حالة من النشاط وجلبة تحيط بالمكان وفود تضع رحالها وأقلام ينهمر مدادها بألوان مختلفة، ابتسامات تظهر خلف كاميرات التلفزة وصور الكاميرات. الخضرة تحيط بالمكان هناك في أعالي النهي والتوقيع يأتي لتسمي الوثيقة الموقعة بوثيقة (كمبالا) فالمدينة التي أعتادت أن تهب الخرطوم أحزانها منذ تسعينات القرن الماضي في وقت ذروة نشاط لحركة الشعبية لتحرير السودان وحلفائها في التجمع الوطني الديمقراطي في فترة حرب ما قبل المفاصلة مروراً بحطام طائرة رئيس حكومة الجنوب وأعرب مشروعها جون قرنق دي مابيور وجثة الرجل تأتي متفحمة من هناك ويعقبها الاثنين الموسوم بالأسود وحين وضعت نيفاشا خواتيمها وارتفعت راية دولة الجنوب ظنت الخرطوم إن حملاً ثقيلاً نزل من على أكتافها بذهاب يوغندا خارج مسارات الجوار السودان وان جوبا المسالمة ستكون بديلاً لمشاكسة كمبالا وان سلفاكير سيكون بديل التعاون لتحركات موسفيني ضد الخرطوم ولكن ليس كل ما تتمناه العواصم تدركه فسرعان ما تحولت عمليات الدعم للحركة الشعبية نحو حركات أخرى تعمل لهدف عدم تحقيق الاستقرار بالسودان لدرجة إن بعض منسوبي الحكومة وصفوا الرئيس اليوغندي بعدو السودان الأول. أمر أكدت عليه آخر أنشطة المعارضة السودانية التي تتخذ من كمبالا نقطة انطلاق لأنشطتها في مواجهة الخرطوم كان آخرها التوقيع على وثيقة الفجر الجديد بين القوي السياسية واتفاقها على العمل على إسقاط نظام الخرطوم وما ترتب عليها من تداعيات على الأنشطة السياسية في البلاد هذا غير قيامها بتجميع حركات دارفور والحركة الشعبية قطاع الشمال فيما أصطلح على تسميته بتحالف (الجبهة الثورية) التي تقاتل في جبهات متعددة داخل السودان. فبعد أن وصلت خلافات الدولتين إلى داخل مجلس الأمن عبر الشكاوي المتبادلة بينهما حمل أمس ما ينظر إليه بأن ثمة خبر سعيد تبعثه كمبالا للخرطوم نقلت وكالة السودان للأنباء الاثنين عن مصدر أمني يوغندي قوله أن الحكومة اليوغندية، منعت الحركات المتمردة السودانية من الاجتماع بأرضيها، باعتبار أن تلك الاجتماعات، ستجر عليها نتائج سيئة. وقدمت اعتذارها عن استضافة اجتماعات الحركات، كانت تعقد في كمبالا. ونقلت والوكالة عن مصدر مطلع بجهاز الأمن الخارجي اليوغندي قوله: إن قادة الحركات أخطروا بالقرار صباح الاثنين. خلال اجتماع سري ضم رئيس حركة جيش تحرير السودان منى أركو مناوي، وأيوب محمد عن حركة توحيد شعب دارفور، وعبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان وأضاف المصدر ان قادة الجبهة الثورية توقفوا عن إكمال اجتماعهم واعتذروا عن عقدهم للاجتماعات في كمبالا. والخطوة عند كثيرين تفرز مجموعة من التساؤلات تتعلق بما الذي أستجد بين كمبالا والخرطوم حتى تتخذ مثل هذه الخطوة الإجابة يبتدرها المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين الدكتور عوض أحمد سليمان حين يربط الخطوة بخطوات أخرى في مسارات السياسة السودانية وموقف المجتمع الدولي عموماً حيال ما تفعله الجبهة الثورية رابطاً بين توقيت اتخاذ الخطوة وتوقيت الهجمات التي نفذتها قوات الجبهة الثورية في منطقتي أبو كرشولا وأم روابة والانتقادات العنيفة للخطوة من المجتمع الدولي وإدانتها كما إن خطا رفيعاً آخر هو خط المطالبة الأمريكية للحركات المسلحة في دارفور بالانصياع لخيار السلام هذا دون إن يتم إبعاد النقطة الرئيسة المتعلقة بحالة التقارب بين الخرطوموجوبا والتي تؤثر إيجاباً على الحراك بين الدولتين فالخرطوم وكمبالا بينهما الآن شتاء جوبا الدافئ كما إن نقطة أخرى تدعم هذا الخيار من خلال ثنايا الخبر الذي حمل في طياته إن ضغوطاً مورست على كمبالا من اجل إيقاف هذا النوع من الاجتماعات التي ستجر عليها مشاكل هي في غني عنها مع الخرطوم. وهو ما يعني أن فجراً جديداً يمكن أن تشرق شمسه بينهما الا ان الأمر ذاته يولد مزيداً من التساؤلات تتعلق بتوقيت الخطوة ومعها بالطبع تساؤلات من شاكلة ثم ماذا بعد؟ نقلاً عن صحيفة ألوان 8/5/2013م