أكد علماء النفس أن الاكتئاب لا يخص الكبار فقط ، بل يشاركهم فيه الصغار بنسب متفاوتة ، فدراسة أمريكية حديثة أفادت أن المراهقين الذين عانوا الاكتئاب في مرحلة الطفولة أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب مستقبلا ، إضافة إلى زيادة خطر إصابتهم بالبدانة وكذلك التدخين وقلة النشاط البدني ، مقارنة بأقرانهم ممن لم يعانوا الاكتئاب. الدراسة التي قام بها علماء من جامعة واشنطن شملت 500 طفل تمت متابعتهم من عمر التاسعة وحتى السادسة عشرة ، وتم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات، الأولى تضمنت مراهقين تم تشخيص إصابتهم بالاكتئاب أثناء الطفولة ، والثانية شملت أشقاءهم الذين لم يعانوا الاكتئاب ، والقسم الأخير ضم مجموعة من الشباب لا تاريخ مرضيا لديهم مع الاكتئاب. ووجدت الدراسة أن 22% من أطفال المجموعة الأولى كانوا يعانون من البدانة في السادسة عشرة من العمر ، بينما كان معدل البدانة لدى أشقائهم لا يتجاوز السابعة عشرة ، ولدى المجموعة الثالثة حوالي 11%. وبينت الدراسة أيضا أن ثلث المجموعة الأولى الذين عانوا من الاكتئاب وهم أطفال أصبحوا يدخنون يومياً ، بينما دخن 13% فقط من أشقائهم ، ومارس حوالي 3% من المجموعة الأخيرة التدخين. كما كان المراهقون المصابون بالاكتئاب خلال مرحلة الطفولة الأقل من حيث النشاط البدني ، ويتبعهم أشقاؤهم ، وكانت مجموعة الشباب الخالين من تاريخ مرضي مع الاكتئاب الأكثر نشاطاً. وعزا العلماء سبب احتمالية إصابة المراهقين بأمراض القلب لاحقا إلى تدخينهم وإصابتهم بالبدانة في الصغر ، ما يؤثر سلباً في وظائف القلب وقد يقلل من العمر الافتراضي كذلك. يجدر القول إن الاكتئاب يصيب 3 إلى 8% من الأطفال ، وإن حوالي 20% من المراهقين تظهر لديهم بعض علامات الاكتئاب ، ولكنها لا تستوفي المعايير الكاملة لتشخيص الاكتئاب. وهذه العلامات تشمل الغضب المتكرر والشعور المستمر بالحزن وتجنب الاختلاط بالأطفال الآخرين وفقدان الشهية وحدوث تقلبات في النوم وقلة النشاط.