قال رئيس الجمهورية رئيس حزب المؤتمر الوطني المشير عمر حسن أحمد البشير ان المجتمع السوداني تحول الي مجتمع استهلاكي وان المواطن السوداني تحول الي مستهلك مشيراً الي ان مظاهر الاستهلاك تبدت في السيارات التي تملا الشوارع والمباني الأسمنتية التي ضجت بها الخرطوم ولم تغب عن ذاكرة البشير وهو يخاطب صباح أمس قيادات المرأة بالمؤتمر الوطني ان يذكر قصة أستاذ ايرلندي زار السودان وقال: " انتم السودانيين ضيعتهم مدخرات الشعب السوداني بتحويلها الي اسمنت وطوب". جملة من الأسباب عددها البشير لتبرير المعالجات الاقتصادية الأخيرة ومنها معالجة العلل التي يعاني منها الاقتصاد مؤكداً ان اكبر هذه العلل يتمثل في عملية دعم المحروقات وان لابد من معالجة هذا الوضع برفع الدعم، وابدي عزماً واضحاً علي أجواء كل ما يلزم لتصحيح المسار الاقتصادي وهو العزم الذي قوبل بتجاوب القيادات النسائية في الحزب الحاكم اللائي أكدن وقفتهن مع الإصلاحات. وفي مقارنة بين الوضع الاقتصادي قبل مجئ الإنقاذ وبعدها وصفر البشير اقتصاد ما قبل الإنقاذ " اقتصاد الندرة" يصطف فيه المواطن السوداني من اجل الحصول علي الخبز والبنزين بعكس ما يحدث الآن عازياً الإجراءات الاقتصادية التي تزمع الحكومة تنفيذها الي الظرف الذي يمر به الاقتصاد السوداني الآن والذي كما قال البشير انه يحتاج الي جراحة و يجب علينا ان نجريها وأضاف بأن تأخير عملية الإصلاح الاقتصادي ستتيح للمرض ان ينتشر ومن اجل ذلك كان لابد من إجراء الإصلاحات الاقتصادية وأشار البشير ان كل الدول يمكن ان تمر بفترة ضيق وانكماش ورخاء واستقرار ورفاهية وان اغلب الاقتصاديات العالمية تعاني الآن من انكماش بما فيها الاقتصاد الأمريكي. وأشار البشير الي ان البرنامج الثلاثي للإصلاح الاقتصادي يأتي ضمن برنامج شامل عكف علي وضعه المسئولون والمفكرون وأساتذة الجامعات والقطاعات المختلفة و تمت إجازته من المجلس الوطني وعزي البشير ما يمر به الاقتصاد الآن الي تأثره بالأزمة العالمية وما ترتب علي انفصال الجنوب وفقدان عائدات البترول وأشار الي ان البرنامج الاقتصادي كان مبنياً علي ان تتحمل كل من حكومة السودان والجنوب و المجتمع الدولي حجم الفاقد الذي وزع بين الأطراف الثلاثة بنسبة الثلث لكل طرف إلا ان تماطل دولة الجنوب في تنفيذ الاتفاقيات كما أشار البشير كان له اثر سلبي علي اقتصاد السودان تمثل في ارتفاع نسبة التضخم وتناقص نسبة النمو مما أدي الي تدهور سعر العملة الوطنية أمام الدولار. وفي ذات السياق أشار البشير الي تأثر الاقتصاد بعمليات التهريب التي تتم في الحدود مع دول الجوار حيث تهرب البضائع المدعومة الي خارج البلاد وتباع بأضعاف مضاعفة في تلك الدول وتابع " عملية التهريب عملية مغرية جداً للمهربين وبعض عناصر الأمن والجيش و الشرطة الموجودون علي الحدود عرضة للإفساد و الاغراءت وأضاف لانو المال تقيل و تقدم لهم عروض مباشر من قبل المهربين وهم دخلهم محدود ولفت الي ان السودان يمتلك مع دولة الجنوب لوحدها حدوداً بطول 2000 كيلو متر مما يجعل محاربة التهريب أمراً في غاية الصعوبة. نقلا عن صحيفة القرار 23/9/2013