تضخ الشركات الصينية مليارات الدولارات في قطاعات الطاقة والتعدين والبنية التحتية في أفريقيا، وتتعرض الصين لانتقادات بأن اندفاعها نحو أفريقيا تحركه الرغبة في الحصول على الطاقة اللازمة لاقتصادها المتسارع النمو. وينفي رئيس الوزراء الصيني وين جياباو هذه الانتقادات. ونقلت الصحف الصينية عن وين السبت قوله قبل التوجه إلى قمة صينية أفريقية تبدأ في شرم الشيخ بمصر الأحد إن التعاون في مجال الطاقة هو أحد أوجه التعاون القائمة بين الجانبين. ويضيف أن "الصين لم تأت لأفريقيا فقط من أجل مصادر الطاقة". ونقلت صحيفة تشاينا ديلي عن وين قوله "إن هدف الصين في مساعدة أفريقيا هو تعزيز دور بكين في عملية التنمية". وتأتي قمة شرم الشيخ في حين تسعى بكين لدعم نفوذها الدبلوماسي والاقتصادي في القارة السمراء. وتضخ الشركات الصينية مليارات الدولارات في قطاعات النفط وإنتاج المواد الخام في أفريقيا. وفي قمة صينية أفريقية عقدت في بكين عام 2006 تعهدت الصين بتقديم مساعدات ضخمة لأفريقيا. وارتفع حجم الاستثمارات الصينية المباشرة في أفريقيا من 491 مليون دولار في 2003 إلى 7.8 مليارات دولار في العام الماضي ضخ معظمها عن طريق صندوق الاستثمار الصيني سي آي إف. وأفاد تقرير صدر مؤخرا عن لجنة شكلها الكونغرس الأميركي لمراقبة العلاقات الاقتصادية والأمنية بين الولاياتالمتحدة والصين أن صندوق الاستثمار الصيني ومقره هونغ كونغ يمثل مجموعة غامضة من الشركات ذات العلاقة بالدولة الصينية. لكن سستارن هانساكول وهي محللة في دويتشة بنك في سنغافورة تقول إنها ليست مقتنعة بأن الحزب الحاكم يسيطر على جميع الخيوط التي تحكم كل الصفقات التي تعقدها الشركات الصينية في الخارج. وتؤكد أنه لا يوجد برنامج عمل لدى الصين لدعم أي حكومة أو مجموعة بعينها حيث إن الهدف تجاري بحت. وفي خطوة جديدة أخرى نحو دعم التعاون بين الجانبين قال وزير التجارة الصيني تشين ديمنغ في مقال نشر السبت إن بلاده تعرض إلغاء بعض الرسوم على وارداتها من أفريقيا، كما أنها تسعى لتأكيد سلامة صادراتها إلى أفريقيا كصفقة بين الجانبين لتعزيز التعاون بينهما. وقال تشين في المقال الذي نشرته صحيفة تشاينا ديلي إن التبادل التجاري بين الجانبين زاد بنسبة 30% سنويا في العقد الحالي ليصل إلى أكثر من 100 مليار دولار في العام الماضي. وأضاف أن بلاده تعتزم إنشاء المزيد من المستشفيات والمدارس وتنفيذ برامج لمكافحة الملاريا وتحسين طرق الزراعة في القارة.