أكثر د. حسن عبد الله الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي من الفتاوى الدينية المثيرة للجدل، وكان آخر حديث له رأي جديد، أكد فيه أن السيدة خديجة كان عمرها ثلاثون عاماً وليس أربعين عندما تزوجها سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، لأن الأربعينية لا تلد، والسيدة خديجة ولدت 7 مرات. أما السيدة عائشة فلم تكن بنت تسعة أعوام عندما تزوجها النبي (ص) وإنما كانت بنت 18عاماً، ولم يقبل سامعوه هذا وأنكروه عليه، وأصبحت هذه الفتوى إضافة لسابقاتها ففتاوى الرجل تجد من يعارضها بالقضايا المحسومة بالقرآن، ومثال ذلك فتوى سيدنا عيسي عليه السلام مات في اختفائه، وقامت الدنيا ولم تقعد. وأفتي ب(أمانة المرأة للرجال) إذا كانت الأعلم، وجزم أن الفقهاء "زوروا فتوى الإمامة السياسية للمرأة بالأحاديث، واحتكر الرجال الفتوى والفقه وعلم الحديث". ووصف الردة بأنها "العودة للوراء في أي شئ وليس خروجاً من الإسلام إلي الكفر"، كما رفض من قبل وصف اليهود والنصارى بالكفر قائلاً إنهم "مؤمنون"، ودعاهم الي "تكوين جبهة من المؤمنين لمواجهة الإلحاد العالمي". وكان الترابي قد أجاز في تصريحات سابقة زواج الكتابي من المسلمة، قائلاً: إن الله الكافر والكتابي سواء لقوله تعالي:"لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتي تأتيهم البينة" بتقديم أهل الكتاب علي المشركين لله. وأجاز كذلك إمامة المرأة للرجال في الصلاة، وساوي بين شهادتها والرجل في القضاء، وأنكر وجود الحور العين في الجنة. وقد وجدت فتاوى د. الترابي حملات تصدي واسعة من علماء المسلمين، داخل السودان وخارجه، وقد قال بروفسير عبد الله الزبير عبد الرحمن الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي، في مقال موجود علي صفحته في النت،"في كل فترة يشعر فيها الدكتور الترابي –هداه الله – أنه بحاجة الي لفت أنظار الناس إليه – أو مماراة أهل العلم؛ يطلق مسألة من المسائل التي استقر أمر الناس فيها بغير ما استقر، موحياً أنه جاء بجديد أو تجديد فيها، أو وصل إلي حكم منفرد، حتي يظن به – كما هو حال الكثيرين فعلاً – أنه مجتهد مطلق لا يجاريه عالم ولا إمام ولا يدانيه فقيه همام وليس الأمر كما يظن بل إن الدكتور الترابي- هداه الله – مقلد من أبعد المقلدين عن الاجتهاد، ودليلي علي ذلك لا يخفي علي أهل العلم والتحقيق من طلبته والباحثين فيه. إن د. الترابي يطير فرحاً كلما وجد سبيلاً لمخالفة العلماء، لأنه ما وجد حيلة إلا ونال منهم واتهمهم بالجمود وحقر بهم واستصغر شأنهم، وتفه الحاجة إليهم في المجتمع، بل وسبهم جهاراً، ومن المحفوظ عنه في مجالسة ومنابره "علماء الحيض والنفاس ديل بلما وليسوا علماء"...وغير ذلك من الألفاظ النابية في حق العلماء، وهم أهل فضل، وبالطبع لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أولو الفضل. فحتي يخالف العلماء الذين لا يحبهم وينتقص من قدرهم إذا وجد قولاً مخالفاً لقولهم استمسك به استمساك الغريق بقشة لا تنجيه، وما أنجته من الغرق في بحور المؤاخذة والملامة. وعلي هذا: فحقيقة الترابي العلمية أنه: أولاً يتبني الضعيف من الأقوال. ثانياً يعتمد الشاذ من الآراء. ثالثاً غير محقق ولا مدقق، فهو متروك... رابعاً ما يتبناه من الآراء يعجز عن الدفاع عنها أو إعمالها.. خامساً يتبع المتشابه غالباً.. سادساً مولع بالمخالفة للأئمة والعلماء.. سابعاً منتقص من قدر أهل العلم والفضل... ثامناً يجتهد فيما حقه النقل والسمع من أسباب النزول وأسباب الورود، فهو نسج خيال وهو الرأي المأفون والاجتهاد المذموم، باتفاق علماء الملة. تاسعاً ليس بمجتهد بأي حال، بل هو مقلد ضعيف لأنه يقلد أصحاب الآراء الشاذة والأقوال الضعيفة وما نبذه العلماء. ولم يغب علماء المسلمين عن التعليق علي فتاوى الترابي، وقد رفض مفتي المملكة العربية السعودية- فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ- كل ما قال به الدكتور حسن الترابي في السودان من فتاوى حول جواز زواج المرأة المسلمة من مسيحي أو يهودي، وأن شهادة المرأة مساوية لشهادة الرجل، وأن الخمار لا يقصد به تغطية الوجه بل تغطية الصدر ومحاسن الجسم. وأكد فضيلة الفتي أن بعض هذه الفتاوى تخالف إجماع علماء المسلمين، حيث وصف من أفتي بجواز زواج المسلمة من مسيحي أو يهودي بأنه (ناقص إجماع المسلمين وما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله وعمل المسلمين جميعاً شهادة الرجل والمرأة بأنه مضاد للقرآن). ولم يذهب الشيخ الدكتور كمال رزق بعيداً عن سابقيه عندما وصف فتاوى د. الترابي بالشاذة وعاد قال إن كثيراً من الفتاوى التي يطلقها بين الحين والآخر موجودة في كتب الفقه ولكنها آراء خلافية، لكنه ينفض عنها الغبار ويقوم بتبنيها.. وقال أن د. حسن يعتمد علي عمله في أطلاق الفتاوى. وقال رزق إن هناك علماء يعتمدون علي تجهيل الآخرين والصعود علي أكتافهم، مشيراً إلي أن الله تعالي حذر أمثال هؤلاء من لقاء يوم عظيم. وكما للرجل آراء سياسية ظل السياسيون يقفون ضدها وبشدة خاصة فيما يتعلق بشئون الحكم وقد أدي ذلك لوصفة بالمجدد خاصة الإسلاميين منهم.. وكانوا يؤمنون بذلك ويكتبونه، خاصة قبل المفاصلة.. وما بين هذا وذاك يظل الترابي عالماً وسياسياً مثيراً للجدل. نقلا عن صحيفة آخر لحظة 27/4/2013م