بورصة الانتخابات تشهد هذه الأيام تنازلات وانسحابات، ويحتار الناخب في تفسير هذه الظاهرة العجيبة. هل الظاهرة تخفي ورائها الاستفادة المادية أو الخوف من الفشل الذي سيسجله التاريخ..؟ أم الحكاية كانت مؤامرة بليل ضد حزب وكشف سرها ومن ورائها.. أم ماذا؟ الانتخابات هذه المرة جادة وحاسمة مما يدل على انها ستكون نزيهة وخالية من أي سوء خاصة من قبل المؤتمر الوطني.. ولسبب سيط لأن كل الانظار مصوبة نحوه وترصد تحركاته.. ويسهل كشف أي (ملعوب) او سوء قصد او افساد العملية الانتخابية وبلا شك ان المؤتمر الوطني احرص من اي حزب اخر لتمرير عملية الانتخابات دون أي ممارسة خاطئة او محاولات تزوير. الاحزاب الاخرى انها تتباكى وتصيح بأعلى صوتها لذا نكيل الاتهامات للحزب الوطني وتحكم على الانتخابات قبل قيامها بأنها ستكون مزورة وغير نزيهة وهم في حالة تنطبق عليهم مقولة الحديث (كذب المنجمون ولو صدقوا) – فهل يا ترى هل بصياحهم وتباكيهم يريدوا صرف الانظار عن ممارسات خاطئة يودون عملها بعيداً عن أعين المؤتمر الوطني.. فما زالت تجارب الانتخابات السابقة محفورة في ذاكرة الاجيال.. ممارسات ليست خاطئة فحسب بل كانت تمارس عياناً بياناً وساعة الصفوف متراصة وداخلة على صناديق الاقتراع. تحمست احزاب المعارضة مجتمعة ورشحت رموزها على المستوى الرئاسي لاسقاط المشير البشير.. مستعملة نظرية المؤامرة او لعبة تشتيت الاصوات حتى لا يحصل البشير على نسبة (50+1) التي تؤهله للفوز على اقل تقدير.. بل جاهرت المعارضة وأعلنت في كل حملة انتخابية أن الفوز حليفها وان مرشح حزب المؤتمر للمستوى الرئاسي المشير البشير لن ينال النسبة التي تؤهله للفوز بل أكدوا انه ستكون هنالك جولة ثانية ووصفوها بمرحلة السقوط. الآن والانتخابات تقترب والوقت المتبقي غير كافياً لاي حزب ان يعيد حساباته مرة أخرى وان تداخل المؤثرات الداخلية والخارجية لن تمهل اي حزب للاستعداد و(لملمة) اطرافه نجد ان حزب المؤتمر الوطني يقف ثابتاً وعلى اتم استعداد للدخول للانتخابات وخوضها اليوم قبل الغد.. لذا نجد أن حملاته الانتخابية على اي مستوى تتميز بخطابة رصينة وبرنامج سياسي مقنع للجماهير ونجد أن خطابه السياسي الانتخابي خال من أي تشوهات أو سب أو قذف أو تجريح. الآن وفي ظل هذا المناخ السياسي المضطرب نجد أن العملاء والمعادين للسودان.. يحيكون المؤامرات ضد الوطن ويرغبون في ان يأتي رئيس ضعيف واحزاب ضعيفة ليجدوا ضالتهم في تمزيق السودان وتشتيت مواطنيه والقضاء وتدمير أي مكتسبات نالها خلال العقدين السابقين. هذا ما تريده المعارضة وهي على اتم استعداد للتحالف ووضع يدها مع الاعداء لتدمير الوطن والنيل من سلامة اراضيه فنجدهم يقصدون المنطقة ويلجأون الى استخدام الاساليب الرخيصة في دعايتهم الانتخابية للتقليل من شأن منافس المؤتمر الوطني والتشكيك في العملية الانتخابية برمتها. عموماً نقول ان موجة التنازلات والانسحابات التي جاءت الآن والعملية الانتخابية تشهد العد التنازلي.. فالاحزاب المنافسة الآن يملأها الخوف والرعب وبدأت تتخبط بعد أن فسدت خطتها وفشلت ان تتوحد الرؤى بينها للوصول على أهدافها التي أعلنتها ولذا نسمع الآن فلان اتنازل لفلان أو انسحب لصالح علان.. يا لها من مهزلة القرن الواحد وعشرين.. والسودان يشهد اول انتخابات ديموقراطية تحدد مصير الاحزاب السياسية ووزنها وعددية قواعدها الجماهيرية لتتكشف هويتها.. حتى الآن تؤكد الحملة الانتخابية لحزب المؤتمر الوطني على جميع مستوياتها الانتخابية ان الحزب ملتزم بوعوده وبرنامجه واهمها تعهد البشير بأن السودان تحت ظل قيادته لن يكون دولة علمانية.. ولن يسمح لأي تدخلات خارجية تهدد أمنه وسلامة أراضيه.. بل ان حملة الحزب تعهدت برد المظالم لأهلها واعادة حقوق المتظلمين.. والمحافظة علي المكتسبات الوطنية ورفع راية السودان عالية خفاقة بالتركيز على تحقيق تطلعات الجماهير واشباع رغباتهم الآن هدأت العاصفة الهوجاء لمرشحي الاحزاب الاخرى بعد ان عرف كل منافس قدر نفسه ووزنه الانتخابي وبعد ان خدعوا جميعاً بالتصريحات المنمقة والاحاديث القديمة البالية التي يتغنون بها الآن لاعادة مجد وجاه وسلطان ذهب مع اعاصير التغيير وارتفاع درجة الوعي والتقدم التكنولوجي والنقلة النوعية من التقليدية الى الحداثة.. واختفاء الكوارث.. ونأمل أنه مع ظهور عهد جديد بعد الانتخابات تموت وتندثر. نقلاً عن صحيفة آخر لحظة السودانية 8/3/2010م