والآن وبعد ان هدأت الأحوال والتظاهرات بجانب احتواء عمليات النهب والتخريب بكل تأكيد قد توصلت الحكومة عبر كافة أجهزتها المتخصصة السياسية والأمنية لأسباب وحجم الذي حدث..وكان يمكن ان يتطور أكثر من ذلك لولا الجهد الذي بذل لإخماد الفتنة. وعلي الحكومة بعد ان عالجت الأمور امنيا عليها معالجة الأمر سياسياً خاصة ان بعض حلفائها من أحزاب الفكة قد هددوا بالانسحاب منها وهذا أمر خطير بالرغم من عدم فعالية تلك الأحزاب واليت لم تشارك في خلق رؤية اقتصادية أو سياسية تمنع اندلاع الفتنة. وقبل ان تنسحب هذه الأحزاب والتي لا تملك أي رصيد جماهيري او سياسي يدعم الحكومة يجب علي الحكومة الجلوس مع كافة الأحزاب السياسية التقليدية منها والحديثة وذلك من اجل حوار بناء يتم فيه الحوار بكل شفافية حتي يتم التوصل لرؤية مشتركة وقواسم مشتركة تسير بالبلاد الي الأمام وان يتم الاتفاق علي مشاركة جادة بعناصر ذات كفاءة عالية ليست من همومها السفر الي أوروبا وغيرها بسبب أو بدون سبب موضوعي وان تسهم هذه العناصر في إيجاد الرؤية المشتركة. كذلك علي الحكومة إعادة تقييم عناصرها الوزارية لتعرف إمكانية كل فرد في التشكيلة وماهي تجربته وماذا قدم للحكومة من رؤى مستقبلية تسهم بشكل فعال في مواجهة الصعوبات والتحديات التي تواجه الدولة. \وفي المجال الاقتصادي تحتاج لطاقم يملك الخيال والأفق الواسع لابتداع صيغ حديثة لزيادة الموارد وعبور المطبات الاقتصادية ويملك قدرة علي الحد من المصروفات الحكومية الي درجة إيقافها نهائياً لأننا لا نري مبرراً لوجود وزير اتحادي ووزير دولة وأمين عام للوزارة الواحدة.. كم تبلغ مرتباتهم ومخصصاتهم وسياراتهم والبنزين الذي يستهلكونه وكم عدد السفرات خارج الوطن لمؤتمرات لا فائدة منها؟ نحتاج لطاقم اقتصادي لا يعتمد علي ترفيع الميزانية بزيادة الضرائب والعوائد وكافة أنواع الجبايات ورفع الدولار الجمركي الذي تسبب في خلق مشاكل كثيرة لاقتصاد السوداني ومن أسهل الأمور ان تصدر المجموعة الموكل لها إدارة الاقتصاد هذا ولكن من الصعوبة ابتداع صيغ جديدة خلاف الوسائل التي تتبعها وزارة المالية منذ استقلال السودان. وماذا سيحدث إذا تكونت حكومة من (15) شخصاً فقط هل ستنهار الدولة أم الوزارة؟ بكل تأكيد لن يحدث هذا او ذاك وما دامت الحكومة تجرب وبشكل مستمر الوزراء الجدد عليها ان تجرب تقليص الوزارات وان توقف بقرار رسمي من رئيس الجمهورية السفرات الكثيرة للوزراء ووفودهم الا للضرورات القصوي لأنني لا افهم ان يطلب مسئول زيارة لبلاد بعيدة ليست لنا علاقة بها مثل جزر الكناري وغيرها من البلدان. وكان الهدف الذي نسعي إليه تكوين جبهة وطنية عريضة تستوعب كافة القوي السياسية المتوافقة مع طرح الحكومة والمعارضة لها حتي نواجه كافة التحديات والمؤامرات التي تواجه بلادنا . اعلم ان البعض بعد ان يقرأ هذا الكلام سيقول انني أؤذن في مالطا وليقل كل واحد ما يريد قوله ولكن هذا هو الطريق الوحيد لمواجهة التحديات بعد ان يقدم كل طرف التنازلات المطلوبة. نقلا عن صحيفة الرأي العام 7/10/2013