قال وزير الإعلام السوداني الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية د.أحمد بلال إن مصلحة الجارة مصر هي التنسيق مع بلاده ، والتوقف عن الاستفزازات ، مؤكداً أن هناك إيجابيات للسودان من وراء قيام سد النهضة الأثيوبي. وقال بلال في تصريح لقناة الميادين الإخبارية- إن سدّ النهضة للسودان هو بمثابة السد العالي لمصر ، وأوضح أن إيجابيات السدّ الأثيوبي إمداد السودان بالكهرباء ، وتنظيم مياه النيل الأزرق طوال العام ، واعتبر أن الحرب القادمة هي حرب المياه ، ما بين دول الحوض الإحدى عشرة. وكان خبراء سودانيون قد اختلفوا في ندوة بالخرطوم بشأن السلبيات التي يمكن أن تعود على الخرطوم جراء تشييد السدّ، معتبرين جميعاً أن الضرر الأبلغ يقع على الجارة مصر. وقال الخبير في قضايا المياه د سيف الدين يوسف إن اللجنة الثلاثية المشتركة ما بين الخرطوم والقاهرة وأديس أبابا ، رأت ضرورة إجراء مزيد من الدراسات بشأن السدّ ، ولا سيما أن الجانب الأثيوبي بدا شحيحاً في إيراد المعلومات المطلوبة بشأن التقييم. وأكد يوسف أن اللجنة أبدت جملة من الملاحظات متعلقة بالتصاميم ، خاصة وأن منطقة تشييد السدّ تقع في حزام زلزالي غير نشط، بجانب خطر الضربات العسكرية، إضافة إلى أن السدّ سيكون خصماً على موارد السودان مستقبلاً ، وأضاف أن الخرطوم ستحرم من تغذية المياه الجوفية. وحذّر يوسف من أن تستغل أديس أبابا المياه لحل مشاكلها السياسية والحدودية ، باعتبار أنها ستكون المتحكم الرئيس في السدّ بعد إنشائه ، وقطع بأنها ستتحكم في نصيب السودان ، ومصر في المياه ، وقال إن السودان مطالب بإجرء دراسات وبحوث عميقة بشأن السدّ، مع وضع ضمانات قوية تضمن عدم تضرره ، وشدّد على ضرورة أن تضع الخرطوم مصالحها نصب أعينها، بغض النظر عن الحلف المصري. وأكد أن مراجعة قضية الحصص من مصلحة السودان ، الذي أصبح دولة مجرى بعد انفصال جنوب السودان ، بعدما كان يتمتع بميزتي المجري والمنبع ، مؤكداً أن أي اتجاه لتحويل النزاع للتحكيم الدولي ، لن يكون في صالح الخرطوم والقاهرة. وقال المهندس نصر الدين بسد مروي السوداني إن التخوف من انهيار السدّ لا يسنده منطق ، خاصة وأنه ليس من المعقول أن تنفق أديس أبابا مبلغ خمسة مليارات دولار على إنشاء السدّ دون إيجاد الضمانات الكافية لاستمراره. واعتبر المخاوف بشأن ملء البحيرة في خمسة أعوام ، غير معني بها السودان بشكل مباشر ، وإنما مصر ، وعضّد ذلك بالتأكيد أن الخرطوم حتى الآن لم تستفد من حصتها بصورة كافية ، وكذّب ماذهب إليه الخبراء بشأن إمكانية تحكم أثيوبيا في زيادة ونقصان المياه إلى الخرطوم والقاهرة ، وقال إن أديس أبابا مرغمة أن تمرر المياه الزائدة عن حاجتها حتى لا تتضرر. ورأى نصر الدين ارتفاع معدل إيجابيات السدّ للسودان، مقابل السلبيات التي على رأسها حل مشكلة السودان الأساسية فيما يتعلق بتراكم الطمي، وإمداده بالطاقة الكهربائية.