أجمع خبراء سودانيون في مجال المياه على أن قيام سد الألفية الأثيوبي يحرم السودان من موارد مائية إضافية تقبع خلف السد لا يستطيع الاستفادة منها، مؤكدين أن مشاركة السودان في اللجنة الثلاثية لا تعني الموافقة على تنفيذ السد. وقال عضو لجنة التفاوض الخبير الدولي في المياه د.أحمد المفتي في لقاء تلفزيوني بثته (قناة الشروق) إن السودان يجب أن يعترض على أي خطوة في تنفيذ السد وقيامه ، وطالب بإعطاء السودان ومصر مهلة لمدة ستة أشهر إضافية للتفاوض ، والوصول إلى نتائج، وأضاف "بناء السد إخلال بالأمن المائي". وأشار المفتي إلى أن اللجنة الثلاثية تم إقرارها بين أثيوبيا ومصر، في محضر اجتماع للرئيس الراحل زيناوي والوزير المصري عصام شرف، والسودان لم يكن موجوداً بها ، وأكد أن الإجراءات في هذا الخصوص وفق القانون الدولي تستوجب المشاورة والإخطار على الإجراء بأي نهر مشترك ، مشيراً الي أن القانون الدولي يعطي السودان حق الاعتراض والتشاور، لأن إنشاء السدود يتم برؤية مشتركة حسب الاتفاقيات. واعتبر المفتي أن تحويل مجرى النهر دون الإخطار ليس تعاوناً من جانب أثيوبيا التي يتطلب منها أن تخطر بمكتوب يؤكد أن السد لن يعرض الأمن المائي للسودان ومصر للخطر. وقام البرنامج ببث تصريحات مهمة لوزير الري المصري محمد بهاء الدين الذي أشار إلى أن رئيس الوزراء الأثيوبي الراحل ملس زيناوي أكد أن السد لن يكون فيه ضرر للسودان ومصر. من جانبه أكد وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني أسامة عبدالله أن الحوار مستمر بين الأطراف عبر اللجنة الثلاثية لتقليل الأضرار، وقال سنعلي من روح الوفاق والتعاون والشراكة. من جانبه، حذر خبير المياه حيدر يوسف المدير السابق للمياه بوزارة الري السودانية في مداخلة للبرنامج من اختيار شركة إسرائيلية لتنفيذ سد الألفية ، وأضاف "أصبحنا وجهاً لوجه مع عدونا الإسرائيلي" ، وأعاب على الجانب الأثيوبي استباق تقرير اللجنة الثلاثية ، بالاحتفال بتغيير مجرى النهر، تمهيداً لتنفيذ السد. واضاف يوسف " سد الالفية سيفقر التربة السودانية ، ويضطرنا لاستخدام الأسمدة التي بها مضار صحية على الزراعة ، لا أرى أي فائدة من سد الألفية للسودان". وفي السياق، قال الباحث والمتخصص في العلاقات الدولية والمياه أحمد المنتصر حيدر للبرنامج ، إن مصر والسودان قادرتان على إيقاف أي مشروعات تهدد الأمن المائي ، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الدوائر تعلم علاقة إسرائيل بالقضية ، رغم أن أثيوبيا ذكرت أن تمويل السد تم ذاتياً عبر التمويل شعبي. من جانبه قال الرئيس المصري محمد مرسي إن بلاده لن تتنازل عن قطرة واحدة من مياه النيل ، وذلك على خلفية الاجتماع الطارئ الذي عقدته الرئاسة المصرية لدراسة كافة الأبعاد المتعلقة بقيام أثيوبيا ببناء سد على النيل الأزرق.