من الجرحى ، قبل أن تهرب القوات المعتدية صوب حقل شارف ومنطقة زرقة أم حديدة فى جنوب دارفور ، إلا أن مصادر خاصة أكدت ل(الصحافة) أن خطة تحالف الجبهة هي الإستيلاء على حقل بليلة وضرب المجلد وبابنوسة إلا أن خلافات دبت وسط قياداتها عدلت فى خطتها ويعاونهم فى ذلك نفر من الطابور الخامس ساعد القوات المعتدية فى مهمتها ومدها بالوقود والغذاء ولم تستبعد ذات المصادر أن تستمر الإعتداءات فى ظل تحركات قوات تحالف الجبهة الثورية من دولة الجنوب تجاه الشمال السؤال الذى يفرض نفسه لماذا كل هذه التحركات ولماذا الآن ؟ لاشك أن للأمر علاقة بما يجرى على طاولة التفاوض فى اديس أبابا بين وفدى البلدين فقرار مجلس الأمن (2046) قد نص بكل وضوح على أن توقف كل من الدولتين عمليات منح ملجأ آمن أو دعم الجماعات المتمردة ضد كل دولة من جهة، ومن جهة أخرى نص على أن يجلس المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية الشمالية للتفاوض حول الإتفاق الإطارى ومن المحتمل أن تكون قد إلتأمت أمس أولى جلساتها بأديس أبابا ، وكان اللقاء الخاص الذى جمع الرئيسين البشير وسلفاكير فى أديس أبابا على هامش القمة الأفريقية ناقش صراحة جملة من المشاكل التى يعاني منها البلدان معا من ظروف إقتصادية سيئة وأمنية وإجتماعية وأزمة سياسية إستوجب عليهما رعاية مصالحهما المشتركة وقد إقترب الموعد المضروب سلفا من قبل مجلس الأمن في الثاني من أغسطس وقد وافق تحالف الجبهة الثورية على الجلوس مع الحكومة للتفاوض عقب جلسات خاصة بيوغندا، وسط ضغوط أمريكية على أن تجلس حركات دارفور وفق إتفاق الدوحة، فيما تقابلها ضغوط أخرى أشد قوة من قبل أبناء جبال النوبة الذين أعلنوها صراحة أنهم ذاهبون للتفاوض لوحدهم، ولذلك تحسبا لأى طارئ جاءت تحركات قوات الجبهة الثورية خوفا من مصير مر ينتظرها فليس أمامها إلا البحث عن ممرات آمنة للهجرة شمالا وإيجاد أرضية لها فى دارفور وهى تعانى نقصا فى الغذاء والوقود.