في بلدة أم جرس حاضرة دار الزغاوة في تشاد بسبب أنها مسقط رأس الرئيس التشادي إدريس دبي انعقد مؤتمر أو ملتقي بين الرئيس التشادي وأعيان وزعماء ومثقفي قبيلة الزغاوة السودانيين، أكرر السودانيين وليس التشاديين. وهناك أعلنها الرئيس دببي أنه يحذر وينذر كل أبناء القبيلة السودانيين الحاملين للسلاح بأنه يتوجب عليهم رمي السلاح فوراً ليس باتفاق أو مؤتمر صلح مع الحكومة إنما بأمر منه والقبيلة وأن الرئيس البشير قد طول باله لهم أكثر من اللازم ولو كان في مكانه لما صبر عليهم وأن دارفور ينبغي أن تنعم بالسلام وأنه هو شخصياً قد ألزم بنفسه بحمل كل هذه القبيلة للسلام فالحرب الجارية الآن تكاد تفنيها وكان حديث الرئيس دبي باللغة. وإن شئت قل اللهجة الزغاوية علي حسب الذي رشح من معلومات. كما يتضح من الفقرة أعلاه فإن هذا الملتقي غريب في مظهره ومخبره لا بل مدهش ومفاجئ، أرجو ملاحظة أننا لا نستخدم كلمات تقييميه لأننا لسنا بصدد الحكم تأييداً أو رفضاً إنما استخدمنا كلمات وصفيه محايدة لأننا نريد أن نقف عند تحليل الظاهرة، أما الحكم عليها فسوف نتركه حتي تنضج ولو قليلاً فتقييم أي حدث يجب أن يقف علي كم وافر من المعلومات والتفاعلات ودوماً الشفقة تطير. حكومة السودان كما صرح الدكتور حسن عمر مؤيدة لهذا الملتقي وعلي علم مسبق به، زعامات قبيلة الزغاوة في المؤتمر الوطني السيد حسن برقو والسيد محمد بشارة دوسة وزير العدل والفريق التيجاني آدم الطاهر والدكتور التيجاني مصطفي وبحر إدريس أبو قردة وغيرهم من أحزاب أخري ظهروا كلهم علي شاشة المؤتمر التي عرضها تلفزيون السودان. أما جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة ومني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان وكلاهما من أبناء الزغاوة قد رفضا فكرة الملتقي وهاجما الرئيس دبي هجوماً عنيفاً واعتبرا ما قام به تدخلاً سافراً في شأن سوداني بحت. وجود القبيلة في السياسة السودانية حكومة ومعارضة وحمل سلاح أصبح أمراً لا يمكن نفيه أو حتي التقليل من شأنه. حركة التمرد في دارفور لأبناء الزغاوة دور كبير فيها – مني اركو والمرحوم خليل إبراهيم ثم جبريل إبراهيم وقبلهم كلهم شريف حرير – اعتلاء الرئيس دببي لسدة الحكم في تشاد كان للدور القبلي القدح المعلي فيه. ثالثاً موقف تشاد من حروبات دارفور سلباً وإيجاباً معروف في لحظة توتر العلاقات بين البلدين وصل تبادل الأذى لدرجة غزو أنجمينا وغزو أم درمان وقبل ذلك أربع جولات مفاوضات سلام اثنتين في أبشي واثنتين في أنجمينا. كل هذا قبل أبوجا والدوحة والآن العلاقة بين البلدين سمن علي عسل. في هذا الإطار التاريخي السياسي جاء ملتقي أم جرس. السيادة والتدخل في شئون الغير لا مكان له من الإعراب، فملتقي أم جرس جاءت فكرته من أبناء الزغاوة في حكومة السودان، ولكن التساؤلات تتري هل الذين يحملون السلاح الآن من أبناء القبيلة – مني وجبريل – الموجودين ضمن وفد الجبهة الثورية في باريس في دائرة نفوذ دبي؟ ما مدي قدرة الرئيس دبي في حمل مجتمعه وجيشه لتنفيذ وعيده هذا بافتراض أنه جاد فيه؟ هل الرئيس دبي لديه غرض من الملتقي يخص حكمه داخل تشاد؟ هل مخرجات أم جرس تتقاطع مع مخرجات مبادرة صديق ودعة التي وافق عليها جبريل ومني في كمبالا، التحدي يتمثل هنا في تحويل عمل قبلي الي منجز وطني فالأمور دوماً ليس ببداياتها إنما بمآلاتها. نقلا عن صحيفة السوداني 13/11/2013م