اثارت جولة وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الاخيرة في افريقيا جدلا كبيرا من جهة التنافس الصيني الامريكي على افريقيا، وتجلى ذلك من اصداء تصريحات كلينتون التي نصحت فيها البلاد الافريقية توخي الحذر من ما اسمته الامبريالية الصينية ، حيث انتقدت الصين أمس تلميحات كلينتون بأن بكين غير مهتمة بأفريقيا سوى لمواردها الطبيعية مما يزيد من توتر العلاقات الأمريكية - الصينية. وكانت كلينتون قد أدلت بتصريحات في السنغال في الأسبوع المنصرم دون أن تذكر الصين بالاسم قالت خلالها، إن «واشنطن تريد شراكة تضيف قيمة بدلا عن انتقاصها» مضيفة أن زمن حصول الغرباء على ثروة أفريقيا لأنفسهم قد ولى. و جولة كلينتون الافريقية التي شملت سبعة بلدان افريقية هي السنغال ويوغندا وجنوب السودان وكينيا وملاوي وجنوب افريقيا وغانا كانت بغرض تعزيز التعاون مع افريقيا ولكن طغى عليها الخلاف الامريكي الصيني حول افريقيا ، ووصفت صحيفة « واشنطن تايمز» الامريكية الجولة بانها تهدف في الأساس الى مواجهة النفوذ الصيني المتنامي في القارة السمراء ، وتقول الصحيفة الامريكية إن ما يزعج واشنطون هو أن أفريقيا أصبحت منطقة نفوذ للصين التي تستغل الموارد الافريقية الكبيرة، وهو ما يشكل خطرا على ميزان التنافس الاقتصادي والعسكري المتنامي بين بكينوواشنطن .. ولفت ريتشارد روث كبير مستشاري وزارة الخارجية الامريكية خلال حديثه فى «مؤسسة التراث» الى ان «ستة من عشرة اقتصاديات الأسرع نموا في العالم توجد في أفريقيا ومن هنا فإن الادارة الامريكية تريد الاستفادة من قارة مزدهرة على نحو متزايد»، مشيراً الى ان «الادارة الامريكية تركز على أفريقيا، كرد على الاستثمارات الصينية المتزايدة هناك، والمتمثلة في البنية التحتية المصرفية والطاقة والصناعات التحويلية»، مضيفاً انه «في عام 2000، بلغت قيمة التجارة بين الصين وأفريقيا نحو 10 مليارات دولار، وبحلول عام 2010، بلغت قيمة التجارة بين الصين وأفريقيا 114 مليار دولار وهو أكثر من عشرة أضعاف في عقد من الزمن ، في حين بلغ حجم التبادل التجاري الامريكي مع أفريقيا حوالي 38 مليار دولار عام 2000 و 113 مليار دولار في عام 2010 جولة كلينتون وتصريحاتها المثيرة للجدل اعادت الصراع الامريكي الصيني على افريقيا الى دائرة التصعيد الاعلامي حيث شنت وسائل الإعلام الصينية انتقادات لاذعة لوزيرة الخارجية الأمريكية على خلفية تصريحات أدلت بها خلال جولتها الإفريقية تضمنت اتهامات مبطنة للصين باستغلال ثروات افريقيا وذكرت شبكة «إيه بي سي نيوز» الأمريكية، في تقرير لها، أن الإعلام الصيني وصف كلينتون بأنها إما «جاهلة بحقائق ما يدور بإفريقيا أو جاهلة بالصين، وذلك بعد أن تساءلت كلينتون خلال جولتها عن دوافع بكين لتعزيز الاستثمار بالقارة السمراء.ووصلت الانتقادات الإعلامية الصينية لكلينتون إلى حد القول بأن «ما تضمنته تصريحات كلينتون من الإشارة إلى أن الصين تنتزع ثروات إفريقيا وتستولي عليها كلام عارٍ تماماً من الصحة، وبعيداً عن الحقيقة جملة وتفصيلاً. وحول ما اذا كانت لجولة كلينتون آثار سالبة على مسار العلاقات الصينية الافريقية ، استطلعت وكالة انباء الصين شينخوا الخبير في العلاقات السياسية الدولية بجنوب أفريقيا سابيلو ندلوفو جاتشيني، الذي اكد انها لن تؤثر على العلاقات الصينية - الأفريقية وقال إن الولاياتالمتحدة تسعى إلى التأكيد مجددا على استراتيجيات سياستها تجاه أفريقيا خلال هذه الزيارة.وذكر جاتشيني أن جنوب أفريقيا، شأنها شأن البلدان الأفريقية الأخرى ، تود الخروج بأفضل شئ من علاقاتها مع الولاياتالمتحدة والصين.وأضاف جاتشيني، وهو أيضا محاضر بجامعة جنوب أفريقيا : «إذا كانت هناك مساعدات قادمة من الشرق، فلا يمكنهم رفضها لأن أفريقيا تحاول تعظيم قدر المساعدات الذي تستطيع القارة الحصول عليه من أي اتجاه كان «. بيد أن جاتشيني قال إن الصين لديها فرصة أفضل من الولاياتالمتحدة في أفريقيا.وذكر أن «الميزة التي تمتاز بها الصين هي أن مساعداتها لأفريقيا غير مرتبطة بشروط معينة وأن معظم الدول الأفريقية تفضل المساعدات الصينية لأنها تقدم بدون شروط تتعلق بحقوق الإنسان والديمقراطية ومحاولة فرض ثقافة البلاد مثلما يفعل الغرب «. وأضاف ان الصين دولة صناعية وقوة عالمية سريعة الصعود تحتاج إلى مواد خام من أفريقيا، ولكنها تضخ أيضا استثمارات في تنمية البنية التحتية بأفريقيا لصالح الأفارقة.وأعرب جاتشيني عن اعتقاده بأن واشنطن لديها نية واضحة في مواجهة نفوذ الصين في القارة الأفريقية.وذكر أن «هناك في الواقع حملة لمواجهة نفوذ الصين في أفريقيا. فقد طلبت هيلاري كلينتون في تصريح مسجل من الدول الأفريقية توخي الحذر من الإمبريالية الصينية ولكنها كانت في الوقت نفسه تدافع على ما يبدو عن الإمبريالية الأمريكية في أفريقيا».وأشار جاتشيني إلى ان الصين والولاياتالمتحدة تتنافسان من أجل علاقات أوثق مع الدول الإفريقية.