كان لافتا ان يجعل السيد حازم الببلاوي رئيس الوزراء المصري من دولة الامارات العربية المتحدة اول دولة يزورها منذ توليه منصبه، فهذا الاختيار لم يأت من قبيل الصدفة، وانما محسوب بعناية فائقة، ولايصال رسالة شكر وعرفان للدولة المضيفة التي قدمت للخزينة المصرية مساعدات مالية تصل الى سبعة مليارات دولار منذ الانقلاب العسكري الذي اطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي. السيد عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت قام بلفتة مماثلة الى المملكة العربية السعودية عندما جعلها محطته الخارجية الاولى، ولتقدير خطوتها بكونها اول دولة تبادر بتأييد الانقلاب العسكري من خلال اتصال هاتفي للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بالفريق اول عبد الفتاح السيسي، والحاق هذا الاتصال بمساعدة مالية بمقدار خمسة مليارات دولار. زيارة الببلاوي لدولة الامارات كانت ناجحة بكل المقاييس، فعلاوة على المساعدة الاضافية التي حصل عليها ومقدارها 3.9 مليار دولار، الى جانب ثلاثة مليارات دولار قبل شهرين تقريبا، تخصص لدعم مشروعات تنموية من بينها بناء مئة مدرسة و25 صومعة لتخزين القمح والحبوب، وبناء 79 وحدة لطب الاسرة، وبناء 50 الف وحدة سكنية. امران كانا لافتين في هذه الزيارة الاول بروتوكولي محض، والثاني سياسي اقتصادي على درجة كبيرة من الاهمية. على الصعيد البروتوكولي كان لافتا ان انور قرقاس وزير الدولة للشؤون الخارجية وليس رئيس الوزراء الشيخ محمد بن راشد المكتوم هو الذي استقبل رئيس الوزراء المصري وودعه، ولم يكن اي من شيوخ الامارات الكبار بين المستقبلين او المودعين، والسيد قرقاش ليس من طبقة الشيوخ. الامر الثاني تمثل في التحذير الصريح الذي وجهه الشيخ منصور بن زايد نائب رئيس الوزراء الاماراتي الى ضيفه المصري، عندما قال "ان على مصر ان تفكر في حلول مبتكرة، وغير تقليدية، وان الدعم العربي لها لن يستمر طويلا" في اشارة الى المساعدات التي تقدمها لها دول الخليج، والامارات على وجه الخصوص. وطالب الشيخ منصور مصر "بأن تقوم باصلاح تشريعي يحمي الاستثمارات العربية والاجنبية في البلاد". رسالة الشيخ منصور بن زايد الرجل المسؤول عن استثمارات الامارات وصندوقها السيادي، واضحة جدا، وهي اننا لن نكون "بقرة حلوب" وما قدمناه "لمصر ما بعد الاخوان" يكفي وعليكم الاعتماد على انفسكم في انقاذ اقتصادكم المتدهور. وتفيد التقارير الواردة من مصر ان عجز الميزانية المصرية الحالية يصل الى 24 مليار دولار، ودخل الخزينة من العوائد السياحية انخفض الى اقل من ثلاثين في المئة بسبب حالة عدم الاستقرار في البلاد. المصدر: موقع رأي اليوم الالكتروني 29/10/2013م