حكومة الجنوب اليوم أمام امتحان الوحدة الجاذبة.. بالطبع مسؤولية الوحدة الجاذبة لا تقع على طرف دون الآخر.. أن تتقبل حكومة الجنوب تدشين حملة الرئيس البشير اليوم برحابة صبر فذلك حسن نية تجاه متطلبات الوحدة الجاذبة بل أكثر من ذلك أن توفر لوفد الرئيس الأجواء والمعينات الضرورية ولو في حدها الأدني وهو الاحجام عن وضع العصا في عجلة المؤتمر الوطني التي تتقدم بسرعة.. رحلة البشير الجريئة تستمر يومين يزور خلالها في اليوم الأول مدينة كبويتا وتوريت ثم يزور في اليوم الثاني مدينة ياي ومريدي.. هذه الزيارة تحمل دلالات عميقة أهمها الايمان الراسخ بوحدة تراب هذا الوطن كما تشير إلى ثقة عميقة الجذور في الاحترام والتقدير الذي يكنه أبناء الجنوب للرئيس ولذا أراد أن يبادلهم حبا بحب. هذه الزيارة الميمونة بأذن الله تصادف جهدا كبيرا بذل لإقناع الحركة الشعبية بعدم مقاطعة الانتخابات على كافة مستوياتها بولاية جنوب كردفان كما أعلنت ذلك من قبل.. الدكتور رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب الذي دخل في مباحثات جدية مع الأستاذ علي عثمان نائب رئيس الجمهورية أعلن أن الحركة تدارست الموقف في مؤسسة الرئاسة حيث تم وضع الحلول لهذه الأزمة.. وقد جاء ذلك الإعلان متزامنا مع تأكيد الأستاذ طه أن الإرادة السودانية القوية هي التي تحفظ للسودان أمنه واستقراره. في جنوب كردفان الولاية المتاخمة لجزء عزيز من جنوب البلاد كانت هناك نماذج واضاءات لفكرة الوحدة الجاذبة.. الدليل روح المسؤولية الوطنية التي سارت على نهجها جلسات المؤتمر التفاكري لولايات التمازج في حاضرة الولاية مدينة كادقلي. طه ومشار كانا سندا لذلك المؤتمر ورافعة قوية دعما لتوصياته ومقرراته.. ولعل أهم ما فيه في تقديري الخاص الدعوة لأن يكون الملتقى جسماً أو آلية دائمة لمتابعة تنفيذ تلك التوصيات، وضرورة العمل على تقسيم العمل على محاور تشمل الأمن والتنمية والإدارة.. بدلا من تسمية ولايات التماس وتجاوزا لإشكالية هذا المصطلح الذي يشير إلى الصدام والعراك فقد تم استخدام مصطلح آخر في ذلك المؤتمر المحضور وهو التمازج للإشارة لما يرجى ويجب أن يكون بين أبناء الوطن الواحد.. فهي كما أشار مشار إلى تلك الولايات باعتبارها ولايات تمازج تحقق السلام والإستقرار بالسودان ككل إذا تحقق استقرارها. إننا لابد أن نشد على أيدي الوالي الهمام أحمد هارون والي جنوب كردفان على عقد ذلك المؤتمر والتحضير الجيد له حتى خرج بصورة متميزة وأنيقة بل ساحرة. نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 1/3/2010م