مرت الذكري الأولي لوفاة رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي واحتفل بها بقاعة الصداقة نهار أمس السبت برعاية من زين السودان وبمشاركة من الجالية الإثيوبية وجمعية الصداقة السودانية الإثيوبية والسفارة الإثيوبية وقد نقلت الاحتفال حياً قناة لنيل الأزرق والتلفزيون الإثيوبي القسم العربي. من ضمن خمسة أوراق قدمت في الجزء الثاني من الاحتفال عقبت والسفير د.حسن عابدين علي الورقة التي قدمها السفير عطا الله حمد بشير السكرتير التنفيذي لمنظمة الإيقاد الأسبق عن ملس وإفريقيا وانصب تعليقي في عدة نقاط: - إن ما ذكره مقدم الورقة عن انضباط زيناوي حقيقي لأني اشهد أن الرجل كان يحضر مبكراً جداً لكل الاجتماعات القارية في بلاده وخارجها واول من يدخل قاعة الاجتماعات مما يعكس بالضرورة التزاماً إفريقيا من جانبه. - ان رئيس الوزراء الراحل ملس زيناوي هو صاحب اقتراح توحيد مبادرات رئاسية خمس قدمها كل من ثابو امبيكي (جنوب إفريقيا) وألسون ابو سانجو (نيجيريا) وعبد العزيز بوتفليقة (الجزائر) وعبدالله واد (السنغال) وحسني مبارك (مصر).. وهو التوحيد الذي تمخضت عنه الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا (نيباد). - إن ملس زيناوي ترأس نيباد والآلية الأفريقية لمراجعة النظراء التي خرجت من رحمها لعشر سنوات أرسي خلالها أدبياتها وأسسها بصورة موضوعية، فهو مثلاً كان يصر في قمم الآلية الأفريقية علي حضور الرؤساء شخصياً ويحجب حق الكلام لمن يمثلهم حتي لو كان وزيراً أو ممثلاً شخصياً. ورويت كيف أنه طلب خروج ممثلي السودان ومصر والجزائر في قمة طارئة للآلية بكوتونو (بنين) في 2008م وعندما احتج ممثل السودان رفع الجلسة فوراً، وقبل بحضورهم الجلسات شريطة ألا يعطيهم حق الحديث. - إن ملس خرج عن طوره في إحدي القمم عندما هاجم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي (النيباد) ووصفها بأنها منظمة متسولة، وأوضح للقذافي أن نيباد مقصود بها تنظيم وتقنين تكامل التنمية الأفريقية والبحث عن مصادر الاستثمار والمساعدات الدولية ببصيرة ورؤية وتنسيق جماعي. واستشهد بمنبر الشراكة الأفريقية (APF) الذي نظمته نيباد للدول الأفريقية والأوربية إضافة إلي أمريكا وكندا واليابان، وأصبح مدخلاً للقارة الأفريقية للعالم الأول من خلال مجموعتي الثمانية والعشرين. - إن آخر مرة رأيت فيها ملس زيناوي كانت في يناير 2012م، وأخطرني بأنه تلقي من الرئيس السوداني ما يفيد بتعيني ممثلاً شخصياً له في النيباد ونقطة ارتكاز للآلية الأفريقية في السودان. وضحك عندما قلت له إن ما تحت يدك باللغة الإنجليزية، ولا ينفعني إلا شئ، مكتوب باللغة العربية وبتوقيع الرئيس. - إن وكالة نيباد للتنسيق والتخطيط أصبحت بفضل ملس زيناوي الذراع الفني للاتحاد الأفريقي وبوابته التنموية والاقتصادية علي العالم، وتقديراً لذلك الدور أنشأت نيباد مركزاً للدراسات التنموية والبنية التحتية يحمل اسمه. ورويت عن ملس واقعة حدثت في جيبوتي في 1999م إبان تنصب الرئيس عمر قيلي خلفاً لسلفه حسن جوليد، وقد حضره هو والرئيس البشير ومثلت يومها الأمين العام لمنظمة الوحدة الأفريقية، فاستدعاني ملس وقال لي إنه يعلم أن سوء فهم وقع بيني وبين وزير خارجيته، سيوم مسفن، لا يملك تفاصيله وسألني عنه فأوضحت له أدني قلت كمحدث رسمي باسم المنظمة في مؤتمر صحفي أن الحرب "المجنونة" بين أثيوبيا واريتريا يجب إيقافها، ولما سألوني صحافي كيف، قلن بإيقاف وقف لإطلاق النار؟ فقال لي، لكنك لم تقل بعد موافقة الطرفين، وهذا ما أغضب الحكومة الأثيوبية وفي التو استدعي وزير خارجيته وأخطره باعتبار الأمر منتهياً تقديراً وإعزازاً لسوداني صديق من بلد عزيز.. فلامني الوزير: لقد قفزت فوق رأسي فوصلت الرئيس.. فقلت له ضاحكاً، وهو طويل: سيدي الوزير أنا جسمانياً لا اقدر علي تجاوز راسك.. وانتهي الأمر!.