المؤتمر الشعبي ساقط وشايل قلمو يصحح .. بهذه الكلمات الساخرة التي جرت على لسان الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي، دخل حزبا المعارضة الأكثر تأثيراً في الساحة في ملاسنات واتهامات تصدرت مينشيتات صحافة الخرطوم لأسابيع متتالية منتصف العام الماضي، ولكن وساطة رئيسة حركة حق اليسارية هالة عبد الحليم أعادت المياه إلى مجاريها بين زعيمي الحزبين. الأوضاع في التحالف هشة وقابلة للتصدع في أي وقت ويزيد الموقف تأزماً علاقة مجمل أحزاب التحالف بالمؤتمر الوطني الحاكم منذ 24 سنة، ويري مراقبون أن رغبة أحزاب التحالف في سند حزب الأمة القومي الجماهيري وشعبيته مقارنة ببقية فصائل المعارضة يرغمها على التردد في تجميد عضوية الحزب ولكن في ذات الوقت رفض رئاسة الصادق المهدي للتحالف. المهم الآن أن جبهة الحرب لا تهدأ لدي تحالف المعارضة من جهة، وحزب الأمة من جهة أخرى. الأسبوع الماضي اندلعت حرب اتهامات بين الشعبي والأمة القومي وكالت سارة نقد الله الاتهامات لحزب د. الترابي بإشعال أزمة دارفور، فرد الشعبي بحدة متهماً حزب الأمة بالتواطؤ على فصل جنوب السودان. وفي السياق هدد حزب الأمة القومي بكشف مزيد من الوثائق ونشر الغسيل الخاص بالمؤتمر الشعبي، ولن يكون الغسيل نظيفاً بالضرورة ولكن فجأة توقف كل شيء وأعلن كمال عمر الأمين السياسي لحزب د. الترابي الهدنة مع غريمه الأمة القومي واختفت حدة الاتهامات والسخرية خلف ابتسامات ماكرة بذلها كمال عمر إمام صحافة الخرطوم ومحرريها الناشطين في تغطية الدوائر الحزبية. توصيفات الإمام الصادق الساخرة أدخلت الكثير من المفردات للقاموس السياسي في جانب السخرية من واقع الحراك السياسي في السودان في السنوات العشرين الأخيرة. وبالعودة لحزب الترلات فقد بدأها الصادق المهدي وانطلقت من داره في الملازمين، وصف الصادق حزب الاتحادي الأصل بالترلة للمؤتمر الوطني، ثم انداحت المفردة لتشمل حزب المؤتمر الشعبي الذي سارع للرد واعتبر الأمة القومي ترلة هو الآخر للمؤتمر الوطني الذي يرصد ويراقب ما يجري في الساحة ولسان حاله واشغل أعدائي بأنفسهم وعجل بالنصر والفرج، غير إن الناطق باسم الحزب علق علي سجال أحزاب التحالف واتهاماتها المتبادلة بالانقياد له بأنه براءة للوطني من وزر أزمة دارفور وانفصال الجنوب، وهو أمر بدا غريباً بحسب مراقبين. فكلا الأزمتين ضربتا السودان في ظل حكم المؤتمر الوطني ولكن ربما لم يكن المتحدث دقيقاً أو لنقل لم يحالفه التوفيق زعم ببراءة المؤتمر الوطني وكونها أتت من أحزاب المعارضة. أحزاب التحالف فضحت نفسها وكشفت عجزها على صفحات الصحف فقد بدأ أن الكل يعزف منفرداً على طريقته، وبالطبع لن يكون اللحن إلا نشاذاً لا يطرب حتى من لا يملك أية موهبة في تميز الأصوات الحسنة من غيرها. لن تهدأ جبهات تحالف المعارضة قريباً وسيكون المسرح مهيئاً لمزيد من الانقسامات والخروج عن التحالف سيما بعد أن لؤح حزب الأمة القومي بتكوين تحالف جبهوي بديلاً لتحالف المعارضة بوضعها الراهن والأوضاع في الساحة السياسية في السودان مع اقتراب الانتخابات العامة في العام 2015م ستظل متحركة ومفتوحة على كافة الاحتمالات. وبرغم إن الوطني بدأ خطوات عملية في الإعداد للانتخابات، لا أن النتائج ستظل مرهونة بمدي تقبل أحزاب المعارضة والمجتمع المدني للنتائج المفروضة مسبقاً، فهل هياج المعارضة الحالي أسبابه إحساسها باقتراب جولة جديدة من سيطرة الوطني على السلطة؟. ربما. نقلاً عن صحيفة الوفاق 1/12/2013م