يومان فقط هي ما تفصل (دولتي السودان) من الذاكرة الثانية للانفصال حين يدق التاسع من يوليو علي الأبواب قد يأتي بذات التساؤلات القديمة هل وصل الشعبان الي الذي يريدانه وهل استطاع الانشطار ان يصنع دولتين قابلتين للتعايش؟ ومعها هل غير النيل مسيله هل غبر النيل مسيلة هل نسيت جوبا (عربيها الخاص) وهل استطاعت الخرطوم التخلص من رائحة الأبنوس وغيرها من التساؤلات البلا انتهاء. وفي زمن التساؤلات السودانية تأتيك الإجابات الامريكية (حث القائم بالأعمال الأمريكي بالخرطوم، جوزيف إستافورد، السودان ودولة الجنوب، علي تجاوز الخلافات بينهما. وقال خلال كلمة ألقاها بالسفارة الأمريكيةبالخرطوم احتفالاً بالعيد الوطني لاستقلال الولاياتالمتحدةالأمريكية، إن هناك كثيراً من القضايا لا تزال تواجه البلدين. وأشار إستافورد، في كلمته يوم الخميس، إلي أن القضايا الخلافية بين السودان ودولة الجنوب يمكن حلها عبر الحوار السلمي. وثمن زيارة نائب رئيس دولة الجنوب، د. رياك مشار، إلي الخرطوم وأضاف "أن هناك كثيراً من الآليات المعمول بها لمعالجة الشواغر، نأمل أن يستفيد منها الطرفان لحل خلافاتهما". وشدد السفير الأمريكي علي ضرورة أن تعمل الحكومة السودانية مع المتمردين لتوفير سبل توصيل المساعدات الإنسانية الدولية لكل من ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. وأضاف:"علي الحكومة أن تعمل علي تعزيز عملية سلام شاملة تعالج الأسباب الجذرية للصراع". أمريكا بقولها داخل الخرطوم تعلن عن إمكانية الوصول الي تسوية عبر الحوار والتفاوض باعتباره الطريق المؤدي الي حالة من السلام والي حالة من الاستقرار قد تعود للوراء قليلاً الي نيفاشا نفسها المدعومة أمريكا والي نتائجها علي ارض الواقع السوداني وكثير من المقولات التي تؤكد ان ما نحصده الآن هو نتاج ما زرعناه في كينيا بمعاونة الولاياتالمتحدةالأمريكية أو وفقاً لتخطيطها لما يجب ان تكون عليه المنطقة مستقبلاً والسودان ليس ببعيد عن هذه الحسابات الأمريكية. وفي صبح الحديث عن أن الحوار يمكنك ان تمضي في اتجاه أخر يتعلق بالرد علي الاتهامات الجنوبية للسودان والمتحدث باسم القوات المسلحة الصوارمي خالد سعد وهو ينفي ان تكون القوات المسلحة السودانية قد شنت ضربات عسكرية علي الأراضي الجنوبية وهي الحالة التي ميزت تفاصيل العلاقة بين الجانبين منذ نهاية الفترة الانتقالية أو نهاية ما يمكن ان نطلق عليه الدولة السودانية الموحدة في التاسع من يوليو. والحديث الأمريكي حول جدلية الحل عبر الحوار بين الخرطوموجوبا هو نفسه ما يجعلك تتساءل حول مستقبل الحوار بينهما أو ما يمكن ان تنجزه موائد التفاوض الآن الواقع بين البلدين ولكن هل عدم قيادة حوار البلدين للسلام يعني الاتجاه نحو بديل اللا حوار وهو الحرب بالطبع الإجابة لا ولكن لا للحرب نفسها تحتاج لمن يجعلها تمضي بينهما تنفيذاً وليس حديثاً معسولاً فالسلام لا تصنعه الكلمات ولا تصنعه الاتفاقيات وأيضاً لا تصنعه المصفوفات هذا ما تثبته وقائع ما يحدث في الأراضي السودانية بين شمالها الأم وجنوبها الوليد. والسلام بالحوار المقولة الأمريكية التي قال بها المبعوث استافورد وهو يحتفي بعيد استقلال الولاياتالمتحدة في الخرطوم هل هي ذات المقولة التي تتردد في داخل الأراضي الأمريكية؟ وهل تتعاطي واشنطون مع مسألة الحوار بين الخرطوموجوبا باعتباره أولوية يجب ان تسود علاقتهم معاً وهو الأمر الذي يجعلك تتساءل حول حيادية أمريكا في التعامل بينهما علي قدم المساواة.