تظل العلاقة بين جوبا والخرطوم محل اهتمام مستمر من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية التي درجت علي تعيين مندوب خاص بها مسؤولاً عن استقرار العلاقات الثنائية بين السودان. فالمبعوث الجديد للرئيس الأمريكي "باراك أوباما" هو رجل خبير في شأن النزاعات الأفريقية وله إسهامات في عدد المعالجات والحلول في الصراع "الإفريقي- الإفريقي" وتكليفه بملف تطوير العلاقات "السودانية – الجنوبية" ناتج عن متابعاته لتداعيات تلك العلاقة من بعد اتفاق السلام الشامل في نيفاشا ليصبح السيد "دونالد بوث" هو المبعوث الخاص للسلام في السودان ودولة جنوب السودان الذي سينتقل بين الدولتين الشقيقتين لأداء مهامه التي تجد كل القبول والترحاب في جوبا والخرطوم، خاصة بعد الزيارة التاريخية للرئيس "سلفاكير" التي أجابت عن كل التساؤلات بعد الاتفاق مع الرئيس البشير علي كل بنود المصفوفة التي تم التوقيع عليها بأديس أبابا في نهاية العام الماضي ليتفق الطرفان مرة أخري علي التضامن والعمل المشترك تحقيقاً لمصالح الشعبين الشقيقين هنا وهناك ليأتي المبعوث الخاص للولايات المتحدةالأمريكية هذه المرة وليجد الطريق أمامه معبداً بالتفاهمات في كل الملفات العالقة، فالبترول سيتواصل ضخه دون سقف زمني والتجارة الحدودية قد أوشكت علي الانطلاق كما أن العدائيات قد توقفت تماماً...بين البلدين حيث لا مكان لمعارضة مسلحة هنا أو هناك والطيران المدني قد انتظم بين جوبا والخرطوم يومياً بعد توقف دام لشهور عديدة ويأتي "دونالد بوث" للخرطوم في ظروف جديدة لمبعوث أصبحت مهامه محدودة في تطوير العلاقة بين دولتي السودان وجنوب السودان في مجالات التجارة وتبادل الخبرات علي طريق فتح الحدود وصولاً إلي التكامل الاقتصادي وإجازة قانون الحريات الأربع. مما يجعل مهمة المبعوث الخاص تدعم رغبة الدولتين في التعاون المشترك كما أنها تفتح الطريق أمام الحوار الأمريكي – السوداني في شأن التطبيع الكامل بين البلدين والذي قد يبدأ بخطوات بطيئة من جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تري مصالحها المستقبلية مع السودان في كثير من الاتجاهات السياسية والاقتصادية خاصة وأن المعضلة الكبرى في عدم التطبيع كانت تكمن في توتر العلاقات السابقة مع دولة جنوب السودان، وأما ملف المحكمة الجنائية الدولية فقد أًصبح إلي زوال بعد موقف الاتحاد الأفريقي الرافض لها من حيث المبدأ مما يعجل بقرارات من مجلس الأمن تغير من تلك السياسات القديمة الانتقائية، كما أن المبعوث الجديد سوف يلعب دوراً هاماً وإيجابياً حينما يشاهد ويتابع جهود السودان الرامية للسلام ونبذ الحروب الداخلية والعمل بجدية ومثابرة في تطوير العلاقات مع دولة جنوب السودان. نقلا عن صحيفة الرأي العام السودانية 19/9/2013م