* شهران وخليل يذهب.. * وانتخابات مايو في انجمينا وانتخابات أبريل في السودان كلاهما يصبح كماشة تعصر (وجود) خليل والتمرد في الغرب بكامله.. * .. وبنادق شديدة الغرابة تطارد الآن خليل وديبي وعبد الواحد.. * وإلى درجة أن آخرين يقومون الآن بطلاء واجهاتهم استعداداً لخلافة هؤلاء ومساء الخميس طائرة أثيوبية تهبط سراً في جوبا تحمل عبد الشافي.. وأبو قردة للاجتماع بباقان سراً. * ومشهد طريف يجعل أكول وباقان يلتقيان مصادفة في صالة كبار الشخصيات في مطار جوبا.. وكل منهما يجلس في زاوية وباقان يبحث لعيونه عن مكان.. وهو يبتلع ريقه. * لكن من يبتلع ريقه الآن هو خليل.. * وديبي.. الذي يعد خليل بمقعد نائب الرئيس في تشاد كان ينظر إلى قبيلة الزغاوة.. وعددها في تشاد ليس ضخماً.. وإلى انتخابات مايو في تشاد (ويقوم بتعيين عدة شخصيات من قبيلة الوداي وغيرها في بحث عن الدعم). * وديبي يجد أن تشاد توجد في السودان وأن انتخابات تشاد يفوز بها من تدعمه أصوات الخرطوم التي تحتضن –مع الجزيرة وسنار والقضارف- ما يزيد على مليوني مواطن تشادي. * وديبي يجد أن خليل وبغباء ممتاز ينسف محادثات طرابلس مع نافع.. وبالتالي يفقد فرصة تسجيل ناخبيه ويفقد كل ما يمكن ان يجعل له نصيباً في السلطة.. ليعود الآن يبحث عنها ب(القرعة).. * وديبي يجد أن خليل جرى تحطيم عظامه عسكرياً بعد معركة أم درمان.. * وأن أضواء كاميرات العالم تنحسر عن خليل منذ عام.. * وخليل الذي يشعر بهذا كان –وهو في الدوحة- يجعل قواته تدخل معركة مستميتة في جبل مرة.. وكان هذا هو ما جعل اللقاء يتأخر فالسيد خليل كان ينتظر نصراً عسكرياً من جهة.. ويضع نوايا ديبي في قارورة المعمل ويعصر عليها ليمونة ويمسك قلماً ويسجل النتائج * هل يدعمه ديبي أم لا.. والنتائج كانت مؤلمة.. وخليل بحلاوة الروح وشراسة المحاصرة يطلق معركة أخرى يوم التوقيع ذاته .. لكن الخطأ الذي يسقط فيه خليل هو أنه كان بهذا يعطي القوات المسلحة السودانية ما تشتهي.. * والجيش السوداني (يهرس) قوات خليل بغتاتة مدهشة.. * ثم لا يتكرم الجيش حتى باصدار بيان صغير.. * وما يذهل خليل هو أن العالم وأفريقيا كلهم يتجاهل صراخه.. وإلى درجة تجعل الناطق باسمه في ندوة القاهرة يقول الأسبوع الماضي (الخرطوم اشترت امبيكي ونحن نعلم هذا..) * وسخرية المشهد تكتمل حين تتبدل رسائل خليل.. رسائله إلى الخرطوم!!!.. رسائل تتدافع في أيام الصراخ المكتوم كلها.. * وسفارتنا في طرابلس كانت تتلقى رسائل غريبة من خليل.. على طول العام الماضي. * كان خليل يحدث الخرطوم بأنه (مستعد تماماً للمحادثات إذا قبلت الخرطوم به متحدثاً وحيداً.. وإذا.. -وليتكرم القارئ بالتمهل– إذا دعمته الخرطوم في ضرب الحركات المسلحة الأخرى. * والخرطوم ترفض.. * ومنذ الأسبوع الماضي رسائل خليل (تتوسل) للخرطوم لإنقاذ حلقومة من أهالي ضحايا معركة أم درمان. * .. والخرطوم بدورها تجيد الغتاتة وتستخدم الظروف المناسبة.. * وفي الفندق الشديد الضخامة في الدوحة.. كان البشير يفتل حبل المشنقة هذا.. * وعلى مقاعد فوق ضفاف الخليج مباشرة كان البشير وأمير قطر وأمبيكي يتحدثون.. * وكان خليل يعرض وساطة أفورقي التي تطلب إطلاق المعتقلين كلهم.. معتقلي هجوم أم درمان.. * والبشير يعرض إطلاق 30% * وأمير قطر يكاد يحلف بالطلاق أن يطلق البشير نصف المعتقلين.. * والبشير يوافق.. وخليل يبتهج وهو يستعد للتراجع عن كل شيء.. * وخليل لا يعلم أنه يقفز والحبل في عنقه.. * والخرطوم تطلق نصف المعتقلين.. وتجلس تنتظر (العلقة) التي سوف يأكلها خليل.. * والصراخ يصل الخرطوم بعد يوم واحد من إطلاق هؤلاء.. * أهالي المعتقلين يجدون أن خليل أطلق المعتقلين (من أهله فقط..) وأن الآخرين لحم تحت حذائه.. ويمسكون بحلقوم خليل. * والحبل يعصر الآن حلقوم خليل.. * وخليل يجد أنه إن لم يتفق الآن مع البشير اتفاقاً كاملاً (يشمل تسريح قواته وجمع السلاح).. ومع البشير الذي يدخل الانتخابات الآن، فان خليل سوف يجد نفسه مضطراً للتفاهم مع البشير (الرئيس الفائز والمفوض دولياً وداخلياً.. ومع حكومة كاملة تقريباً من الوطني.. حيث لا أحد في العالم يستطيع أن ينتقدها.. و..و..) * و(أمس ينطلق قطار من محطة الخرطوم يحمل المواد لتشييد أربع مدارس ثانوي عالي في بليل ونيالا.. من منظمة الرعاية السودانية وأختها الكويتية) بداية لزمان جديد كامل.. * وخليل يجد أن الدولة تتجه في تعاملها مع دارفور من الإغاثة إلى التشييد الشامل (ومليار دولار من قطر بداية).. * وألف عامل آخر.. كلها تجعل خليل يتلفت الآن.. * وخليل يلتفت إلى جهة أخرى لدعمه.. * نحدث عنها بعد أن تنغرس سيقان خليل في الطين. وبعد أن يجف الطين على السيقان هذه.. * ونحدث عن صندل وخليل وتربص كل منهما بالآخر.. وديبي وخليل وكراهية كل منهما للآخر.. والقبيلة التي تجد أن بعضهم يستغل طموحها لأربعين سنة.. ثم يجعله رصاصاً.. ثم يجعله حطاماً.. * وعما تحت هجوم أم درمان الذي حطم كل شيء.. * وعن الشعبي.. وأم درمان.. * وعن شيء.. من عطبرة.. وشيء من جوبا.. * وننزع قشرة البصلة التي تحتها قشرة.. وتحتها قشور.. نقلاً عن صحيفة الإنتباهة السودانية 7/3/2010م