صحيح أن جون كيري وزير الخارجية الأمريكي قد تولى منصبه في الأول من فبراير الماضي، إلا أن الرجل معروف على الصعيدين، داخل أمريكا وخارجها، فقد كان مرشحا للحزب الديموقراطى لانتخابات الرئاسة في العام 2004 والتي خسرها لصالح الرئيس جورج بوش الأبن.. حركة كثيفة وجهود مستمرة يقوم بها الرجل في المنطقة العربية والإسلامية منذ تقلده منصبه الحالي.. لكن من ينتظرون خيراً من كيري فإنهم لن يحصدوا سوى ابتساماته الغامضة والخادعة.. ديدن الرجل أنه (يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب).. للرجل قصص في السودان عندما كان رئيسا لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكي.. الشهور التي سبقت الاستفتاء على فصل جنوب السودان شهدت زيارات مكوكية واطراء على مواقف الحكومة السودانية.. فما سرّ اللطف الذي نزل على كيري وجعله يهيم في (حب) الحكومة السودانية؟..كانت مهمة كيري تخدير الخرطوم بوعود التطبيع ورفع العقوبات حتى يمر الاستفتاء (بسلام) وأن تسكت الخرطوم.. حينها أشاد كيري بحكمة الرئيس البشير ولوّح برفع السودان من قائمة الارهاب.. كان عندما يتحدث الناس عن ضمانات لاستفتاء حر ونزيه تقوم القيامة ويُتهم من يطالب بتلك الضمانات بأنه يريد عرقلة الاستفتاء، بل والتنصل منه تماما.. ذلك الجو الارهابي كان أحد أهم أدوات تزوير الاستفتاء الذي نتج عنه انفصال جنوب السودان.. وبالفعل أنجز كيري مهمة فصل جنوب السودان وذهبت ابتساماته أدراج الغفلة. اليوم يقوم كيري بجولات كثيرة في المنطقة العربية ويوزع ابتسامات أكثر دون أن ينجز ملفاً واحدة سواء فيما يتعلق بسوريا أو مصر، لأن غرق المنطقة في الفوضي مصلحة أمريكية وهي صاحبة نظرية الفوضى الخلاقة، وخلاقة لأنها تساعدها في إعادة رسم خريطة المنطقة خدمة للإستراتيجية الأمريكية التي ليس لها علاقة لا بالأمن والاستقرار ولا حتى بالديمقراطية.. تصف صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية في تقرير لها بأنه (وسيط جاهل).. وتساءلت الصحيفة قائلة: (لماذا يعمل السيد كيري بجهد لتسهيل لقاء بين رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، في حين تضرب فوضى عارمة بأطنابها في كل من مصر وسوريا؟).. كيري صرح بأن الفلسطينيين والإسرائيليين "حققوا تقدما حقيقيا" باتجاه استئناف مباحثات السلام المباشرة بين الطرفين المتوقفة منذ نحو ثلاث سنوات. في ابريل الماضي تحدث كيري عن أن ثروة الرئيس مبارك في أمريكا تجاوزت مبلغ 31.5 مليار دولار!!.. لكن ثوار (25) يناير تساءلوا لماذا صمتت أمريكا طوال هذه المدة ومخابراتها على علم تام بفساد المخلوع واسرته وشبكة نظامه؟!.. في ديسمبر من العام 2011 استقبل الدكتور محمد مرسي الرئيس المصري المعزول، ورئيس حزب الحرية والعدالة حينها، جون كيرى، برفقة آن باترسون السفيرة الأمريكية بالقاهرة وبحضور الدكتور عصام العريان، نائب رئيس الحزب، والدكتور محمد سعد الكتاتني الأمين العام للحزب.. كيري أكد لمرسي أنه لم يتفاجأ بتقدم حزب الحرية والعدالة للمشهد الانتخابي في مصر، مشيرا إلى احترامه للإرادة الشعبية في مصر.. اليوم وبعد الانقلاب العسكري ضد مرسي يؤكد كيري أن الولاياتالمتحدة ترفض بشكل قاطع المزاعم الكاذبة والتي لا أساس لها من الصحة من جانب البعض في مصر بأن بلاده تؤيد جماعة الإخوان المسلمين أو أي حزب سياسي أو حركة مصرية بعينها.. هل مازال البعض يقع في حبائل ابتسامات كيري؟!. المصدر: الشرق القطرية 13/7/2013م