قال وزير الإعلام السوداني؛ د. أحمد بلال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، يوم الثلاثاء، إن مصلحة الجارة مصر هي التنسيق مع بلاده، والتوقف عن الاستفزازات، مؤكداً أن هناك إيجابيات للسودان من وراء قيام سد النهضة الأثيوبي. وقال بلال -في تصريحات خاصة لقناة الميادين الإخبارية- إن سدّ النهضة للسودان هو بمثابة السد العالي لمصر. وأوضح أن إيجابيات السدّ الأثيوبي إمداد السودان بالكهرباء، وتنظيم مياه النيل الأزرق طوال العام. واعتبر الوزير أن الحرب القادمة هي حرب المياه، ما بين دول الحوض الإحدى عشر. وبالمقابل اختلف خبراء سودانيون -في ندوة بالخرطوم الثلاثاء- بشأن السلبيات التي يمكن أن تعود على الخرطوم جراء تشييد السدّ، معتبرين جميعاً أن الضرر الأبلغ يقع على الجارة مصر. تحذيرات ومخاوف " ملاحظات للجنة الثلاثية المشتركة للخرطوم، والقاهرة، وأديس تتعلق بالتصاميم ولاسيما أن منطقة تشييد السدّ تقع في حزام زلزالي غير نشط، بجانب خطر الضربات العسكرية " وقال الخبير في قضايا المياه؛ د سيف الدين يوسف إن اللجنة الثلاثية المشتركة؛ ما بين الخرطوم، والقاهرة، وأديس أبابا، رأت ضرورة إجراء مزيد من الدراسات بشأن السدّ، ولا سيما أن الجانب الأثيوبي بدا شحيحاً في إيراد المعلومات المطلوبة بشأن التقييم. وأكد أن اللجنة أبدت جملة من الملاحظات متعلقة بالتصاميم، خاصة وأن منطقة تشييد السدّ تقع في حزام زلزالي غير نشط، بجانب خطر الضربات العسكرية، إضافة إلى أن السدّ سيكون خصماً على موارد السودان مستقبلاً. وذكر أن الخرطوم ستحرم من تغذية المياه الجوفية، وحذّر يوسف من أن تستغل أيس أبابا المياه لحل مشاكلها السياسية، والحدودية، باعتبار أنها ستكون المتحكم الرئيس في السدّ بعد إنشائه. وقطع بأنها ستتحكم في نصيب السودان، ومصر في المياه، وقال إن السودان مطالب بإجرء دراسات، وبحوث عميقة بشأن السدّ، مع وضع ضمانات قوية تضمن عدم تضرره. وشدّد على ضرورة أن تضع الخرطوم مصالحها نصب أعينها، بغض النظر عن الحلف المصري. وأكد أن مراجعة قضية الحصص من مصلحة السودان، الذي أصبح دولة مجرى بعد انفصال الجنوب، بعدما كان يتمتع بميزتي المجري والمنبع. وأكد أن أي اتجاه لتحويل النزاع للتحكيم الدولي، لن يكون في صالح الخرطوم والقاهرة. رؤى مخالفة " م. نصر الدين: ما أثير حول السلبيات مجرد مخاوف لا أساس لها على أرض الواقع، وتراكم الطمي، والطاقة الكهربائية إيجابيات للسدّ تجاه السودان " من جهته قال المهندس في سدّ مروي؛ نصر الدين، الذي تمسك بالحديث بصفته الشخصية، إن ما أثير حول السلبيات مجرد مخاوف، لا أساس لها على أرض الواقع. وقال إن التخوف من انهيار السدّ لا يسنده منطق، خاصة وأنه ليس من المعقول أن تنفق أديس أبابا مبلغ خمسة مليارات دولار على إنشاء السدّ دون إيجاد الضمانات الكافية لاستمراره. واعتبر المخاوف بشأن ملء البحيرة في خمسة أعوام، غير معني بها السودان بشكل مباشر، وإنما مصر، وعضّد ذلك بالتأكيد أن الخرطوم حتى الآن لم تستفد من حصتها بصورة كافية. وكذّب ماذهب إليه الخبراء بشأن إمكانية تحكم أثيوبيا في زيادة ونقصان المياه، إلى الخرطوم والقاهرة. وقال إن أديس أبابا مرغمة أن تمرر المياه الزائدة عن حاجتها حتى لا تتضرر. ورأى نصر الدين ارتفاع معدل إيجابيات السدّ للسودان، مقابل السلبيات التي على رأسها حل مشكلة السودان الأساسية فيما يتعلق بتراكم الطمي، وإمداده بالطاقة الكهربائية.